المغرب: «العدالة والتنمية» يشرع في إعادة بناء فرعه بالمنطقة الشرقية

بعد حلّه على خلفية انقسام أعضائه حول التنسيق مع {الأصالة والمعاصرة}

TT

المغرب: «العدالة والتنمية» يشرع في إعادة بناء فرعه بالمنطقة الشرقية

يرتقب أن يطلق حزب العدالة والتنمية المغربي عملية تلقي طلبات العضوية في المنطقة الشرقية للمغرب خلال الأيام المقبلة، وذلك عقب قرار الأمانة العامة للحزب حل الفرع، والتشطيب على جميع أعضائه، وتشكيل لجنة خاصة لإعادة بنائه.
وقررت الأمانة العامة حل الحزب بالجهة الشرقية للمغرب بعد انقسام أعضاء الفرع بمدينة وجدة (عاصمة المنطقة الشرقية) حول موضوع التنسيق مع حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، بخصوص عقد اجتماع استثنائي لمجلس بلدية وجدة من أجل إقالة رؤساء اللجان وإعادة انتخابهم. علماً بأن هذه العملية كانت تهدف إلى إقالة أعضاء منشقين عن حزب الأصالة والمعاصرة من رئاسة اللجان. وقد انقسم منتخبو «العدالة والتنمية» في وجدة حول الموضوع؛ إذ وقع 15 عضواً من بين 28 على طلب عقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس البلدية.
غير أن مصدراً مطلعاً عدّ أن الخلاف حول موضوع التحالف مع «الأصالة والمعاصرة» لم يكن إلا بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الصراع بين تيارين يتنازعان السيطرة على فرع حزب العدالة والتنمية في المنطقة الوسطى: تيار يتزعمه رشيد الشتواني الكاتب الإقليمي للحزب، الذي وافق على التنسيق مع «الأصالة والمعاصرة»، وتيار يتزعمه البرلماني عبد العزيز أفتاتي، الذي استثني مع أعضاء آخرين من قرار تشطيب العضوية في الحزب.
وأشار المصدر إلى أن الصراع بين التيارين برز خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، عندما تدخلت الأمانة العامة للحزب لتفرض أفتاتي وعبد الله الهامل على رأس لائحة مرشحي الحزب، بعد أن كانت لجنة الترشيح المحلية قد وضعتهما في ذيل اللائحة. وأدى الخلاف حول لائحة الحزب إلى تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات، وخسارة مقعد برلماني.
كما أشار المصدر إلى أن مبرر صدور القرار لا يقتصر فقط على الخلاف حول موضوع التحالف مع «الأصالة والمعاصرة» في بلدية وجدة، موضحاً أن أعضاء «العدالة والتنمية» تحالفوا مع الحزب نفسه في بلديات أخرى بالمنطقة، دون أن يثير ذلك أي إشكال. كما ربط المصدر قرار حل الحزب في الجهة الشرقية، والتشطيب على كل أعضائه، باستثناء عناصر قليلة، بالاستعداد للانتخابات المقبلة، التي يرغب الحزب في التخلص من التوترات الداخلية، التي كلفته مقعداً في الانتخابات الماضية وهزيمة في الانتخابات الجزئية الأخيرة، قبل دخولها.
ومن أبرز المغضوب عليهم في الحزب، والذين شملهم قرار شطب العضوية، البرلماني عن مدينة وجدة محمد العثماني، الذي خالف موقف الحزب من قانون إصلاح التعليم وصوت ضده، سواء في اللجنة البرلمانية، أو في الجلسة العمومية لمجلس النواب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.