إجراءات تنموية مصرية في شمال سيناء لـ«إزالة آثار الإرهاب»

بدء تنفيذ مبادرة «حياة كريمة»

TT

إجراءات تنموية مصرية في شمال سيناء لـ«إزالة آثار الإرهاب»

بدأت محافظة شمال سيناء المصرية، أمس، تنفيذ أعمال مبادرة «حياة كريمة» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستهدف توفير الاحتياجات والخدمات الرئيسية للمواطنين من محدودي الدخل.
وتشهد شمال سيناء المصرية منذ سنوات مواجهات عنيفة بين قوات الجيش المصري ومسلحين ينتمون إلى تنظيم «داعش الإرهابي». وقال محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، في تصريحات صحافية، إنه تم بالفعل البدء في تنفيذ المبادرة في قرية «التلول» بمركز بئر العبد (كمرحلة أولى)، موضحا أنه تم عقد عدة لقاءات باشتراك الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني للاشتراك في تنفيذ مشروعات المرافق والخدمات التي تتطلبها القرية، وتم تقسيم العمل بين الجهات المنفذة لسرعة الانتهاء من مشروعات المرافق والخدمات. وأشار شوشة إلى قيام إحدى الجمعيات الأهلية برفع كفاءة مبنى جمعية تنمية المجتمع في «التلول»، وإضافة دار حضانة آلية لاستكمال الخدمات المتنوعة لأهالي القرية، فضلا عن تكفل جمعية أخرى بإنشاء مشروع للمياه والصرف الصحي في القرية إلى جانب استكمال باقي المرافق والخدمات المطلوبة للقرية.
ولفت شوشة إلى اختيار 5 قرى أخرى لتنفيذ المبادرة في المرحلة الثانية، 3 قرى في مركز «الحسمة» بوسط سيناء، وقريتان في مركز «نخل» بوسط سيناء. وشهدت مدينة بئر العبد، قبل نحو عامين، أبشع حادث إرهابي، استهدف مسجد «الروضة»، وأسفر عن سقوط 311 ضحية، بينهم 27 طفلاً. وعقب الحادث تعهدت السلطات المصرية بتنفيذ خطة تنموية في مناطق المحافظة، التي ينشط فيها عناصر تنظيم «داعش» سيناء. وسبق أن صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلا: «سنجعل من مدينة بئر العبد الجديدة أنموذجاً يشار إليه بالبنان».
وفي السياق ذاته، أكد محافظ شمال سيناء أن هناك اهتماما من جميع أجهزة الدولة والمحافظة بتيسير الإجراءات أمام مختلف المستثمرين والعمل على توفير حوافز جديدة لهم لتشجيعهم على إقامة المشروعات على أرض المحافظة، مشيرا إلى طرح أراضي المنطقة الصناعية في بئر العبد على المستثمرين وبدء عمليات استثمارها طبقاً للضوابط والاشتراطات المقررة وبتيسيرات وحوافز جديدة.
وأضاف أن مجمع الصناعات الصغيرة المقرر إقامته في المساعيد بالعريش يقوم على إقامة عدد من المشروعات والورشات الصناعية الصغيرة لتوفير فرص عمل جديدة، حيث تم تكليف لجنة من المناطق الصناعية ومكتب خدمة الاستثمار لزيارة المجمعات والمناطق الصناعية المماثلة في المحافظات الأخرى لتطبيق القواعد والاشتراطات المقررة عليها، وتحديد كيفية تمويلها بالتنسيق مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لاستفادة الراغبين منها ولتشجيع أصحاب الورشات والصناعات الصغيرة المقرر إقامتها في هذا المجمع وأسوة بباقي المجمعات الصناعية في المحافظات الأخرى مع توفير المرافق والخدمات المطلوبة لها.
من جانبه، أكد مدير مكتب خدمة الاستثمار بالمحافظة أشرف عليوة، تطبيق حوافز ومميزات الاستثمار على جميع المشروعات المقامة داخل المحافظة، وأنه تتم الموافقة عليها وفقا لدراسات الجدوى المقدمة وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
بدوره، قال المهندس أحمد القصاص مدير المناطق الصناعية، إن المنطقة الصناعية في بئر العبد أنشئت على مساحة مليون متر مربع؛ بما يوازى 240 فدانا... من بينها 150 فدانا للأنشطة الصناعية، و70 فدانا للطرق، و13.5 فدان للخدمات، و6.5 فدان مساحات خضراء.
وأضاف أن المنطقة مخصصة للصناعات المتوسطة وتتاح بها الأنشطة والصناعات الخشبية والغذائية والمعدنية والكيماوية ومواد البناء... وأنه يجرى منح المستثمرين وأصحاب المشروعات تيسيرات وحوافز تشجيعية في مختلف المناطق الصناعية بالمحافظة، ومنها استكمال مرافق الخدمات الأساسية وتخفيض سعر المتر من الأرض، وغير ذلك من تيسيرات وحوافز. ومن المشروعات المخطط الترويج لإقامتها في المنطقة الصناعية في بئر العبد: صناعة الأثاث المنزلي، وذلك نظرا لرخص ثمن ألواح الخشب المضغوط، وبالتالي فإنه ينافس بشكل كبير الأثاث النمطي (من الخشب الطبيعي)، وفكرة المشروع هي استخدام التطور في صناعة المشتقات وبدائل الخشب الطبيعي والماكينات الحديثة في خدمة صناعة الأثاث وتفعيل التعاون المتبادل بين القائم بالمشروع والمصانع المتخصصة في إنتاج بدائل الأخشاب الطبيعية أو المشروعات التي تعتمد على امتلاك وتشغيل ماكينة أو اثنين لتجهيز الخامات.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.