قوة قتالية أميركية تطارد «داعش» جنوب الموصل

بالتنسيق مع الجيش العراقي

TT

قوة قتالية أميركية تطارد «داعش» جنوب الموصل

بالتنسيق مع الجيش العراقي تواصل قوات أميركية خاصة منذ يومين حملة لمطاردة خلايا تنظيم داعش قرب مطار القيارة جنوب الموصل (400 كم شمال بغداد). وفي بيان لها قالت القيادة الوسطى الأميركية إن «جنودا أميركيين من اللواء القتالي الأول بالفرقة 101 المحمولة جوا، يقومون بمهمة ضد مواقع لـ(داعش) بالقرب من مطار القيارة، (جنوبي محافظة نينوى)، وذلك للقضاء على الخلايا النائمة وضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم الإرهابي».
إلى ذلك، قال تقرير للجيش الأميركي: «برغم خسارته خلافته على المستوى الإقليمي، إلا أن تنظيم داعش عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من السنة». وأوضح أن «داعش استطاع توحيد ودعم عمليات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها».
وتأتي العملية جنوب الموصل عقب مقتل جندي أميركي الأسبوع الماضي، خلال دورية مشتركة مع القوات العراقية، في حادث لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابساته. وكان الجيش العراقي أطلق منذ نحو ثلاثة شهور عملية عسكرية كبيرة لملاحقة خلايا «داعش» بدءا من مناطق حزام بغداد وصولا إلى جنوب الموصل مرورا بديالى وكركوك وصلاح الدين أطلق عليها «إرادة النصر» انتهت مرحلتها الثالثة قبيل عيد الأضحى. وطبقا للجيش العراقي فإن العملية أثمرت عن مقتل العشرات من قيادات وعناصر «داعش» فضلا عن تدمير أسلحة وأنفاق يستخدمها التنظيم لتنفيذ عملياته ضد القوات العراقية.
إلى ذلك، أكد الدكتور حسين علاوي، رئيس مركز أكد للدراسات الاستراتيجية والدراسات المستقبلية، لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل في نينوى في الواقع من قبل القوات الأميركية هو قيام المدفعية الأميركية الموجودة بالقرب من قاعدة القيارة بتقديم إسناد ناري غير مباشر لأهداف مرسومة من قبل القوات العراقية لضرب خلايا (داعش)». وبشأن استمرار مطاردة «داعش» في نينوى، يقول علاوي إن «فلول (داعش) الإرهابي من المقاتلين المحليين ما زالت القوات العراقية تطاردهم بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى وذلك لضمان تأمين الاستقرار في البلاد والمدن المحررة». وأضاف علاوي أن «هذه الاستراتيجية شملت عدة ممارسات منها عمليات جهاز مكافحة الإرهاب وعمليات (إرادة النصر) وعمليات التحالف الدولي التي تسير من قبل القوات العراقية المشتركة لضرب أهداف عالية الثمن والتأثير».
من ناحية ثانية، حذرت قيادات سياسية من الموصل من انتشار المخدرات في محافظة نينوى وبالتحديد في القيارة والشورى وحمام العليل وكذلك في مركز الموصل في مناطق النبي يونس والانتصار وحي الزهراء حيث تباع في الصيدليات بشكل سري ولا توجد رقابة تذكر. وقال النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى أحمد الجبوري بأن «هناك تقارير أظهرت انتشار المواد المخدرة بين فئة الشباب من الأعمار 15 إلى 30 سنة». وأضاف أن انتشار المخدرات يعود إلى «كثرة البطالة وقلة العمل بين الشباب وكثرة الأيتام والشهداء بدون أي تعويض مادي ومعنوي وقرب مخيمات النزوح من النواحي المذكورة ساعد بشكل كبير على إنشاء معسكرات من الدعارة والفساد والمجرمين». وأوضح أن «العملية أصبحت بمثابة تجارة مربحة للمروجين لأسعارها الزهيدة حيث أفادت الشرطة المجتمعية في ناحية القيارة أن نحو 5000 حبة تدخل إلى ناحية القيارة شهريا وإلى وجود 8 تجار رئيسيين».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.