فساتين الزفاف... سوق مزدهرة وتوقعات بتناميها حتى 73 مليار دولار في 2024

القطعة التي تستثمر فيها العروس مادياً وعاطفياً ولا تلبسها سوى مرة واحدة في العمر

من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
TT

فساتين الزفاف... سوق مزدهرة وتوقعات بتناميها حتى 73 مليار دولار في 2024

من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف
من شركة «برونوفياس» المختصة في فساتين الزفاف

بالنسبة لغالبية الفتيات، فإن فستاناً بتوقيع المصمم إيلي صعب، يبقى مجرد حلم. لكن الحلم بالنسبة لعروس الموسم، كريستينا مراد، كان حقيقة. لم تحصل على فستان واحد منه؛ بل على 4 فساتين من خط الـ«هوت كوتير»، كل واحد بتصميم ولون، باعتبار أن حفل زفافها امتد إلى 3 أيام و3 ليالٍ وتخللته فعاليات عدة. لمن لم يسمع بالخبر بعد، أو لم يسمع بكريستينا من قبل، فإنها زوجة إيلي صعب جونيور، ابن المصمم الكبير، وهذا عرسهما الذي لا بد من أن يتكلم عنه القاصي والداني. وطبعاً لم يقصّر إيلي الأب في جعله فعالية عالمية غطّتها المجلات وحضرتها شخصيات عالمية. اختالت فيه العروس أولاً بفستان باللون الأبيض الماسي من التول من دون أكمام، ومطرز بما لا يقل عن 500 ألف خرزة من الترتر، وذيل يبلغ طوله 4.5 متر. في المساء استبدلت به فستاناً لا يقل فخامة باللون الذهبي مكوناً من كورسيه على شكل قلب وتنورة أيضاً مستديرة بذيل يبلغ 3.5 متر. هو الآخر جاء مطرزاً بنحو 650 ألف خرزة مذهبة و150 ألف حجر كريستال من «سواروفسكي».
كل هذه الفخامة طرحت أسئلة عدة حول اختيار فستان الزفاف، والعناصر التي يجب أن تأخذها أي عروس بعين الاعتبار عند اختيارها فستان ليلة العمر، لا سيما أن الأغلبية الساحقة تحلم بهذا الفستان الذي سيعكس شخصيتها وأحلاماً شبّت عليها منذ الطفولة. هل تختاره فخماً وضخماً؛ أم منساباً وبسيطاً بحيث يمكنها أن تستغله في أكثر من مناسبة بدلاً من ركنه في خزانتها للأبد؟ هل تختاره بالأبيض الثلجي أم السكري؟ هذه وأسئلة أخرى كثيرة قد تصيبهن بالحيرة. الطريف أن خبيرات الأزياء أكدن منذ سنوات أن الشابة العصرية باتت تميل إلى تصاميم بسيطة، مثل فستان كارولين بيسيه، زوجة جون كيندي التي حددت موضة التسعينات إلى حد ما، بتبنيها أسلوب «كالفين كلاين» الهادئ. أسلوب عشقته كثيرات من بنات جيلها. لكن المثير أن كريستينا مراد، زوجة إيلي صعب جونيور، تنتمي إلى الجيل الحالي ومع ذلك ظهرت بفستانين بتنورة جد مستديرة وفخمة تستحضر قصص الأميرات والأساطير. قد يكون السبب أن الذوق يختلف من جيل إلى آخر؛ كذلك خطوط الموضة عموماً، لكن عندما يتعلق الأمر بفستان الزفاف، فإن العروس تريده أن يكون بالشكل الذي تصورته وهي طفلة تشبعت بقصص «سندريلا» و«الأميرة النائمة»؛ وغيرها من القصص الرومانسية. كما قد تحدده البيئة أيضاً. فالتصاميم التي تروق زبونة منطقة الشرق الأوسط ليست هي التصاميم التي تروق زبونة أوروبية أو أميركية. لكن هناك قاسم مشترك بين الكل، وهو أنها، أي العروس، تريده لافتاً وفريداً عندما تصرف عليه مئات الآلاف من الدولارات. أمر يُدركه كثير من المصممين الذين أطلقوا مجموعات خاصة بالأعراس في السنوات الأخيرة تدفعهم الرغبة في اقتطاع جُزء من الكعكة لأنفسهم. فصناعة الأعراس عموماً منتعشة لا تؤثر عليها الأزمات. وتشير الأرقام إلى أن واحداً من بين كل 5 ميزانيات مُخصصة للزفاف تتجاوز مليون دولاراً حالياً. كما أن إحصاءات صادرة عن مؤسسة «ستاتجير» تُفيد بتنامي هذه السوق لتصل إلى 73 مليار دولار بحلول عام 2024.
من هذا المنظور، فإن اقتحام المصممين، من أمثال إيلي صعب، وفيرا وانغ، وأوسكار دي لا رنتا، وكارولينا هيريرا، وريم عكرا، وأليس تامبرلي... وغيرهم، هذا المجال له مُبرراته. أغلبهم يقدم فساتين مفصلة على المقاس إلى جانب أخرى جاهزة. وإذا كان المصممون العرب يميلون إلى الفخامة والتصاميم الباذخة، فإن المصممين الأجانب، مثل فيرا وانغ، يفضلون الخطوط المستقيمة والمنسدلة ببساطة حتى تتيح للعروس حرية حركة تُغنيها عن تغيير فستانها بعد انتهاء مراسم الزواج. فبالفستان نفسه يمكنها أن ترقص وتحتفل بمجرد التخلص من الطرحة. لكن هذه البساطة لا تعني عدم الابتكار والتميز، وإلا ما كانت كل من كيم كاردشيان وتشيلسي كلينتون طلبتا من فيرا وانغ تولي هذه المهمة رغم اختلاف شخصيتيهما وتوجهاتهما.
وفي الوقت الذي دخلت فيه أسماء كبيرة في عالم الموضة هذه الصناعة، ثمة أسماء أخرى تخصصت فيها وأصبحت أسماؤها لصيقة بها مثل ريم عكرا.
وعموماً اكتشف معظمهم أن عروس اليوم لا تريد أن تكون أميرة متوجة في ليلتها فحسب، بل تريد أن تكون نجمة بلا منافسة، وهذا يعني فستاناً لا مثيل له، ولا بأس أن تُتبعه بمجموعة من الفساتين التي يمكنها تغييرها كلما تغير مكان الاحتفال ونوعية الضيوف. فما يناسب حفلاً خاصاً بالأهل والأقارب قد لا يناسب حفلاً خاصاً بالأصدقاء من الجيل نفسه. ولا يقتصر هذا الأمر على العرب، ففي الصين، مثلاً، تستدعي الطقوس أن تلبس العروس فستاناً أحمراً، وحتى تُرضي الأهل وتقاليدهم، وفي الوقت ذاته تُرضي نفسها وذوقها، تختار الصينيات، المقتدرات تحديداً، تصاميم وألواناً متنوعة، تتباين بين فستان الزفاف الأبيض وفساتين السهرة المطرزة، يغيّرنها حسب تغير الضيوف ونوع الموسيقى. الأمر نفسه ينطبق على العروس اليابانية اليوم. فهي تلبس نحو 5 تصاميم حتى تحقق المعادلة بين التقاليد والتصميمات العصرية.
وبوجه عام؛ فإن فساتين الزفاف قد لا تستثمر فيها العروس على المدى البعيد، لأنها قد لا تلبسها سوى مرة واحدة؛ إلا إنها لا تبخل عليها بكل ما تمتلكه، مادياً وعاطفياً.
> كانت ثقة كريستينا بإيلي صعب عمياء. لم تتدخل في أي صغيرة ولا كبيرة فيه. تركت له كامل الحرية في أن يُبدع كعادته وهي تعرف بداخلها أنه سيجعلها نجمة متألقة. ولم يخيب ظنها، فهذه المرة صممه وطرزه بحب.
طرحة الفستان وحدها طرزت بـ50.000 حجرة خرز، بينما جاء الفستان بذيل طوله 14 قدما. استغرقت عملية تصميم الفستانين نحو 450 ساعة من التطريز، و150 ساعة من الحياكة وتنفيذ التفاصيل الداخلية، و200 ساعة لتفصيل كل فستان. عملية طويلة ومُضنية لكنها أعطت ثمارها.
- شروطه وعناصره... حسب الخبراء:
> ينبغي على العروس أن تكون واقعية وصادقة مع نفسها، أي تتعرف على مكامن القوة والضُعف في جسمها حتى تختار ما يناسبها فيما يتعلق باللون أو بشكل الياقة والقماش وباقي التفاصيل.
- ينبغي أن يكون الفستان في صورته النهائية نتاج تعاون بين العروس والمصمم. لكن معظم الخبراء يشيرون إلى أن نسبة 80 في المائة من النتيجة النهائية يجب أن تكون من أفكار العروس، على أن يُشكل رأي المصمم 20 في المائة فقط. فدور المصمم يجب أن يتلخص في استماعه واحترامه رغباتها ثم نصحه لها بما يليق بها وما لا يليق بها، وذلك بإعطائها معلومات قد تكون غائبة عنها في غمرة حماسها للحصول على صورة لافتة. وتشمل هذه النصائح نوع القماش الذي يمكن أن يخفي بعض العيوب، ودرجة اللون المناسبة لبشرتها، وأيضاً ثقل الفستان، الذي قد يشكل عبئاً عليها إذا كانت ناعمة، فضلاً عن أنه قد يُرهقها.
إلى جانب الحلول؛ عليه أن يكون صادقاً معها على ألا ينسى أن هذا يوم العروس، وبأن عليه أن ينسى استعراض إمكاناته وأفكاره على حسابها.
- إذا كان الفستان سيُصمم على المقاس، فإن عملية اختياره وتصميمه يجب أن تبدأ قبل 4 أو حتى 6 أشهر من الحفل. أما إذا كان فستاناً جاهزاً، فهناك اقتراحات كثيرة من مصممين عالميين، أو من خبيرات موضة أو من المجلات. فهذه مصادر جيدة يمكنها أن تستقي منها بعض الأفكار، علماً بأن أكثر ما يتخوف منه المصممون هو تردد العروس وعدم تأكدها مما تريد. فهذا يفتح الباب لتدخل الصديقات والقريبات، كل يُدلي بدلوه؛ وهو ما يعقد الأمور.
- هناك صور زفاف ملهمة على المجلات البراقة و«إنستغرام»، لكن لا بد من بعض الواقعية؛ فما قد يناسب عارضة أزياء قد لا يناسب شابة بمقاييس مختلفة. لهذا يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بينها وبين المصمم. ففي هذه الفترة سيكون أقرب صديق لها تبثه كل أحلامها وأمانيها، حتى يرسم صورة مناسبة للفستان الذي تحلم به.
- عليها أيضاً تجنب أي زيادة أو فقدان مفاجئ للوزن في الأيام الأخيرة قبل الزفاف، لأن تعديله حينها سيكون أمراً صعباً.


مقالات ذات صلة

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

لمسات الموضة (عزة فهمي) play-circle 00:24

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

من تلميذة في خان الخليلي إلى «معلمة» صاغت عزة فهمي طموحها وتصاميمها بأشعار الحب والأحجار الكريمة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة صرعات الموضة (آيماكستري)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

منذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء بين المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

في ظل التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوُّق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً ومشوقاً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

«أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)

برنامج هارودز «ذا هايف» يعود إلى الرياض حاضناً المواهب الشابة

جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
TT

برنامج هارودز «ذا هايف» يعود إلى الرياض حاضناً المواهب الشابة

جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع الحالية، وإدخال أخرى تقرأ نبض الشارع وثقافة جيل صاعد يُعوِلون عليه ويريدون كسب ولائه بربط علاقة مستدامة معه.

وهذا تحديداً ما تقوم به بيوت أزياء عالمية حوَلت متاجرها إلى فضاءات ممتعة يمكن للزبون أن يقضي فيها يوماً كاملاً ما بين التسوق وتناول الطعام أو فقط الراحة وتجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء في جو مريح لا يشوبه أي تساؤل.

جانب من الحوارات في النسخة الأولى أظهرت تشبث الشباب السعودي بإرثه وموروثاته (هارودز)

محلات «هارودز» ذهبت إلى أبعد من ذلك. ففي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، أطلقت ما أصبح يُعرف بـ«هارودز هايف». برنامج قائم على حوارات ونقاشات مُلهمة يستهدف احتضان المواهب المحلية الصاعدة ودعمها أينما كانت، وذلك بجمعها مع رواد الترف والمختصين في مجالات إبداعية بشباب صاعد متعطش للمعرفة واختراق العالمية.

كانت التجربة الأولى في شنغهاي، ومنها انتقلت إلى بكين ثم دبي وأخيراً وليس آخراً الرياض.

ففي يناير (كانون الثاني) 2024، وتحت عنوان «الغوص في مفهوم الفخامة»، كانت النسخة الأولى.

الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود في حوار جانبي مع الحضور (هارودز)

نجحت «هارودز» في إظهار مدى حماس شباب المنطقة لمعرفة المزيد عن مفهوم الفخامة الحصرية وطرق مزجها بثقافتهم وإرثهم. ما كان لافتاً في التجربة السعودية تحديداً تمسك الشباب بالتقاليد والتراث رغم انفتاحهم على العالم.

وهذا ما ترجمته الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، سيّدة الأعمال والناشطة في الأعمال الخيرية التي شاركت في النسخة الأولى بقولها: «لم أُرِد يوماً أن أغيّر أي شيء في تقاليدنا، لأنّنا نملك الكثير من الفنون والإبداع. نحن نعتبر تقاليدنا من المسلّمات، لكن العالم توّاق لما هو جديد –وينبذ الرتابة– فقد ملّ من العلامات التجارية نفسها والتصاميم ذاتها».

سارة مايلر مدير تطوير الأعمال الدولية والاتصالات بـ«هارودز» (هارودز)

كان توجه «هارودز هايف» إلى الرياض مسألة بديهية، حسب قول سارة مايلر، مدير تطوير الأعمال الدولية والاتصالات بـ«هارودز» في لقاء خاص، «لقد جاء تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والطفرة التي تشهدها حالياً... أردنا من خلال البرنامج التركيز على القدرات الثقافية والإبداعية التي تكتنزها هذه المنطقة لا سيما أن لدينا فيها زبائن مهمين تربطنا بهم علاقة سنين».

محلات «هارودز» مثل غيرها من العلامات الكبيرة، ليست مُغيَبة عن الواقع. هي الأخرى بدأت تلمس التغييرات التي يمر بها العالم وتؤثر على صناعة الترف بشكل مباشر.

من بين الاستراتيجيات التي اتخذها العديد من صناع الموضة والترف، كان التوجه إلى جيل «زي» الذي لم يعد يقبل بأي شيء ويناقش كل شيء. الترف بالنسبة له لم يعد يقتصر على استهلاك أزياء وإكسسوارات موسمية. بل أصبح يميل إلى أسلوب حياة قائم على معايير أخلاقية تراعي مفهوم الاستدامة من بين معايير أخرى. الموضة ترجمت هذه المطالب في منتجات مصنوعة بحرفية عالية، تبقى معه طويلاً، إضافة إلى تجارب ممتعة.

معانقة الاستدامة

متجر «هارودز» مثل غيره من العلامات الكبيرة، أعاد تشكيل تجربة التسوق بأن جعلها أكثر متعة وتنوعاً، كما تعزز الاستدامة والتواصل الثقافي. وهذا تحديداً ما تستهدفه مبادرة «ذا هايف» وفق قول سارة «فهذا النهج ليس منصة للحوارات فحسب، بل يتيح لنا التواصل مع الجمهور بشكل أفضل لكي نتمكن من فهمه ومن ثم تلبية احتياجاته وتوقعاته. كما يسمح لنا ببناء علاقة مستدامة مبنية على الاحترام وفهم احتياجات السوق المحلي. وليس هناك أفضل من الإبداع بكل فنونه قدرة على فتح حوار إنساني وثقافي».

إطلاق النسخة الثانية

قريباً وفي الـ11 من هذا الشهر، ستنطلق في الدرعية بالرياض الدورة الثانية تحت عنوان «إلهام الإبداع من خلال التجربات». عنوان واضح في نيته التركيز على القصص الشخصية والجماعية الملهمة. كل من تابع النقاشات التي شاركت فيها باقة من المؤثرين والمؤثرات في العام الماضي سيُدرك بأن فكرته وُلدت حينها. فالتمسك السعودي بالهوية والإرث لم يضاهه سوى ميل فطري للسرد القصصي.

سمة بوظو أكدت في نسخة 2024 أن فنّ رواية القصص جزء من التركيبة السعودية (هارودز)

أمر أوضحته بسمة بوظو، أحد مؤسّسي الأسبوع السعودي للتصميم والتي شاركت في نسخة 2024 بقولها: «بالنسبة لنا كمبدعين، فإن ولعنا بالفنون والحرف التقليدية ينبع من ولعنا بفنّ رواية القصص، لدرجة أنه يُشكّل محور كل أعمالنا». وتتابع مؤكدة: «حتى توفّر التكنولوجيا الحديثة واكتساحها مجالات كثيرة، يُلهمنا للارتقاء بفنّ رواية القصص».

من هذا المنظور، تعد سارة مايلر أن برنامج هذا العام لن يقل حماسًا وإلهاماً عن سابقه، خصوصاً أن الحلقات النقاشية ستستمد نكهة إنسانية من هذه القصص والتجارب الشخصية، بعناوين متنوعة مثل «إلهام الإبداع» و«الرابط»، و«تنمية المجتمع الإبداعي» و«القصص المهمة» وغيرها.