ألمانيا تدرس ملفات عائلات «الدواعش» تمهيداً لاستعادتهم من سوريا

متحدث باسم الداخلية: أعداد المقاتلين تفوق التقديرات السابقة

نساء وأطفال في مخيم الهول (الشرق الأوسط)
نساء وأطفال في مخيم الهول (الشرق الأوسط)
TT

ألمانيا تدرس ملفات عائلات «الدواعش» تمهيداً لاستعادتهم من سوريا

نساء وأطفال في مخيم الهول (الشرق الأوسط)
نساء وأطفال في مخيم الهول (الشرق الأوسط)

بعد أشهر من تمسُّك برلين برفض استعادة عائلات مقاتلي «داعش» الألمان المحتجَزين لدى الأكراد في سوريا، بدأت وزارة الخارجية الألمانية بدراسة ملفات مواطنيها الموجودين في مخيم الهول بشكل رئيسي، تمهيداً لإعادتهم إلى ألمانيا. وتدرس الخارجية بشكل خاص احتمالات استعادة الأطفال الذين «هم بحاجة لدعم إنساني»، وتتعاون مع «الجهات المختصة» لذلك. وتؤكد أن استعادة هؤلاء لن تتم إلا بعد دراسة الملفات بشكل منفصل لكل حالة. وقال متحدث باسم الخارجية إنه يجب الحصول «على موافقة دول الجوار وأطراف غير حكومية كذلك»، ومشاركتهم بالقرار لإتمام العملية اللوجيستية لإخراج الأطفال من مخيم الهول.
وبحسب متحدث باسم الداخلية الألمانية، فإن أعداد المقاتلين الألمان وعائلاتهم يفوق التقديرات السابقة. ويعتقد أن ما يقارب 40 مقاتلاً ألمانياً محتجزاً في سوريا لدى الأكراد، إضافة إلى نحو 68 امرأة مع أطفالهن الذين يبلغ عددهم نحو 120 طفلاً، يقبعون حالياً في مخيم الهول.
ويأتي هذا التغيير في السياسة الألمانية بعد قرار لافت صدر عن المحكمة الإدارية في برلين الشهر الماضي يجبر الحكومة على استعادة 3 أطفال من أبناء مقاتل ألماني مع التنظيم الإرهابي، إلى جانب والدتهم. وكانت برلين قد رفضت في السابق استعادة زوجة المقاتل، بينما قبلت بدراسة استعادة الأطفال، إلا أن المحكمة التي تحركت بناء على طلب من عائلة الأطفال في ألمانيا، توصلت لاستنتاج بأن الحكومة الألمانية يجب عليها استعادة الوالدة كذلك، رغم أنها من أصول غير ألمانية، انطلاقاً من مبدأ في الدستور الألماني يجبر الدولة على تأمين الحماية لمواطنيها. واعتبرت المحكمة أن الأطفال قد يكونون في عرضة للخطر بالمخيم. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن المخيم يستوعب 15 ألف شخص، بينما يقيم فيه اليوم ما يقارب 90 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال. وتصف الأمم المتحدة ظروف المخيم بأنها كارثية وسط معاناة أطفال من سوء التغذية وغياب النظافة وانتشار الأمراض.
ويبلغ الأطفال الثلاثة محل الدعوة القضائية 7 و8 سنوات، إضافة إلى طفل عمره سنتان. الابنتان الأكبر رافقتا والدتهما من ألمانيا عندما غادرت إلى سوريا عام 2014. فيما ولد الطفل الصبي من مقاتل داعشي أثناء وجود الوالدة هناك.
وتطرح الطفلتان الأكبر تحدياً للحكومة الألمانية لإعادة دمجهما في المجتمع وتحريرهما من الآيديولوجيا التي تربّتا عليها، مثل معاداة الغرب وتمجيد قتل الأجانب غيرها من الأفكار المتطرفة. وتعتقد برلين أن جلب والدتهما المتشبعة بالآيديولوجيا المتطرفة، سيصعّب مهمة تحريرهما منها، وأيضاً تُصنّف على أنها تشكل تهديداً إرهابياً في ألمانيا، ما سيزيد الضغوط على الشرطة لمراقبتها بشكل مستمر.
وتتحجج برلين حتى الآن بغياب وجود تواصل رسمي مع السلطة الكردية الذاتية في سوريا التي تبقي عائلات «داعش» في مخيم تحت سيطرتها، كسبب لعدم قدرتها على التواصل مع عائلات المقاتلين الألمان ومساعدتهم في العودة.
ورغم عدم وجود تنسيق رسمي ومعلَن حتى الآن، فإن عدداً من النساء الألمانيات عُدنَ في الأشهر الماضية إلى ألمانيا مع أطفالهن. والعائدات حتى الآن هن ألمانيات اعتنقن الإسلام في وقت لاحق من حياتهن قبل أن يتحولن إلى التطرف. وألقي القبض على معظمهن في المطار فور وصولهن وأُحِلن للمحاكمة. ولكن الادعاء العاجز في أحيان كثيرة عن جمع أدلة كافية لإدانة النساء بالمشاركة بجرائم حرب، يلجأ أحياناً لتوجيه تهم أخرى لهن، مثل اختطافهن أطفالهن وأخذهن معهن إلى مناطق خطرة في سوريا والعراق.
وتواجه نساء «داعش» الألمانيات من أصول أجنبية مشاكل أكبر بالعودة إلى ألمانيا، لا سيما أن برلين تلجأ إلى دولهم الأصلية لإقناعها باستعادتهن.
وأحياناً تبدأ مراكز رعاية الأطفال تحقيقات في النساء العائدات لنزع أطفالهن منهنّ إذا ما تمكنت من إثبات التأثير السلبي المستمر على الأطفال.
وفي حالات أخرى، عادت نساء ألمانيات من مناطق القتال ليعشن حياة طبيعية من دون ملاحقة أو إزعاج من الشرطة. وقد تسبب الكشف عن هوية إحداهن، تُدعى أميمة العابدي، وهي من أصول تونسية، عادت لتعيش حياة عادية في مدينة هامبورغ، وحصلت على وظيفة، بفضيحة للشرطة التي قالت إنها كانت على علم بأن المرأة كانت في أراضي «داعش».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.