فيما أعلن الجيش العراقي نهاية المرحلة الثالثة من عملية «إرادة النصر» ضد تنظيم داعش، فإن المخاوف الأميركية من إمكانية معاودة التنظيم الإرهابي أنشطته في كل من العراق وسوريا لا تزال تسيطر على المؤسسات الأمنية والبحثية الأميركية.
وكانت قيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية قد أعلنت أمس نتائج عمليات «إرادة النصر» الثالثة التي انطلقت في الخامس من شهر أغسطس (آب) الجاري. وقال بيان للعمليات إن «عملية التطهير التي جرت بإشراف مباشر من قبل القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي شملت مناطق شمال قضاء المقدادية وشمال ناحية جلولاء وخانقين في محافظة ديالى، وقد شاركت فيها الفرقة الخامسة بالجيش العراقي ومديرية شرطة ديالى وقطعات الحشد الشعبي بعدد من الأولوية والجهد الهندسي».
وأضاف البيان أن «قيادة طيران الجيش قدمت الإسناد بأنواعه كافة في قواطع العمليات من خلال 38 طلعة جوية مسلحة، حيث نفذت 10 طلعات ضمن قاطع عمليات نينوى، ونفذت 28 طلعة ضمن قاطع عمليات ديالى»، متابعاً أن «القوة الجوية خصصت طائرات للاستطلاع والاستطلاع المسلح لإسناد العملية بمعدل 4 طلعات جوية»، وأكد أن «طيران التحالف الدولي شارك بـ25 طلعة جوية من خلال الاستطلاع والاستطلاع المسلح».
وحول ما تم تحقيقه خلال هذه المرحلة، قال البيان: «تم تدمير 12 نفقاً و24 وكراً و5 جليكانات (تي إن تي) سعة 20 لتراً، وعثر على 42 عبوة ناسفة و3 قنابر هاون 82 ملم وقذيفة 155 ملم، كما عثر أيضاً على دراجتين هوائيتين، فضلاً عن إلقاء القبض على 18 مطلوباً، وقتل 4 إرهابيين، وتفتيش 25 قرية، وقد بلغت المساحة التي تم تفتيشها 1712 كيلومتراً مربعاً».
إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن «هنالك نحو 70 ألفاً من عوائل الدواعش أو النازحين، من بينهم 30 ألف عراقي من النساء والأطفال والرجال، موجودون في مخيم الهول بسوريا». وقال عبد المهدي خلال تصريحات متلفزة له إنه «من واجبنا إعادتهم بعد التدقيق الأمني، والعمل ليس سهلاً لأن أغلب هؤلاء ليس لديهم وثائق ثبوتية، ونحن نقوم بهذا بشكل حذر كي لا ننقل عدوى (داعش) إلى بلدنا».
وفي الوقت الذي تعلن فيه المؤسسة العسكرية العراقية نهاية المرحلة الثالثة من المعارك الجديدة ضد تنظيم داعش، أعلن مصدر في الجيش العراقي أن قوات الجيش تستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة، على غرار عملية (إرادة النصر)، في قضاء مخمور، 50 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، بهدف القضاء على الخلايا المساندة لـ«داعش» التي تنشط بقوة في بعض المناطق هناك.
وقال مصدر في الجيش العراقي في تصريح أمس إن «تعزيزات عسكرية، تمثلت بدبابات وعجلات مدرعة وعجلات كبيرة حمالات أوزان ثقيلة ومعدات لوجيستية، وصلت إلى قطعات الجيش في الموصل، استعداداً للمشاركة في العملية الأمنية ضد الإرهابيين».
وأضاف المصدر أن «التنسيق بين القيادة العسكرية التابعة للحكومة الاتحادية وبين القيادة العسكرية التابعة لحكومة إقليم كردستان متواصل، في سبيل مشاركة مشتركة لقطعات الجيش والبيشمركة في العملية». وأشار إلى أن «المحور الجنوبي والغربي للموصل، وبعد العمليات العسكرية الاستباقية التي نفذتها القوات العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي، أصبح شبه مؤمن بالكامل، وأن تأمين المحاور الأخرى بات ضرورياً للحفاظ على أمن واستقرار المدن».
من ناحية ثانية، كشف مصدر مطلع في محافظة الأنبار عن قيام القوات الأميركية بتنفيذ عمليات استطلاع جوي في مناطق صحراء قضاء القائم. وقال المصدر في تصريح أمس إن «الطيران الأميركي استطلع وبشكل مكثف المناطق الصحراوية التابعة لقضاء القائم غرب الأنبار، من دون معرفة الدواعي الحقيقة من وراء عملية الاستطلاع». وأضاف المصدر أن «سماء قضاء القائم شهدت عمليات تحليق للطيران الحربي الأميركي بصورة غير مسبوقة». ولفت المصدر إلى أن «عملية الاستطلاع لم تتضح معالمها بعد، رغم أن المناطق المستطلعة مؤمنة بشكل كامل من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي والعشائري، غير أن معلومات أكدت نية القوات الأميركية التمركز بمناطق جديدة قريبة من الشريط الحدودي مع سوريا».
ويأتي ذلك في وقت كثفت فيه التقارير الأميركية في الآونة الأخيرة من المخاوف التي لا يزال يمثلها تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، وإمكانية معاودة أنشطته في هذين البلدين. وفي هذا السياق، يرى رئيس مركز للدراسات السياسية وأستاذ الأمن الوطني في كلية النهرين الدكتور حسين علاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تهديدات تنظيم داعش لا تزال مستمرة في كل من العراق وسوريا، لكننا لا نستطيع القول إنه يشكل تهديداً للأمن الوطني الشامل، بل يمكن القول إنه يمثل تهديداً للمناطق الحدودية التي ما زالت تواجه مشكلات كثيرة». وأضاف علاوي أن «تنظيم داعش، وبعد أن تلقى ضربات عنيفة، خصوصاً في العراق، والانتصار العسكري عليه أواخر عام 2017، لم يعد ممكناً القول إنه يمثل تهديداً شاملاً للدولة بأي معنى من معاني التهديد الكلي والشامل»، مبيناً أن التنظيم «انتقل من حيث التهديد إلى مناطق أخرى في جنوب شرقي آسيا من جهة، ومن دول المغرب العربي التي تصاعدت الهجمات الإرهابية فيها من جهة أخرى».
وفي تطور لاحق أمس قال بيان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم «داعش» إن جندياً أميركياً يقدم المشورة لقوات الأمن العراقية قتل أمس خلال مهمة في محافظة نينوى بشمال البلاد.
القوات العراقية تنهي المرحلة الثالثة من معاركها الجديدة ضد «داعش»
مقتل جندي أميركي في محافظة نينوى
القوات العراقية تنهي المرحلة الثالثة من معاركها الجديدة ضد «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة