سعي المستثمرين للملاذ الآمن يدعم الين والدولار والذهب

سعي المستثمرين للملاذ الآمن يدعم الين والدولار والذهب
TT

سعي المستثمرين للملاذ الآمن يدعم الين والدولار والذهب

سعي المستثمرين للملاذ الآمن يدعم الين والدولار والذهب

ظلت العملة اليابانية قرب أعلى مستوى في سبعة أشهر أمس الثلاثاء، وارتفع الدولار الأميركي، وسجل الذهب أعلى مستوى في أكثر من 6 سنوات، في الوقت الذي ينتاب فيه القلق المستثمرين بسبب الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة واحتجاجات في هونغ كونغ وانهيار البيزو الأرجنتيني مما يدفعهم للسعي إلى الملاذات الآمنة.
واندفع المستثمرون لشراء الين في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي. والعملة اليابانية بجانب الدولار والفرنك السويسري ملاذات آمنة في أوقات الضبابية، فضلا عن الذهب.
وتلقى الين دعما جديدا من تنامي الاضطراب في هونغ كونغ ونتائج مفاجئة لانتخابات في الأرجنتين مما أدى إلى تراجع عملة البلاد البيزو والأسهم والسندات.
وبحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش، لم يشهد الين تغيرا يذكر عند 105.32 للدولار. ولامست العملة اليابانية مستوى 105.05 ين للدولار يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى في سبعة أشهر وأقوى مستوياتها منذ أوائل 2018 باستثناء انهيار لفترة وجيزة سجلته في يناير (كانون الثاني).
وزاد مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات، 0.2 في المائة إلى 97.563. وتراجع اليورو 0.2 في المائة إلى 1.1196 دولار. ولم تقدم بيانات التضخم الألماني التي جاءت متماشية مع التوقعات دعما يذكر للعملة الموحدة.
ولم يسجل اليوان تغيرا يذكر في المعاملات الخارجية عند 7.104 بعد أن حدد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) نقطة المنتصف عند أدنى مستوى في 11 عاما والذي ما زال أقوى من المتوقع.
وخسر البيزو الأرجنتيني قرابة 15 في المائة إلى 52.15 للدولار يوم الاثنين، بعد أن بلغ المستوى القياسي المتدني عند 61.99.
وهبط الجنيه الإسترليني 0.2 في المائة إلى 1.2052 دولار قرب مستوى 1.2015 دولار الذي لامسه يوم الاثنين وهو أدنى مستوياته في أكثر من عامين مع هيمنة المخاوف من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق على التداولات.
أما عن أسعار الذهب، فقد بلغت أعلى مستوياتها في أكثر من ست سنوات أمس، في ضوء عزوف المستثمرين عن الأصول العالية المخاطر.
وبحلول الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1515.56 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2013 عند 1518.03 دولار، وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.6 في المائة إلى 1526.90 دولار للأوقية.
وتسببت احتجاجات في إغلاق مطار هونغ كونغ، أكثر مطارات العالم ازدحاما في حركة الشحن الجوي، يوم الاثنين. قبل أن تعود للعمل أمس، وبدأت الاحتجاجات اعتراضا على مشروع قانون يسمح بتسليم مشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم، لكنها اتسعت لتشمل دعوات أوسع نطاقا إلى الديمقراطية.
ويُنظر إلى الذهب، بجانب العملة اليابانية وسندات الخزانة الأميركية، على أنه استثمار آمن نسبيا في أوقات الضبابية السياسية والمالية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 1.4 في المائة إلى 17.29 دولار للأوقية. وبلغت خلال الجلسة أعلى مستوياتها منذ فبراير (شباط) 2018 عند 17.36 دولار. وزاد البلاتين واحدا في المائة إلى 860.75 دولار وربح البلاديوم 0.8 في المائة إلى 1439.11 دولار للأوقية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.