الجيش الأفغاني يتخذ موقف الدفاع مع اقتراب اتفاق الانسحاب الأميركي من البلاد

TT

الجيش الأفغاني يتخذ موقف الدفاع مع اقتراب اتفاق الانسحاب الأميركي من البلاد

مع اقتراب الولايات المتحدة من إبرام اتفاق مع حركة «طالبان» الأفغانية تنسحب بموجبه القوات الأميركية من أفغانستان، باتت قوات الأمن الأفغانية في أسوأ حالاتها منذ سنوات؛ إذ اتخذت المواقف الدفاعية في أكثر من موضع في البلاد، وفقاً إلى إفادات القادة العسكريين والمسؤولين الأمنيين المحليين.
وتعهد القادة الأفغان العام الماضي بشن المزيد من الهجمات، بدلاً من مواصلة اعتماد أسلوب نقاط التفتيش الثابتة. لكن في أغلب ساحات القتال الكبيرة، لا يزال السواد الأعظم من القوات النظامية الأفغانية متوارين خلف جدران القواعد والمواقع الحصينة. وتركوا أغلب العمليات العسكرية الهجومية على عاتق مجموعات صغيرة من جنود العمليات الخاصة الأفغانية والأميركية، بدعم جوي من كلا البلدين.
وكانت الحالة السيئة لقوات الأمن النظامية الأفغانية من نقاط القوة الكبيرة لحركة «طالبان» في مفاوضاتها الجارية مع الولايات المتحدة، تلك المفاوضات التي استمرت قرابة 8 جولات حتى الآن في العاصمة القطرية الدوحة، ويعتقد أنها تشرف على فصول النهاية. ويمكن إصدار الإعلان في وقت مبكر من الثلاثاء المقبل، لكنه قد يتأخر لمدة أسابيع.
وخلص تحليل لأكثر من 2300 قتيل من القوات الحكومية الأفغانية في القتال، جرى تجميعه من الحوادث اليومية والتقارير الصحافية بواسطة صحيفة «نيويورك تايمز» من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو (تموز) الماضي، أن أكثر من 87 في المائة من الوفيات وقعت خلال هجمات حركة «طالبان» على القواعد أو نقاط التفتيش أو مراكز القيادة. وتشير الأرقام المذكورة إلى أن حركة «طالبان» يمكنها شن الهجوم على الكثير من القواعد وقتما تشاء.
وخلال فترة الشهور السبعة المذكورة، نفذت حركة «طالبان» أكثر من 280 هجوماً – أي بمتوسط هجوم واحد في كل يوم تقريباً.
وقال عبد العزيز بيغ، رئيس مجلس مقاطعة بادغيس الأفغانية الغربية: «تلزم قوات الشرطة والجنود القواعد ولا تغادرها. وتتمكن (طالبان) من قتل قوات الأمن بكل سهولة، لكن لا أحد يعبأ بذلك».
وقال المسؤولون الحكوميون في محافظات أفغانية عدة، إن العمليات البرية الوحيدة ضد «طالبان» لا تقوم بها إلا القوات الخاصة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال رحمت الله قيصاري، حاكم مقاطعة في محافظة فارياب الشمالية الأفغانية: «إنهم يأتون إلينا، ويقتلون ويعتقلون بعض الناس ثم يرحلون. وبعد ذلك تأتي (طالبان) وتقتل القوات النظامية العادية داخل القواعد والحصون». وأضاف تور خان ظريفي، الزعيم القبلي في محافظة هيرات الشمالية الأفغانية: «تعلن السلطات الأمنية عن العمليات العسكرية لإسعاد الناس، لكنها مجرد عمليات لاستعراض القوة والتباهي، وليس لها أي تأثير يذكر في الواقع». وأكد أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذي تحدث شريطة إخفاء هويته لمناقشته العمليات العسكرية الجارية، أن القوات الأفغانية تعتمد بشكل كبير ومتزايد على وحدات النخبة من القوات العسكرية والشرطية الخاصة في قتالها لحركة «طالبان». وقال إن الوحدات الأفغانية النظامية لا تزال تتحمل الجانب الأكبر من الضحايا بينما تحاول جاهدة السيطرة على القواعد ونقاط التفتيش المكلفة حمايتها.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».