روسيا تتهم أميركا بالتدخل في شؤونها الداخلية

TT

روسيا تتهم أميركا بالتدخل في شؤونها الداخلية

اتهمت موسكو أمس الجمعة واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد أن نشرت السفارة الأميركية خريطة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر المسار المقترح لاحتجاج مناهض للحكومة في موسكو. وتأخذ موسكو على السفارة الأميركية أنها نشرت على موقعها في شبكة الإنترنت وحسابها في «تويتر»، معلومات تتعلق بهذه المظاهرة التي تطالب بانتخابات حرة، ولم تسمح بها السلطات الروسية. ودعت هذه الرسائل المواطنين الأميركيين في روسيا إلى تجنب المنطقة وحمل خريطة عن الطرق التي ستسلكها المظاهرة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها استدعت دبلوماسيا أميركيا كبيرا فيما يتعلق بمنشور يشمل خريطة مسار احتجاج رتبت المعارضة للقيام به في الثالث من أغسطس (آب). وأضاف بيان الخارجية «في التاسع من شهر أغسطس تم استدعاء مستشار ومبعوث السفارة الأميركية في موسكو، تيم ريتشاردسون. وقد تم تقديم احتجاج، على خفية ما نشر من معلومات تتعلق بتجمع غير مصرح به في موسكو يوم 3 أغسطس، على الحساب الخاص بالإدارة القنصلية لوزارة الخارجية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وموقع البعثة الدبلوماسية»، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية. واتهمت وزارة الخارجية الروسية السفارة الأميركية بالقيام بـ«دعاية تدعو إلى المشاركة» في المظاهرة وبـ«محاولة التدخل في الشؤون الداخلية» للبلاد. وأضافت «نشدد على أننا نعتبر نشر المسار... تحريضا على المشاركة والدعوة للتحرك وهو ما يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لبلدنا». وكانت روسيا قد استدعت بالفعل دبلوماسيا ألمانيا الخميس للتنديد بما تعتبره «دعوات مباشرة للتظاهر» وجهتها قناة دويتشه فيله الألمانية على شبكات التواصل الاجتماعي. وانتقدت الدبلوماسية الروسية في هذا المجال أيضا «تدخلا» و«انتهاكا للمعايير والأخلاقيات الصحافية».
وفي وقت سابق أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مقابلة على قناة «روسيا 1 -» التلفزيونية، أن الوزارة ستقدم إلى السلطات الأميركية والألمانية معلومات حول كيفية تدخل مسؤوليهم الدبلوماسيين ووسائل الإعلام في الشؤون الداخلية لروسيا عند تغطية مظاهرات غير رسمية في موسكو.
وتواجه السلطات الروسية منذ أسابيع، واحدة من أهم حركات الاحتجاج منذ عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين في 2012. وتطالب المعارضة بالسماح لمرشحيها بالمشاركة في الانتخابات المحلية التي ستجرى في الثامن من سبتمبر (أيلول).
وشهدت موسكو في أواخر يونيو (حزيران) الماضي مظاهرة غير مصرح بها لمرشحين استبعدوا من الانتخابات المحلية في موسكو المزمع عقدها اليوم 8 سبتمبر (أيلول)، وتم توقيف 1074 شخصاً بسبب انتهاكات مختلفة، كما جرت مظاهرات أخرى في موسكو بتاريخ 3 و5 أغسطس الجاري لنفس السبب، بحسب سبوتنيك. وأعلنت الشرطة الروسية، عن اعتقال نحو 600 شخص خلال مسيرة غير مصرح بها للمعارضة في وسط موسكو. يأتي هذا فيما ذكرت جماعة «أو في دي - إنفو» للمراقبة والرصد المستقلة أن عدد من تم اعتقالهم بلغ 685 شخصا. ونُظم عدد كبير من المظاهرات في موسكو وقمعتها السلطات بشدة، فيما حُكم على جميع شخصيات المعارضة تقريبا بالسجن لفترات قصيرة.
وبعد قمع المظاهرة الأخيرة السبت، نددت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في موسكو على «تويتر» بـ«تقييد حقوق المواطنين الروس في التعبير عن أنفسهم». ومن المقرر تنظيم مظاهرة احتجاج جديدة، سمحت بها السلطات هذه المرة اليوم السبت في موسكو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.