غوتيريش يدعو إلى منع المسلحين والأسلحة بجنوب الليطاني

جنديان من اليونيفيل يسيران في قرية كفار كيلا اللبنانية بالقرب من الجدار الحدودي مع إسرائيل (غيتي)
جنديان من اليونيفيل يسيران في قرية كفار كيلا اللبنانية بالقرب من الجدار الحدودي مع إسرائيل (غيتي)
TT

غوتيريش يدعو إلى منع المسلحين والأسلحة بجنوب الليطاني

جنديان من اليونيفيل يسيران في قرية كفار كيلا اللبنانية بالقرب من الجدار الحدودي مع إسرائيل (غيتي)
جنديان من اليونيفيل يسيران في قرية كفار كيلا اللبنانية بالقرب من الجدار الحدودي مع إسرائيل (غيتي)

عشية اللقاءات المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع عدد من المسؤولين الأميركيين في واشنطن، كشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة طالبت بخفض سقف عدد الجنود والعاملين في القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل»، في اقتراح أثار تحفظ عدد من الدول في مجلس الأمن.
وقدم هذا الاقتراح القائم بأعمال البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين خلال اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن للنظر في التمديد الاعتيادي المرتقب للقوة الدولية التي تنتشر في لبنان وترعى وقف المواجهات مع إسرائيل بموجب القرار 1701 لعام 2006 وعلى الرغم من أن واشنطن تسعى منذ بداية عهد الرئيس دونالد ترمب إلى خفض مساهماتها المالية للمنظمة الدولية عبر تقليل نفقات الأمم المتحدة ولا سيما في بعثات حفظ السلام، فوجئ دبلوماسيون أوروبيون بالضغط الأميركي في أكثر من اتجاه لتقليص قدرات «اليونيفيل». وكانت الإدارة الأميركية ضغطت سابقاً لتسليم المهمة البحرية لـ«اليونيفيل» إلى الجيش اللبناني، وهي تطالب الآن بخفض السقف المسموح به لعدد الجنود والعاملين في هذه المهمة المنتشرة في لبنان منذ عام 1978، وتطالب الولايات المتحدة في الوقت ذاته بزيادة فاعلية «اليونيفيل».
ويبلغ عدد الجنود والعاملين في «اليونيفيل» حالياً نحو 10.500 عنصر، ويسمح السقف بزيادة العدد إلى أكثر من 15 ألفاً، وتطالب الولايات المتحدة بزيادة فاعلية هذه القوة الدولية في ظل تقارير عن وجود عناصر مسلحة وأسلحة لـ«حزب الله» في منطقة عمليات «اليونيفيل». ويتوقع أن تقدم فرنسا قريباً مشروع القرار الخاص بالتمديد المتوقع للقوة الدولية قبل نهاية الشهر الجاري.
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة البولونية الدائمة جوانا فرونيكا، مشيراً إلى طلب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن يمدد مجلس الأمن ولاية القوة المؤقتة «فترة أخرى مدتها سنة واحدة، دون تعديل لولايتها ومفهوم عملياتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها». وقال إنه «لا ينبغي أن يُعتبر الهدوء والاستقرار النسبيان في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق، وكذلك في شمال إسرائيل، أمراً مسلماً به، بل يجب الحفاظ عليهما». وإذ أشار إلى أنه «لم يتحقَّق أي تقدم ملموس نحو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل للنزاع»، أضاف أن الطرفين «لم يفِيا بعد بالتزاماتهما بموجب القرار 1701»، مذكراً بأنه «يجب على إسرائيل أن تسحب قواتها من شمال قرية الغجر والمنطقة المتاخمة الواقعة شمال الخط الأزرق، وأن توقف انتهاكاتها للمجال الجوي اللبناني». وفي المقابل «يتعين على الحكومة اللبنانية ممارسة سلطة فعلية على جميع الأراضي اللبنانية، ومنع ارتكاب أعمال عدائية انطلاقا من أراضيها، وكفالة سلامة وأمن السكان المدنيين إضافة إلى سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة، وكفالة نزع سلاح كافة الجماعات المسلحة بحيث لا يكون هناك أي أسلحة في لبنان غير أسلحة الدولة اللبنانية أو سلطة غير سلطتها».
ولاحظ غوتيريش في رسالته أن بداية عام 2019 «اتسمت بزيادة في التوترات بين الطرفين أبقت القوة المؤقتة في حالة تأهب قصوى»، عقب العثور على «ثلاثة أنفاق تجتاز الخط الأزرق، فيما يمثل انتهاكاً للقرار 1701»، مؤكداً أن «ترتيبات الاتصال والتنسيق التي أقامتها القوة المؤقتة مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي (...) تظل حيوية للتخفيف من حدة التوترات في المناطق الحساسة على طول الخط الأزرق». وشدد على «الحفاظ على سرية وفاعلية الاجتماعات الثلاثية»، مشجعاً الطرفين على «احترام سلامة المكان الذي تعقد فيه الاجتماعات الثلاثية». وطالب السلطات اللبنانية بأن «تتخذ كل الإجراءات لكفالة عدم وجود غير مأذون به لأفراد مسلحين أو أعتدة أو أسلحة في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني»، لافتاً إلى أن الحكومة اللبنانية «تواصل الإعراب عن التزامها القوي بتوسيع نطاق قدرة الجيش اللبناني في البر والبحر، مما يظل أمراً حيوياً من أجل تعزيز وجود الدولة في جنوب لبنان». وقال إن القوة الدولية «تشارك (...) في تعبئة الدعم الدولي لتطوير القدرات التي اعتبرها الجيش اللبناني ذات أولوية، بما في ذلك نشر كتيبة نموذجية إلى جنوب لبنان ووضع استراتيجية انتقالية لنقل المسؤوليات تدريجاً من القوة البحرية التابعة للقوة المؤقتة إلى البحرية اللبنانية».
وأكد غوتيريش أن «حرية القوة الموقتة في التنقل في كل أنحاء منطقة عملياتها وعلى كامل امتداد الخط الأزرق تكتسب أهمية حيوية»، مؤكداً أن الأولوية «لا تزال تكمن في اتخاذ الخطوات اللازمة نحو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل للنزاع». ولاحظ أنه في 16 يوليو (تموز) 2019 بلغ العدد الإجمالي للأفراد العسكريين 10505 عناصر، بينهم 551 من النساء. وتضم القوة البحرية ست سفن وطائرتي هليكوبتر و748 من الأفراد العسكريين. ويضم العنصر المدني للقوة المؤقتة 237 موظفا دوليا و585 موظفاً وطنياً. ويبلغ عدد البلدان المساهمة بقوات 43 بلداً.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.