توسع أنشطة الصرافة بتونس... وجدل حول دورها في مواجهة «السوق السوداء»

TT

توسع أنشطة الصرافة بتونس... وجدل حول دورها في مواجهة «السوق السوداء»

مكن سماح البنك المركزي التونسي بممارسة أنشطة الصرافة في العملة الأجنبية خارج منظومة البنوك، لمصلحة مجموعة من مكاتب الصرف اليدوي المرخص لها، في انتشار هذه الأنشطة المالية التي تطورت خلال الأشهر الماضية، لتبلغ نحو 25 مكتباً في الوقت الحالي، بعد أن كان عددها لا يتجاوز 7 مكاتب خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وأكد مروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي، أن البنك وافق منذ بداية السنة على 45 طلباً لفتح مكاتب الصرافة، ومن المنتظر أن يساهم ذلك في مزيد من انتشار تلك المكاتب التي تشتغل بالتنسيق مع البنك المركزي وبقية المنظومة البنكية، وبالتالي التوصل إلى محاصرة الأنشطة غير الشرعية والمضاربات المختلفة التي ترافق العمليات المالية غير القانونية (السوق السوداء).
وتنتشر في الوقت الحالي ستة مكاتب صرافة في العاصمة التونسية، وستة مماثلة في ولاية (محافظة) سوسة (وسط شرقي تونس). وشهدت ولايات نابل والمهدية ومدنية افتتاح 3 مكاتب صرافة في كل منها، في حين أن ولايات أخرى عرفت افتتاح عدد أقل من تلك المكاتب.
ومن الناحية القانونية، يخضع فتح مكاتب صرف العملة إلى البنك المركزي التونسي، وهو الذي يحدد شروط الحصول على هذه التراخيص، والأسباب التي يمكن أن تفضي إلى سحبها في حال ارتكاب إخلالات. ويطلب من أي شخص يرغب في ممارسة نشاط الصرف اليدوي تقديم ضمان بنكي بمبلغ قدره 50 ألف دينار تونسي (نحو 17 ألف دولار أميركي) لفائدة البنك المركزي التونسي.
وأكد البنك المركزي أن مكاتب الصرف اليدوي للعملة المرخص لها، ستسهم في تقنين عمليات بيع وشراء العملة، مما يقلص من دور المسالك غير القانونية لشراء العملات في تونس.
ويؤكد خبراء تونسيون في المجالين المالي والاقتصادي، أن ظاهرة المعاملات المالية بالعملة الصعبة في السوق السوداء، تستولي على جانب كبير من الدورة الاقتصادية في تونس، وهي من بين معطلات «الإقلاع الاقتصادي» المنشود.
وتشير إحصاءات حكومية إلى أن ما لا يقل عن نحو مليار دولار يتم تداولها خارج المنظومة البنكية، وهو ما يخلف أضراراً اقتصادية هائلة، نتيجة تراجع المخزون المحلي من النقد الأجنبي، وخسارة البنوك عمولة مالية مهمة يفترض أن تجنيها من عمليات الصرف المختلفة.
ورغم تشكك البعض من الخبراء في مدى فاعلية هذه المكاتب في الحد من ظاهرة المضاربة غير القانونية في العملة الصعبة، وإشارتهم إلى الاكتفاء بفتحها في المناطق السياحية دون ضرورة تركيزها على الحدود مع ليبيا والجزائر، فإن عدداً آخر يرى أن نتائجها قد بدأت تبرز للعيان، من خلال ارتفاع الاحتياطي التونسي من النقد الأجنبيـ ليبلغ حالياً نحو 95 يوم توريد، بعد أن نزل إلى مستويات دنيا بلغت 73 يوم توريد فحسب خلال الأشهر الأولى من السنة الحالية.



«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
TT

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026، بعد أن أتمت المملكة استثمار ملياري دولار في عملاقة التصنيع الصينية.

وقالت «لينوفو» في بيان إنها أكملت بيع سندات قابلة للتحويل من دون فوائد لمدة ثلاث سنوات بقيمة مليارَي دولار إلى شركة «آلات»، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، وذلك جزء من شراكة تم الكشف عنها في مايو (أيار) الماضي.

وبموجب الشراكة، ستبني «لينوفو» منشأة تصنيع جديدة في السعودية، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج في عام 2026، بطاقة سنوية لإنتاج ملايين أجهزة الكمبيوتر والخوادم.

«لينوفو» تعزّز حضورها العالمي

وذكر البيان أن «هذا التعاون الاستراتيجي والاستثمار سيمكّن شركة (لينوفو) من تسريع عملية التحول الجارية، وتعزيز حضورها العالمي، وزيادة التنوع الجغرافي لبصمة التصنيع الخاصة بها». وأشار إلى أن «لينوفو» ستبني على أعمالها الحالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتستغل فرص النمو الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتنقل سلسلة التوريد والتكنولوجيا والقدرات التصنيعية ذات المستوى العالمي إلى السعودية، وتدعم خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وستقوم «لينوفو» بإنشاء مقرّ إقليمي للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا في الرياض، ومنشأة تصنيع مستدامة في المملكة لخدمة العملاء في المنطقة وخارجها. وسيقوم المصنع بتصنيع ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم سنوياً باستخدام فرق البحث والتطوير المحلية لإنتاج منتجات «صُنع في السعودية» بالكامل، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول عام 2026.

وسينضم المصنع الجديد إلى بصمة «لينوفو» الواسعة التي تضم أكثر من 30 موقعاً للتصنيع حول العالم، في الأرجنتين، والبرازيل، والصين، وألمانيا، والمجر، والهند، واليابان، والمكسيك والولايات المتحدة، وفق البيان.

شراكة استراتيجية

وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «لينوفو» يوانكينغ يانغ: «من خلال هذا التعاون الاستراتيجي القوي والاستثمار، ستحظى (لينوفو) بموارد كبيرة ومرونة مالية كبيرة لتسريع عملية التحول وتنمية أعمالنا من خلال الاستفادة من زخم النمو المذهل في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. نحن متحمسون لأن تكون شركة (آلات) شريكنا الاستراتيجي طويل الأمد، وواثقون من أن سلسلة التوريد والتكنولوجيا وقدرات التصنيع ذات المستوى العالمي التي نمتلكها ستعود بالنفع على المملكة في إطار سعيها لتحقيق أهداف (رؤية 2030) المتمثلة في التنويع الاقتصادي والتنمية الصناعية والابتكار وخلق فرص العمل».

أما الرئيس التنفيذي لشركة «آلات»، أميت ميدا، فقال: «نحن فخورون للغاية بأن نصبح مستثمراً استراتيجياً في شركة (لينوفو) وشريكاً معها في رحلتها المستمرة بصفتها شركة تقنية عالمية رائدة. مع إنشاء مقرّ إقليمي في الرياض ومركز تصنيع عالمي المستوى، مدعوم بالطاقة النظيفة في المملكة العربية السعودية، نتوقع أن يعزز فريق (لينوفو) من إمكاناتهم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».

وبحسب البيان، فإنه «في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن التعاون الاستراتيجي والاستثمار مع شركة (آلات) في مايو 2024، أعلنت (لينوفو) أيضاً عن إصدارها المقترح لأذونات بقيمة 1.15 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات لجمع أموال إضافية لدعم النمو المستقبلي وتوسيع قاعدة رأس المال. وقد تم الاكتتاب في هذه الأذونات بالكامل، بما في ذلك 43 في المائة من الاكتتاب من قِبل قيادة (لينوفو)؛ مما يدل على الثقة في التحول المستمر لشركة (لينوفو) وريادتها في السوق العالمية وزخم نموها».

وفيما يتعلق بهذه الصفقة، قدمت كل من «سيتي بنك» و«كليري غوتليب ستين وهاميلتون» (هونغ كونغ) المشورة لـ«لينوفو»، وقدمت كل من «مورغان ستانلي» و«لاثام آند واتكينز» المشورة لـ«آلات».