الرئيس الأفغاني يحذر من حل الجيش بعد اتفاق السلام

مواجهات ومعارك تسفر عن سقوط عشرات القتلى

الرئيس الأفغاني أشرف غني
الرئيس الأفغاني أشرف غني
TT

الرئيس الأفغاني يحذر من حل الجيش بعد اتفاق السلام

الرئيس الأفغاني أشرف غني
الرئيس الأفغاني أشرف غني

حذر الرئيس الأفغاني أشرف غني من مغبة حل الجيش الحكومي الأفغاني ضمن اتفاق سلام توقعه «طالبان» مع المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، وقال في لقاء له مع منتسبي وزارة الدفاع الأفغانية، إن مستقبل القوات المسلحة الأفغانية ليس خاضعاً للتفاوض، مضيفاً أن هناك شخصيات ودوائر تريد إعادة ما حدث بعد سقوط حكومة نجيب الله، حيث انهار الجيش الأفغاني وتم حله بعد ذلك.
ولم يعط الرئيس الأفغاني تفصيلات إضافية عن الموضوع، لكنه شدد على أن رفض أي اتفاق سلام يمس بقاء القوات الأفغانية، وأن أي اتفاق لا يحترم هوية وبقاء القوات الأفغانية لن يتم قبوله.
وكان شير عباس ستانكزي، رئيس وفد «طالبان» في المفاوضات مع المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد، قال في وقت سابق، إن الجيش الأفغاني الحالي سيتم حله بعد التوقيع على اتفاق سلام بين «طالبان» والمبعوث الأميركي زلماي خليل زاد.
وأشار غني إلى المفاوضات القادمة بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» بالقول، إنه لا يوجد اتفاق حولها حتى الآن، لكنه شدد على أنه في اليوم الأول للمفاوضات سيتم إصدار بيان مشترك يصف فيها الحكومة الحالية بأنها حكومة شرعية تمثل الشعب الأفغاني، وأن قواتها المسلحة هي الشريك الرسمي للقوات الدولية في محاربة الإرهاب، وهو ما يتعارض مع موقف «طالبان» المعلن بأنها لا تعترف بالحكومة الأفغانية في كابل، وتصفها بأنها دُمية بيد القوات الأميركية.
ونفى غني أن يكون هناك نية لعقد اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة غير الاتفاقيات السابقة التي تنص على منح القوات الأميركية عدداً من القواعد العسكرية في أفغانستان، كما أن الاتفاقيات الدولية كافة التي وقّعتها حكومته يجب أن تبقى سارية المفعول بعد اتفاق السلام بين «طالبان» والمبعوث الأميركي.
وجاءت أقوال الرئيس الأفغاني قبل أيام من استئناف مفاوضي «طالبان» والمبعوث الأميركي جولة مفاوضات جديدة في الدوحة يتوقع أن يتم في نهايتها التوقيع على اتفاق سلام بين الطرفين في الدوحة، في حين تتطلع القوى السياسية الأفغانية في كابل إلى جلسة حوار جديدة مع «طالبان» قد تعقد في النرويج أو ألمانيا بعد أسابيع عدة.
ميدانياً، أعلنت القوات الخاصة الأفغانية تمكنها من تدمير مخازن ذخيرة وأسلحة لقوات «طالبان» في ولاية لوغر جنوب العاصمة كابل، وقال بيان صادر عن القوات الخاصة إنها دمرت مخزناً في منطقة تشرخ، تابع لقوات «طالبان» في ولاية لوغر التي باتت تشهد عمليات يومية ونشاطاً متزايداً لقوات «طالبان» فيها، وبخاصة أن طرق إمداد القوات الأفغانية القادم من كابل إلى جنوب أفغانستان يمر في الولاية. وقالت القوات الأفغانية، إن القوات الأميركية في أفغانستان تواصل قصفها الجوي بانتظام لمناطق متعددة في أنحاء أفغانستان لوقف تقدم قوات «طالبان». ونقلت وكالة «باختر» الرسمية الأفغانية عن القوات الأفغانية في ولاية سريبول شمال أفغانستان، أنها قتلت أربعة من مسلحي «طالبان» في منطقة كوهستانات، وأنه تم استهدافهم وهم على الطريق الرئيسية في المنطقة قبل قيامهم بعملية ضد القوات الحكومية. كما نقلت الوكالة عن قيادة القوات الأفغانية في ولاية أروزجان قولها، إن ستة من مقاتلي «طالبان» لقوا مصرعهم وجُرح ثلاثة آخرون في اشتباكات مع القوات الأفغانية في مدينة ترينكوت مركز الولاية. وحسب ما نقلته وكالة «باختر» الرسمية، فإن الحادثة وقعت في منطقة ملازاي إحدى ضواحي مدينة ترينكوت، كما تحدثت القوات الحكومية عن تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة تابع لقوات «طالبان» في الولاية، في حين ذكر تقرير آخر أن القوات الحكومية أبطلت مفعول انفجارات عدة كادت تحدث في مدينة ترينكوت، ولم تتمكن القوات الحكومية من اعتقال أي مسؤول عن زرع المتفجرات، حسب قول وكالة «باختر» الحكومية.
ونقلت وكالة «باختر» الحكومية الأفغانية عن مسؤول في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان قوله، إن مسلحي «طالبان» انسحبوا من منطقة آب كامري في الولاية بعد سلسلة غارات جوية شنتها القوات الحكومية على مواقع قوات «طالبان» في المنطقة. وذكر جان ظفر عضو المجلس الإقليمي للولاية، إن الغارات الجوية أجبرت مقاتلي «طالبان» على الانسحاب، وأن الجيش الأفغاني سيواصل قصف قوات «طالبان» لإجبارها على الانسحاب من الولاية.
وشهدت ولاية غزني اشتباكات بين قوات فيلق الرعد وقوات «طالبان» في منطقة قره باغ، وذكر الجيش الأفغاني أنه قتل أربعة من مسلحي «طالبان» وجرح سبعة آخرين، في حين شهدت مناطق موقور ومانغ ومدينة غزني مركز الإقليم اشتباكات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية، على ما ذكره الجيش الأفغاني، أسفرت عن مقتل اثنين من قوات «طالبان» وجرح اثنين آخرين. كما ذكر الجيش الأفغاني، أن القوات الأميركية في أفغانستان قصفت بالطائرات الحربية معاقل «طالبان» في ولاية ميدان وردك الواقعة غرب العاصمة كابل.
وأعلن «فيلق شاهين» في الشمال الأفغاني تمكن قواته قتلت اثنين من مسلحي «طالبان» في مواجهات في ولاية فارياب شمال غربي أفغانستان. وقال بيان للفيلق، إن القوات الخاصة بالتعاون مع سلاح الطيران شنّوا غارات على مواقع «طالبان» في قرية علي آباد أسفرت عن مقتل عصمت الله ومحبوب الله اللذين وصفهما البيان بأنهما قائدان رئيسيان لقوات «طالبان» في الولاية، كما قتل في الهجمات 13 من عناصر قوات «طالبان» وأصيب 8 آخرون.


مقالات ذات صلة

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال (من حسابه في «إكس»)

تركيا: تحقيق ضد زعيم المعارضة لانتقاده اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول

فتح مكتب المدعي العام لمدينة إسطنبول تحقيقاً ضد زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال يتهمه بـ«إهانة موظف عمومي علناً بسبب أداء واجبه».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المقاتلة الأميركية «إف - 16 بلوك 70» (موقع شركة لوكهيد مارتن)

تركيا تقلص صفقة «إف - 16» مع أميركا وتتحدث عن تطور يخص «إف - 35»

قرَّرت تركيا تقليص صفقة شراء مقاتلات «إف - 16» الأميركية في الوقت الذي أعلنت فيه أن أميركا أعادت تقييم موقفها من حصولها على مقاتلات «إف - 35» الشبحية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.