النظام يواصل التقدم شمال حماة... ولندن «مروعة» من وضع إدلب

«المرصد» يتحدث عن «هجوم مدروس» شمال غربي سوريا

TT

النظام يواصل التقدم شمال حماة... ولندن «مروعة» من وضع إدلب

ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الحكومة انتزعت أراضي من مقاتلي المعارضة في شمال غربي البلاد الخميس، لتعزز بذلك تقدما حققته منذ أعلن الجيش هذا الأسبوع انتهاء وقف وجيز لإطلاق النار.
وانتقد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الرئيس السوري بشار الأسد لاستئنافه العمليات العسكرية في إطار حملة تقودها روسيا في شمال غربي سوريا، ووصف الوضع هناك بأنه «مروع».
وكتب راب على «تويتر» أمس: «روعني الوضع في إدلب. (الرئيس بشار الأسد) ألغى بدعم من روسيا وقفا مشروطا لإطلاق النار بعد أيام فقط من إعلانه. إنه نمط سلوك متكرر». وأضاف: «الهجمات على أهداف مدنية تمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني. هذا الأمر يجب أن يتوقف».
وجاءت السيطرة على بلدة الصخر في شمال محافظة حماة بعد سيطرة القوات السورية على قريتين الأربعاء. واستؤنفت عمليات الجيش المدعومة من روسيا يوم الاثنين بعد اتهام الحكومة لتركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الهدنة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: «النظام يتقدم بطريقة مدروسة». وأضاف أن قوات الحكومة تقترب من بلدات اللطامنة وكفر زيتا والهبيط.
وبذلت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا جهدا كبيرا لتحقيق مكاسب مهمة خلال عمليات عسكرية على مدى أكثر من ثلاثة أشهر في شمال غربي البلاد الذي يعد آخر معقل كبير لجماعات المعارضة التي تدعم تركيا بعضا منها.
وقالت الأمم المتحدة إن مئات الآلاف نزحوا ولقي 450 مدنيا على الأقل حتفهم منذ أواخر أبريل (نيسان) بسبب الضربات الجوية والقصف الذي نفذته القوات السورية والروسية بالمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.
وكانت الحكومة السورية قد قالت إنها ستوافق على وقف إطلاق النار بشرط التزام المسلحين باتفاق روسي - تركي أبرم العام الماضي بهدف إقامة منطقة منزوعة السلاح.
ورغم أن فصائل تدعمها تركيا من المعارضة السورية تنشط في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، فإن الفصيل المهيمن هناك هو «هيئة تحرير الشام» التي كانت تعرف سابقا بـ«جبهة النصرة».
وقال «المرصد» لاحقا: «رصدنا مزيداً من القصف الجوي من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية بالإضافة للطائرات الروسية، حيث نفذت طائرات روسية المزيد من الغارات الجوية على مدينة خان شيخون جنوب إدلب، وتلال كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، كما استهدفت طائرات النظام الحربية بعشرات الغارات مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، واللطامنة ولطمين وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، وسط إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على المنطقة».
ونشر أنه «وثق مقتل مدني جراء ضربات جوية روسية استهدفت محيط قرية لطمين بريف حماة الشمالي، فيما قضى مقاتل من الفصائل جراء تبادل إطلاق نار بالرشاشات مع قوات النظام في محور الحدادة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي مساء أول من أمس، فيما صعدت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري من قصفها على ريف محافظة إدلب بعد ظهر الخميس، حيث ارتفع إلى 49 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية منذ الصباح على كل من السكيك ومحيطها وكفرسجنة والتمانعة والعامرية خان شيخون والخوين وترعي بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومحور الصخر وكفرزيتا واللطامنة والصياد بريف حماة الشمالي، في حين ارتفع إلى 380 تعداد القذائف والصواريخ التي أطلقتها قوات النظام على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب وجبل شحشبو وريف حماة الشمالي، بالإضافة لجبال الساحل».
وقال: «مع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 3004 أشخاص ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة خفض التصعيد منذ 30 أبريل الماضي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».