توافق بين القاهرة وواشنطن على تنسيق جهود مكافحة الإرهاب

المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب ناثان سيلز التقى أعضاء بالبرلمان

TT

توافق بين القاهرة وواشنطن على تنسيق جهود مكافحة الإرهاب

التقى المنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب ناثان سيلز بعدد من أعضاء البرلمان المصري، مساء أول من أمس في القاهرة، لبحث سبل التعاون المصري الأميركي في مواجهة الإرهاب، وسبل تعزيز هذا التعاون، وتنسيق الجهود وتبادل الرؤى في هذا الشأن.
وقال كريم درويش رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المصري، أمس، إن اللقاء أكد أهمية تعزيز الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، في ضوء العلاقات الاستراتيجية القوية بين مصر والولايات المتحدة.
وأوضح درويش، في تصريحات صحافية، أنه التقي المنسق الأميركي بحضور رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري كمال عامر، وأمين سر لجنة العلاقات الخارجية طارق الخولي.
وشدد درويش على أن مصر تتبنى استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، ذات أبعاد متعددة، إضافة إلى البعدين العسكري والأمني، والتي حققت من خلالها مصر نجاحات في مواجهة الإرهاب.
ونوه إلى ما تقوم به المؤسسات الدينية المصرية وغيرها من المؤسسات في المواجهة الفكرية للفكر الإرهابي، استناداً لموروث حضاري وديني مصري راسخ، يستند للوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والغلو، كما استندت الاستراتيجية المصرية لمواجهة الإرهاب على العمل والتنمية، وتوفير فرص عمل وتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، للمصريين، وكذلك لملايين الأشقاء من اللاجئين الذين تعاملهم مصر معاملة المصريين، بالإضافة للمواجهة القانونية والتشريعية لهذه الظاهرة.
وأضاف أن «مصر قادت جهوداً دولية في كافة المحافل الدولية، ومع كل الشركاء الدوليين منذ عام 2014، لتوضيح المخاطر الحقيقية للإرهاب، وضرورة تعزيز التعاون لمواجهة تلك الظاهرة العالمية، والتي تمتد آثارها لكل الدول»، معتبراً بلده «قائداً دولياً فاعلاً في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، الذين يحاولون التغلغل في مناطق متعددة من العالم».
وقال درويش: «نعمل على تعزيز التواصل مع نظرائنا وشركائنا الدوليين، لتوضيح أبعاد ومخططات الجماعات الإرهابية، وخطورة توفير الملاذ الآمن والدعم لها»، لافتاً إلى أن مصر تقود جهوداً للتوصل لحلول للأزمات والقضايا التي تمر بها المنطقة وبعض دولها، بما يحقق الاستقرار والأمن، من خلال الحفاظ على الدول الوطنية ومنع انهيارها وتفككها، وأن هذه الحلول يجب أن تنبع من شعوب تلك الدول، بمعزل عن التدخلات الخارجية الرامية لتأجيج الصراعات.
وقدم المنسق الأميركي تعازيه لمصر في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع الأحد الماضي، بالقرب من معهد الأورام وسط القاهرة.
في السياق ذاته، أكد عدد من أعضاء لجنة التعاون والعلاقات الدولية وفض المنازعات بالبرلمان الأفريقي، خلال اجتماعهم أمس بمقر البرلمان المصري، ضرورة التركيز على عمليات التنمية وتحسين مستوى التعليم، والحد من معدلات الفقر، إلى جانب التصدي لخطابات الكراهية، من أجل إنجاح جهود البلدان الأفريقية في مكافحة الإرهاب.
وقال النائب حاتم باشات عضو البرلمان الأفريقي ومجلس النواب المصري، إن القارة الأفريقية لديها 250 مليون شاب، وهم مستهدفون أيضاً من الجماعات الإرهابية، مؤكداً أهمية العمل وفقاً للقانون وحقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب، مع إيلاء أهمية مماثلة للتعليم والثقافة والفكر، للحد من التطرف الذي ينتج الإرهاب.
وأشار باشات إلى أن الجماعات المتشددة لديها عقيدة واحدة رغم تعددها، وأن مصر استطاعت وقف إرهاب هذه الجماعات التي اندفعت للقيام بعمليات تعبر عن إفلاسها، مضيفاً أن هناك فارقاً بين الحرية الدينية والديمقراطية.
وأكد باشات أهمية تأمين الحدود، وما تمثله من هدف أساسي للدولة المصرية، مع التركيز في هذا الصدد على تبادل المعلومات، والمساهمة في تأمين البلدان الأفريقية؛ حيث إن أمن هذه الدول ينعكس أيضاً على الأمن المصري، مضيفاً أن مصر قامت بحماية أفريقيا وأوروبا من موجات شديدة من الإرهاب.
من جهتها، قالت لواد كاسنجو عضو البرلمان الأفريقي عن دولة ناميبيا، إن الإرهاب أصبح قضية عالمية، ولا يمكن لأي بلد أن يبتعد عن مخاطره، في ظل التمويل الكبير الذي يتلقاه على مستوى العالم، فضلاً عن انتشار «حوار الكراهية» على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بتبني الاتحاد الأفريقي هذه القضية جنباً إلى جنب، مع مكافحة الإرهاب الناتج عن الآيديولوجية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.