أكد المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم «الإخوان المسلمين»، المصنّف رسمياً جماعة إرهابية، وكذلك باقي التنظيمات المتطرفة، وظّفت الفتوى بصورة مؤصلة لخدمة أغراضها القتالية، مشيراً إلى أن الكثير من الفتاوى لعبت على ترسيخ العقيدة القتالية لدى أتباع هذه التنظيمات. وتتهم السلطات المصرية «الإخوان» بالمسؤولية عن أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس الأسبق «الإخواني» محمد مرسي، في يوليو (تموز) 2013، وتنفي الجماعة ذلك.
وذكر المؤشر، في تقرير له أمس، أن فتاوى التنظيمات الإرهابية تحمل ألفاظاً معينة لبث روح القتال والعدوان في نفوس أتباعها، إضافة إلى ربط هذه الألفاظ والفتاوى بالتذكير بالثواب المنتظر في الجنة والنعيم الدائم بها لمن مات وهو يجاهد في صفوفهم، والتمكين والانتصار لمن يظل على قيد الحياة. وأوضح المؤشر أنه قام بتتبع مجموعة من فتاوى جماعة الإخوان وباقي التنظيمات الإرهابية وعمل على تحليل محتواها وألفاظها أيضاً، ليكشف «تلاقي أفكار هذه التنظيمات في معاداة الأوطان لأجل نصرة التنظيمات، واختصار مفهوم الجهاد في الموت والإرهاب، وإضفاء قدسية وزعامة لقائد التنظيمات على حساب الأوطان».
وحذّر مؤشر الفتوى من تحالفات بين التنظيمات الإرهابية في العالم وإعادة إحيائها، مشيراً إلى أن تنظيمات (داعش، والقاعدة، والإخوان المسلمين) تمر الآن بمحنة في أكثر من جبهة تنظيمياً وعلى الأرض؛ وقال إن «(داعش) تعرض لهزائم متتالية أفقدته سيطرته على مناطق نفوذه في سوريا والعراق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى (القاعدة) الذي يعاني هذه الأيام من انقسامات داخلية حول زعامة التنظيم، علاوة على فشل مشروع الإخوان في العالم بصفة عامة وفي مصر على وجه الخصوص». وأوضح المؤشر أن «هذه التنظيمات لديها أدبيات مشتركة حيث تستخدم الفتاوى في موضوعات الجهاد والتمكين والولاء والبراء، وغيرها للوصول إلى أهدافها، لإضفاء صبغة دينية وشرعية على أعمالها الإرهابية أمام عناصرها وأمام المجتمعات كنوع من نيل الشرعية عند الطرفين».
وأكد المؤشر العالمي للفتوى أن فتاوى الجهاد جاءت بنسبة (25%) من جملة فتاوى التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات تفتي دائماً بأن الجهاد هو السبيل الوحيد لرفع راية الإسلام، واقتصر مفهوم الجهاد عندهم حول القتال لأجل إعلاء راية هذه التنظيمات. وأضاف المؤشر أن فتاوى «الولاء والبراء» جاءت في المرتبة الثانية من موضوعات هذه التنظيمات بنسبة (20%)، والتي ترسخ لمبادئ الطاعة العمياء أو البيعة أو الولاء المقدس حسب زعمهم، واستغلت التنظيمات الإرهابية هذا النوع من الفتاوى ذريعةً لاستهداف غير المسلمين أو حتى المسلمين المخالفين. كما كشف مؤشر الفتوى أن الفتاوى التي حملت موضوعات حول «الاستضعاف والتمكين» جاءت في المرتبة الثالثة بنسبة (20%) من فتاوى الجماعات الإرهابية، وهي وسائل ذات تأثير فعال لتجنيد واستقطاب أتباع جدد لهذه الجماعات المتطرفة. وتابع المؤشر أن استراتيجية الجماعات الإرهابية في حربها ضد الدول تقوم على بث روح الاستضعاف أو المظلومية لضمان انضمام أكبر شريحة من المجتمع في صفوفهم. وفي مقارنة بين فتاوى التنظيمات الإرهابية حول مفهوم الأمة مقابل الوطن كشف المؤشر العالمي للفتوى أن (95%) من الخطاب الإفتائي لدى جماعة الإخوان يرى أن الوطن هو الانتماء للجماعة، في حين أن (98%) من فتاوى تنظيم «داعش» تدعو لطمس الوطنية ونسف فكرة الدول والحدود والأوطان.
«الإفتاء» المصرية: الإخوان والتنظيمات المتطرفة توظّف فتاوى لترسيخ القتل
قالت إن 95 % من خطاب الجماعة ضد «فكرة الوطن»
«الإفتاء» المصرية: الإخوان والتنظيمات المتطرفة توظّف فتاوى لترسيخ القتل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة