«إشاعات» في مصر تطال «معهد الأورام»

TT

«إشاعات» في مصر تطال «معهد الأورام»

دخل «انفجار معهد الأورام» في مصر، على خط الإشاعات أمس، ما دعا الحكومة المصرية إلى التحرك، ونفي مزاعم تتعلق بتوجيه تبرعات ترميمه لمشروعات أخرى.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري عن أنه في ضوء ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من أنباء حول توجيه تبرعات ترميم «معهد الأورام» لتنفيذ مشروعات أخرى بالدولة، تم التواصل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي نفت صحة تلك الأنباء بشكل قاطع.
وأكدت الوزارة أنه «لا نية على الإطلاق لتوجيه تبرعات ترميم (معهد الأورام) لتنفيذ مشروعات أخرى بالدولة»، مشددة على أن أموال التبرعات ستوجه بالكامل إلى أعمال الترميم بالمعهد، وتطوير الخدمات المقدمة للمرضى، تحت إشراف ورقابة كل من وزارة المالية والجهاز المركزي للمحاسبات، مشيرة إلى أن «كل ما يثار بهذا الشأن مجرد (إشاعات) لا أساس لها من الصحة تستهدف إثارة البلبلة وغضب المواطنين». وأشارت الوزارة إلى تخصيص حساب خاص لمعهد الأورام من أجل التبرعات وهو «777» في كل البنوك المصرية، وكذلك في البريد المصري، مشددة على أنه لا يتم صرف أي مبلغ من هذه التبرعات؛ إلا بعد مراجعته من مندوب بوزارة المالية ويتم التوقيع عليه، وبعد الصرف تكون قيمة التبرعات خاضعة لمراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات.
وأوضحت الوزارة أن إجمالي التقديرات المبدئية للخسائر حتى الآن تقدر بنحو 100 مليون جنيه، مؤكدة أن أي تبرعات زائدة - بعد إجراء أعمال الترميم كافة - سيتم توجيهها لرفع الطاقة الاستيعابية للمعهد بما يخدم مصالح المواطنين والبسطاء والمرضى، حيث إن هناك أكثر من 306 كشوف متابعة سنوياً، بالإضافة إلى أكثر من 25 ألف مريض جديد سنوياً، كما يتم إجراء أكثر من 5000 عملية سنوياً.
وناشدت الوزارة جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار والتواصل مع الجهات المعنية بالوزارة للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة.
في غضون ذلك، قال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، إنه «رصد 11 إشاعة خلال الفترة من 2 حتى 9 أغسطس (آب) الحالي، بناء على تكليف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وإن ذلك يأتي استمرارا لمتابعة ورصد الموضوعات المثيرة للجدل على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة ومتابعة ردود الفعل وتحليلها بهدف توضيح الحقائق حول تلك الموضوعات».
وأكدت وزارة الزراعة أنه «لا صحة على الإطلاق لاستخدام مواد كيماوية ضارة في تخزين تقاوي البطاطس، وأن عملية تخزين تقاوي البطاطس تتم بطريقة سليمة وآمنة تماماً وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة، وذلك لضمان إنتاج محاصيل زراعية عالية الجودة». كما أكدت وزارة الصحة عدم طرح التأمين الصحي أي أدوية مغشوشة لعلاج الأورام السرطانية، وأن جميع الأدوية المتوافرة بجميع المستشفيات وهيئات التأمين الصحي وكذلك الصيدليات صالحة وآمنة تماماً ومطابقة لكل معايير منظمة الصحة العالمية، مُشددة على حرصها كل الحرص على صحة وسلامة المواطنين.
وحول ما تردد بشأن إخلاء منطقة وسط البلد (القاهرة الخديوية) من السكان وبيعها لمستثمرين أجانب، تزامناً مع انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة. نفت محافظة القاهرة ذلك، مؤكدة أنه «لا صحة على الإطلاق لما تم تداوله حول إخلاء منطقة وسط البلد من السكان وبيعها لمستثمرين أجانب»، مشددة على «اهتمام وحرص الدولة على تطوير منطقة وسط البلد لترويج السياحة التراثية والتاريخية بالمنطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.