رحلة بقارب من القصب لإثبات نظرية استخدام الحديد في بناء الأهرامات

انطلقت أمس، رحلة باستخدام قوارب مصنوعة من القصب، يقودها عالم آثار ألماني اتّهمته السّلطات المصرية قبل نحو خمسة أعوام بسرقة خرطوشة حجرية من هرم الملك خوفو، بهدف إثبات نظريته أنّ الفراعنة استخدموا الحديد في بناء الأهرامات.
وسبق لعالم الآثار الألماني الدكتور دومينيك غورليتز «53 سنة»، القيام برحلة عام 2012 على أحد القوارب المصنوعة من القصب، الشبيهة بتلك التي كان يصنعها الفراعنة، وانطلقت من الإسكندرية إلى بيروت، ثم عادت إلى الإسكندرية عبر قبرص، وتبدأ رحلته الجديدة من بلغاريا إلى قبرص في ظروف مناخية أكثر قسوة، وباستخدام قارب بُني حديثا. ويقول غورليتز في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «الهدف من رحلتي الجديدة هو تأكيد ما كشفته العينات التي جمعتها من هرم خوفو حول وجود أكسيد الحديد بها، وهو الأمر الذي يتم تجاهله الآن».
وسبق للمؤرخ اليوناني هيرودوت أن ادّعى قبل 2500 سنة، أنّ أهرامات الجيزة بُنيت باستخدام أدوات من الحديد، وقال إنّ الفراعنة جمعوها من منطقة القوقاز ونقلوها إلى مصر حيث استخدمت في بناء الأهرامات قبل 4800 سنة. ويضيف: أنّ «نتائج التحليلات التي أجريتها على العينات المجموعة من الهرم الأكبر تؤكد ما قاله هيرودوت، ويبقى إثبات أنّ قوارب القصب كانت قادرة على التعامل مع مثل هذه الطُّرق الصّعبة».
ومن أبرز الانتقادات التي توجّه لنظرية غورليتز ومن قبله هيرودوت، أنّ قوارب القصب لم تكن قادرة على التعامل مع الطّرق الصّعبة من الإسكندرية إلى منطقة القوقاز. ويقول: «رغم وجود أدلة تدحض ذلك، ومنها أنّ علماء الآثار البلغاريين والأتراك والجيولوجيين عثروا على بقايا من قطع أثرية مصرية، بما يعني وجود تجارة متبادلة، إلّا أنّني أسعى من خلال الرّحلة الثّانية إلى تأكيد ما أثبته في رحلة 2012. وهو قدرة قوارب القصب على القيام بمثل هذه الرّحلات، لا سيما وسط الظّروف الصّعبة في بحر إيجة». وبدأت مهمة غورليتز الجديدة، التي من المتوقع أن تستمر شهرين من بيلوسلاف، وهي بلدة صناعية صغيرة في مقاطعة فارنا، شمال شرقي بلغاريا، وتقع على بعد 19 كم إلى الغرب من فارنا على ساحل البحر الأسود في بلغاريا، وسيقطع مع فريق من المغامرين مسافة 700 ميل بحري عبر مضيق البوسفور وبحر إيجة وصولا إلى قبرص.
وعن عامل الأمان في الرحلة، يقول غورليتز: «بفضل غرف الهواء داخل مواد البناء المسامية، لا يمكن للقارب التصدع أو الغرق، وسيكون لدى الطّاقم معدّات اتصالات حديثة، للتّواصل مع سفن الشّحن الكبيرة تحسّباً لأي مشكلة تحدث في الطّريق».