سياسة بوتين السورية... وتحدي توازن المصالح

انفجار الوضع في إدلب وعودة شبح «الحسم العسكري» يثيران أسئلة حول «صفقات» لإعادة رسم مناطق النفوذ

سياسة بوتين السورية... وتحدي توازن المصالح
TT

سياسة بوتين السورية... وتحدي توازن المصالح

سياسة بوتين السورية... وتحدي توازن المصالح

بينما كانت موسكو تحتفي الأسبوع الماضي، بمرور عشرين عاما على تولي الرئيس فلاديمير بوتين مقاليد السلطة في البلاد، يعقد محللون مقارنات كثيرة بين أحوال روسيا ومكانتها على الساحة الدولية حاليا، ووضعها عندما وضع رجل المخابرات السابق قدمه للمرة الأولى في الكرملين. وبرز الحضور الروسي في سوريا بكل تداعياته، ليشكل واحدا من أبرز معالم تحولات السياسة الروسية على المستويين الإقليمي والدولي.
ومع النقاشات الكثيرة الدائرة حول النجاحات العديدة التي حققتها السياسة الروسية في سوريا، والإخفاقات التي منيت بها هناك، وأظهرتها منعطفات عدة، فإن أسئلة ما زالت تطرح حول الاستراتيجية التي عمل الكرملين على بلورتها خلال السنوات الأخيرة، ومدى قدرة موسكو على إدارة ملفات الصراع على مناطق النفوذ في سوريا، والمحافظة على التوازن الصعب الذي رسمته موسكو في علاقاتها مع الأطراف المنخرطة في الأزمة.

وفقا لخبراء فإنها ليست مجرد صدفة أن يكون الانتقال القوي إلى سوريا، وهو المنعطف الذي شكل أحد أبرز عناوين الصعود للسياسة الروسية، وعكس قدرة الكرملين على «تغيير قواعد اللعبة» وتعزيز آليات الرد على محاولات تطويق روسيا عسكريا وسياسيا، جاء بعد مرور عام واحد على التحدي الكبير الذي أطلقه بوتين في وجه الغرب عندما قرر في العام 2014 ضم شبه جزيرة القرم، وفتح ملف الصراع مع أوكرانيا والغرب من خلفها. وبالمعنى ذاته فإن هذه «الاندفاعة الروسية» جاءت في سياق سياسة متسقة وتصاعدية برزت مقدماتها الأولى منذ العام 2008 من خلال الحرب الروسية – الجورجية التي أسفرت عن اقتطاع إقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية ووضع مقدمات لإعادة ترتيب خرائط النفوذ في الفضاء السوفياتي السابق.

- تحديات جديدة
بهذا الترتيب ينظر خبراء روس إلى المنعطفات الأساسية التي مرت بها سياسة «الصعود الروسي» التي قادها بوتين، في مواجهة تداعيات الإحباطات الكثيرة والإخفاقات التي كانت تواجهها بلاده عندما تسلم مقاليد السلطة.
لكن، بعد مرور أربع سنوات على بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015. يواجه الكرملين تحديات متزايدة وهو يرسم ملامح خطواته المقبلة في مرحلة حاسمة. إذ وضعت التفاهمات التركية الأميركية حول المنطقة الآمنة في الشمال السوري، بالتزامن مع تزايد المؤشرات إلى قيام واشنطن بتكثيف الحضور في مناطق الشمال والشرق، السياسة الروسية أمام تعقيد جديد، يهدد بتقويض جزءا مهما من الإنجازات التي فاخر الروس بتحقيقها في سوريا، وعلى رأسها الحديث عن «المحافظة على وحدة وسيادة سوريا على أراضيها».
كما أن استحقاق انفجار الوضع مجددا في إدلب، وعودة شبح «الحسم العسكري» إلى الواجهة بعد الانهيار السريع للهدنة الهشة التي أعلنت في إطار مفاوضات أستانة، يثير بدوره أسئلة حول احتمال التوصل إلى «صفقات» تتضمن إعادة رسم ملامح مناطق النفوذ في سوريا. وتبرز مع التطورين خريطة واسعة من التعقيدات التي لا تقل خطورة، وعلى رأسها الوضع في المنطقة الجنوبية ومساعي موسكو لاحتواء احتمالات تدهور الوضع نحو مواجهة بين إسرائيل والميليشيات القريبة من إيران، فضلا عن الصراع على النفوذ أصلا ضمن التشكيلات العسكرية والأمنية الكثيرة المنتشرة على الأرض السورية، وهو في جزء كبير منه يعكس احتدام التنافس ميدانيا وسياسيا يضاف إلى التنافس الاقتصادي الذي تبدو ملامحه أكثر وضوحا بين روسيا وإيران.
تقف موسكو أمام هذا الواقع وهي تحاول رسم خطواتها المقبلة وبلورة مقاربة سياسية شاملة للوضع، وبهذا المعنى فهي وفقا لخبراء تواجه استحقاق تحول واسع في سياستها السورية من «حملة سريعة هدفها تعزيز الحضور الروسي وترتيب موازين القوى لدفع عملية سياسية مقبولة» إلى «انخراط كامل في تعقيدات إقليمية ودولية، أسفر عن اضطرار الكرملين إلى زج كل قدراته في المسار السوري».
بهذا الفهم يتعامل فريق من الخبراء الروس مع الفارق على المستوى الميداني بين الرؤية الأولى لحجم وطبيعة التدخل الروسي في سوريا كما كان مرسوما، واضطرار موسكو تدريجيا إلى الانزلاق نحو «تورط» كامل في هذه الأزمة.
وكان خبراء لفتوا إلى أن غياب الرؤية الشاملة لما تريده موسكو في المحصلة من الحرب السورية ما زال يشكل معضلة جدية مع غياب القدرة على تحقيق إنجازات سياسية سريعة تواكب التقدم الميداني الذي أحرز خلال السنوات الماضية.

- علاقة ملتبسة مع واشنطن
فتح الإعلان عن توصل واشنطن وأنقرة إلى تفاهمات حول «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري، على واقع أربك الخطط الروسية التي راهنت لفترة طويلة على تضاؤل فرص التفاهم بين واشنطن وأنقرة بسبب تباين التحالفات واختلاف الرؤى حول الترتيبات النهائية في المنطقة.
وبرغم أن موسكو تجنبت على المستوى الرسمي المسارعة في التعليق على التطور، لكن أوساطا دبلوماسية لا تخفي قلقا من أنه «يضع واقعا جديدا في منطقة الشمال السوري، لا يقتصر على منح الوجود الأميركي غير الشرعي وضعا مختلفا، لكنه يزيد أيضا من تعقيدات بلورة ملامح التسوية السياسية في سوريا».
حتى فترة قريبة، كانت موسكو تراقب التحركات الأميركية عن قرب، وتكرر دعواتها إلى واشنطن بالانسحاب من الأراضي السورية، لكن في الوقت ذاته، سادت قناعة لدى أوساط روسية بأن واشنطن ليست معنية بوجود دائم في سوريا.
لكن إشارات عدة برزت أخيرا، أوحت من وجهة نظر خبراء روس بحدوث تغيير في المقاربة الأميركية للوضع في سوريا، بينها العمل على تعزيز الحضور الأميركي في مناطق الشمال والشرق، والاتفاق الأميركي – التركي، فضلا عن إمعان واشنطن في تجاهل الدعوات الروسية لفتح قنوات حوار حول الوضع النهائي للتسوية الممكنة في سوريا، وتجاهلها جهود موسكو في إطار «مسار أستانة» وهو موقف تصاعد إلى مستوى التصريح بضرورة حصر المسار السياسي في جنيف ومقاطعة كل جهد آخر تقوم به موسكو.
وفي إطار الترقب الروسي للخطوات الأميركية جاء تحذير الخارجية الروسية من محاولات لـ«فصل» شمال شرقي سوريا، والتأكيد على ضرورة حل المشاكل في تلك المناطق على أساس «سيادة سوريا وبواسطة الحوار بين دمشق والأكراد».
برغم ذلك، لا يخفي خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أن وراء الصمت الروسي حيال التطورات الجارية في الشمال، تبرز حسابات لموسكو تقوم على أن موافقة واشنطن على فكرة «المنطقة الآمنة» قد تكون ضمن ترتيبات أميركية للوضع في المنطقة، تضمن لتركيا تقليص الهواجس الأمنية، وتضع في الوقت ذاته ضمانات للأكراد بعدم السماح باستهداف واسع لمناطقهم، في إطار مسعى أميركي لإنجاز الانسحاب من المنطقة مع حلول العام المقبل. ويربط الخبراء هذا بحاجة الرئيس دونالد ترمب لإظهار الالتزام بتعهداته في هذا الشأن قبل حلول موعد الانتخابات الأميركية.
ومن زاوية فإن هذا التطور الذي يلبي تطلعات تركيا الأمنية يمنح موسكو هامشا أوسع للحسم في إدلب، في إطار تفاهم يمكن التوصل إليه مع الجانب التركي. وهذا يفسر تصاعد حدة العمليات العسكرية في إدلب وتسريع عملية «قضم» المناطق المحيطة بها.
وفي كل الأحوال يرى خبراء أن التطورات الميدانية الجارية في الشمال والشرق السوريين، سوف تسفر عن انتهاء مرحلة من الأزمة السورية، وبروز خريطة جديدة لتوزيع مناطق النفوذ للأطراف المختلفة وأن هذه المناطق سوف تنعكس بالتأكيد في آليات إطلاق عملية التسوية.
ووفقا لخبير فإن الحاجة إلى مسار أستانة قد تتراجع بشكل ملموس في الفترة المقبلة، في مقابل تنامي أهمية إيجاد آلية لفتح الحوار وإنشاء قناة لنقاش جدي بين موسكو وواشنطن حول آليات التسوية النهائية في سوريا.

- «عقدة» إيران
في مقابل تعقيدات الوضع في الشمال، تبرز معضلة أخرى أمام موسكو تتمثل في المحافظة على توازن المصالح الذي أقامته في علاقاتها مع طهران من جانب ومع تل أبيب من جانب آخر، وبرغم نجاح روسيا في إبرام صفقة لـ«إبعاد» الإيرانيين عن منطقة الجنوب لمسافة نحو 80 كيلومترا العام الماضي، لكن سرعان ما اتضح أن هذا الاتفاق كان شكليا، وبرزت تقارير كثيرة خلال الشهور الأخيرة تتحدث عن تعزيز إيران والقوات الحليفة لها وجودها في مناطق الجنوب ما بات يشكل عنصر توتر دائم ويفاقم المخاوف الروسية من انزلاق الوضع نحو مواجهة مباشرة أو غير مباشرة في المنطقة.
وكان لافتا خلال الفترة الأخيرة أن وسائل إعلام روسية حذرت من أن قدرة موسكو على «ضبط» التحركات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية ومواقع الميليشيات التابعة لطهران، باتت أضعف من السابق.
ونشرت وسائل إعلام روسية معطيات تفيد بأن إسرائيل لن تطلب في المستقبل من روسيا إذنا لمهاجمة سوريا. وأنها ستتوقف حتى عن إعلام موسكو بالعمليات القادمة. والسبب من وجهة نظر الخبراء الروس هو مواصلة «حزب الله» حشد قواته على الحدود السورية الغربية والجنوبية.
ويرى المستشرق الروسي – الإسرائيلي أوليغ غوشين أن «لدى إسرائيل أسبابا كافية للقلق». ويزيد أن إسرائيل وسوريا، «بحاجة إلى إعادة المناطق الحدودية إلى الحالة التي كانت عليها قبل بدء الحرب. بالنسبة لتل أبيب، كانت الحدود مع الجمهورية العربية السورية، بلا مبالغة، الأكثر أمانا».
وتراقب موسكو بدقة تحذيرات أوساط بأن «حزب الله» بدأ استعدادات لفتح جبهة مع إسرائيل، على خلفية تصعيد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في الخليج ويبدو أن الصراع الجاري على النفوذ ضمن التشكيلات العسكرية والأمنية بين الموالين لموسكو والأطراف الموالية لطهران دخلت مرحلة أكثر اتساعا.
وراقبت موسكو الانتقادات المتصاعدة للتفاهمات التي رعتها في الجنوب وبينها انتقادات أطلقها بعض رموز النظام السوري المقربون من إيران ورأوا فيها أن سياسات روسيا في درعا والاتفاق الذي رعته العام الماضي (المصالحات وتسليم المنطقة للنظام) أدى لحدوث فوضى جديدة، لأنها تعاملت مع أطراف الاتفاق كنِدّين وأبقت بعض السلاح بحوزة مجموعات من الجيش الحر لتأمين المناطق، وأن «على النظام أن يفرض سيطرة كاملة على كل المناطق» لكن موسكو في المقابل تفضل عدم نقل خلافاتها مع إيران إلى العلن، كما أنها أعلنت بوضوح أنها «لن تقبل صفقات على حساب مصالح الحلفاء» وفقا لتعبير الرئيس بوتين.
بهذا المعنى فإن موسكو وفقا لخبراء تسعى إلى تجنب انزلاق الموقف نحو مزيد من التعقيد في الجنوب، لكنها «إما لا ترغب أو ليست قادرة على ضبط التحركات الإيرانية» كما أنها أصلا «حريصة على إبقاء التحالف مع إيران في ملفات أخرى عدة لأنه يلبي مصالحها على المستوى الإقليمي» وفقا لخبير أوضح لـ«الشرق الأوسط» وجهة نظره بأنه «حتى لو سعت موسكو إلى الضغط على إيران لتقليص وجود الميليشيات في سوريا وهو أمر يلبي مصالح أطراف عدة بينها موسكو، لكنها في الوقت ذاته ليست قادرة على التحكم بهذه العملية نظرا لتغلغل الإيرانيين الواسع في سوريا، وإذا أخرجنا جنودهم من منطقة فسوف يعودون في لباس مدني إليها أو في لباس تشكيلات عسكرية سورية».
لكن في المقابل، لفتت أوساط محللين عسكريين الأنظار إلى أن موسكو عملت على مواكبة التطورات المتلاحقة في سوريا وبينها اتفاق «المنطقة الآمنة» وتعزيز الوجود الأميركي في مناطق الشرق بتسريع تحركات ميدانية لمواجهة غموض الموقف الأميركي، فهي في الرقة مثلا تقوم برعاية «مصالحات» عشائرية مع النظام، وعملت في الجنوب على تسهيل عودة قوات تابعة لإيران، بهدف الإبقاء على أهمية ورقة الرعاية الروسية لإجراءات تضمن أمن إسرائيل. في هذا الإطار أشارت تقارير أخيرا إلى أن القوات الروسية العاملة في سوريا سمحت للميليشيات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني بتوسيع الحضور في مواقعها جنوبي سوريا.
ووفقا للتقارير فإن موسكو التي تشرف على إقامة منطقة أمنية عازلة جنوبي البلاد، قامت على امتداد الحدود السورية مع إسرائيل والأردن، بالسماح لوحدات صغيرة تنتمي لـ«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، ووحدات من «حزب الله»، بالعودة والانتشار في مواقع قريبة تقع على مسافة لا تزيد عن 10 إلى 15 كيلومتراً من الحدود، وأخلت الوحدات الروسية بعض المواقع ما يتيح للإيرانيين السيطرة على المناطق المحيطة بها.
وأشارت المعطيات إلى أن اتصالات إسرائيلية – أميركية تمت على مستوى عالٍ أخيرا بسبب تلك التحركات.

- بوتين أمام استحقاق
عند بداية التدخل الروسي المباشر في سوريا قال أحد الخبراء المقربين من الكرملين بأن الأهمية الأساسية للاندفاعة الروسية نحو سوريا تكمن في فهم الكرملين بأن هذه هي الفرصة الأخيرة لموسكو لتوسيع دائرة تأثيرها وخروجها من إطار منطقة نفوذها الاستراتيجي إلى مستوى أوسع عالميا. ووفقا للخبير فإن الفهم الروسي انطلق من زاوية أن حجم تأثير ودور القوى الإقليمية والدولية المنخرطة حاليا في الأزمة السورية سوف ينعكس بالتأكيد على قدرات هذه الأطراف على لعب أدوار في رسم ملامح النظام الإقليمي لاحقا والدولي على المستوى الأوسع. هذا الفهم يعكس الأهمية التي توليها السياسة الروسية للربط بين الأزمة السورية بكل تعقيداتها بالنسبة إلى موسكو، وضرورات المحافظة على نسق شامل في السياسة الإقليمية يلبي تلك الغاية ويمنح موسكو درجة التأثير المطلوبة في الملفات المختلفة المطروحة إقليميا. ووفقا لخبراء فإن ميزة الكرملين الرئيسية تمثلت في اتساق واستقرار سياساته في المنطقة، وهي السياسات التي أسفرت عن انفتاح شركاء موسكو في الشرق الأوسط، على روسيا، في مقابل تزايد فقدان الثقة بثبات السياسات الغربية في المنطقة.
أيضا، يرى خبراء أن إصرار موسكو على المحافظة على علاقات مع جميع أطراف النزاعات القائمة في الشرق الأوسط يمنحها قدرة أوسع على لعب أدوار جديدة ومتنوعة، في مقابل تقلص هذه الفرص لدى أطراف غربية على رأسها الولايات المتحدة، ويضع بعض الخبراء ملف التسوية في الشرق الأوسط، مثالا واضحا على هذه الرؤية، إذ قاد انحياز واشنطن الكامل إلى إسرائيل إلى تعقيد فرصها في أن تكون وسيطا مقبولا لدى كل الأطراف.
لكن في مقابل هذه الميزات، تواجه موسكو صعوبات متزايدة في المحافظة على التوازن القائم في علاقاتها مع الأطراف المختلفة، ويقف الرئيس الروسي الذي لا يرغب في عقد صفقات تجعله يخسر شركاء مهمين مثل تركيا أو إيران أمام استحقاق صعب، خصوصا بعدما نجح في بناء أطر لها أهمية استراتيجية للتعاون مع البلدين.


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».