مشاركة واسعة في استفتاء اسكوتلندا

النتائج الأولية بدت أميل لرفض الانفصال

اسكوتلنديون مؤيدون للانفصال نظموا مسيرة سموها «الخطوة القصيرة باتجاه الحرية» بمناسبة الاستفتاء في أدنبرة أمس (رويترز)
اسكوتلنديون مؤيدون للانفصال نظموا مسيرة سموها «الخطوة القصيرة باتجاه الحرية» بمناسبة الاستفتاء في أدنبرة أمس (رويترز)
TT

مشاركة واسعة في استفتاء اسكوتلندا

اسكوتلنديون مؤيدون للانفصال نظموا مسيرة سموها «الخطوة القصيرة باتجاه الحرية» بمناسبة الاستفتاء في أدنبرة أمس (رويترز)
اسكوتلنديون مؤيدون للانفصال نظموا مسيرة سموها «الخطوة القصيرة باتجاه الحرية» بمناسبة الاستفتاء في أدنبرة أمس (رويترز)

بريطانيا في حالة من الذهول والخوف من المجهول، وأوروبا تحبس أنفاسها، والعالم أجمع ينتظر باهتمام، نتيجة استفتاء اسكوتلندا التاريخي على علاقتها مع باقي أجزاء المملكة المتحدة. ولكن مع طلوع صباح اليوم تكون قد حسمت الأمور، وتكون قد صوتت اسكوتلندا بـ«نعم» أو «لا» حول انفصالها، بعد أكثر من 300 عام من الاتحاد، ارتبطت به مع إنجلترا من خلال معاهدة تعود إلى العام 1707 وخلال هذه القرون الـ3 الماضية وحتى منتصف القرن الماضي، تمكنت «العائلة» (كناية استخدمت كثيرا من قبل السياسيين المعارضين والمؤيدين خلال الحملة لوصف المملكة المتحدة) التي تضم أيضا ويلز وآيرلندا الشمالية، من إرساء دعائم أكبر إمبراطورية في التاريخ.
ومنذ الصباح الباكر أمس، بدأ الاسكوتلنديون التصويت في الاستفتاء الذي «قد يغير العلاقة بين لندن وإدنبرة وإلى الأبد» مهما جاءت النتيجة، كما عبر عن ذلك المعلقون وأصحاب الشأن في هذه القضية الشائكة والمعقدة عمليا ودستوريا.
منذ الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي لاسكوتلندا اصطف الناس في طوابير قبل توجههم إلى أعمالهم ووظائفهم. وفتحت مكاتب الاقتراع الـ2600 في جميع أنحاء اسكوتلندا أبوابها، من جزر شيتلاند في الشمال إلى إدنبرة وغلاسغو في الجنوب ومن الغرب إلى ابيردين شرقا القريبة من مركز النفط في بحر الشمال. ومن المتوقع بحلول صباح اليوم ظهور نتائج هذا الاستفتاء الذي شهدته 32 دائرة انتخابية. السؤال الذي واجه الناخبين يتلخص في جملة: «هل يتعين أن تصبح اسكوتلندا دولة مستقلة؟». وكان على الناخب وضع اختيار «نعم» أو «لا» على ورقة التصويت. وأغلقت مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة ليلا.
وبدت نسبة المشاركة قوية، إذ سجل أكثر من 4.2 مليون اسكوتلندي أسماءهم في قوائم التصويت، وهذا الرقم يشكل 97 في المائة ممن يحق لهم التصويت. وتوقع محللون كثيرون نسبة مشاركة غير مسبوقة مقارنة بكل الانتخابات السابقة في اسكوتلندا أو حتى بريطانيا. ولأول مرة سمح لمن هم فوق سن 16 الإدلاء بأصواتهم في هذا البلد الصغير الذي لا يتعدى تعداد سكانه أكثر من 5.5 مليون نسمة، ومساحته ثلث مساحة المملكة المتحدة واقتصاده أقل من 10 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للمملكة المتحدة.
سائق التاكسي الذي استقلني إلى أحد الأماكن المخصصة لصناديق الاقتراع في وسط العاصمة إدنبرة قال: إنه لم يتمكن من التصويت هذا الصباح بسبب الطابور والإقبال العالي، وإنه يفضل الانتظار قليلا من أجل كسب مزيد من المال من الناس الذين يحتاجون التنقل خلال ساعات الذروة. وقال: إنه بالتأكيد سوف يدلي بصوته لصالح الانفصال.
رئيس الوزراء الاسكوتلندي أليكس سالموند، أدلى في الصباح الباكر بصوته في قريته ستريخن في مقاطعة ابردينشاير في الشمال الشرقي باسكوتلندا، كما فعل كل من قادة المعسكرين في حملة الاستفتاء، وكل منهم في منطقته. وقال سالموند زعيم الحزب الوطني الاسكوتلندي، مهندس الاستفتاء الذي وصل إلى السلطة في برلمان إدنبرة بأغلبية عام 2011 بأن كل صوت في هذه الحملة مهم بسبب التقارب في الاستطلاعات بين المعسكرين. ودعا سالموند إلى التصويت بـ«نعم»، قبل توجهه إلى مناطق أخرى لصالح حملته.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يمكن أن يصبح منصبه مهددا في حال استقلت اسكوتلندا، الاسكوتلنديين إلى التصويت بـ«لا» في الاستفتاء. وكان قد صرح سابقا أنه يرغب في أن يكون رئيس الوزراء الذي حافظ على وحدة المملكة المتحدة.
وبعد الإدلاء بأصواتهم استمر القادة في حملاتهم في مناطق مختلفة من اسكوتلندا من أجل إقناع جمهور كبير من الذين لم يحددوا موقفهم بعد. وفي عشية الاستفتاء حضر سالموند مهرجانا مع نيكولا ستيرجن نائبته في الحزب القومي الاسكوتلندي مهرجانا خطابيا في مدينة بيرث، الشهيرة في صناعة بناء السفن «إنها فرصة نادرة خلال حياة كل منا، فلنتلقفها بأيدينا». وفي غلاسغو أدلت كذلك نائبة سالموند نيكولا ستيرجن بصوتها.
وقال الوزير الأول سالموند بأن الشعب الاسكوتلندي «على وشك صنع التاريخ». وأضاف أنه سيقبل النتيجة مهما كانت لأنها خيار الشعب الاسكوتلندي، مضيفا أن «العملية الديمقراطية» هي المنتصرة في هذا الاستفتاء الذي فاق كل التوقعات. وقال بعد إعلان النتيجة اسكوتلندا ستكون أقوى وفي وضع أفضل «مهما كانت النتيجة». وكان مئات من المؤيدين يلوحون بعلم اسكوتلندا ويهتفون «نعم بإمكاننا».
ومن شأن الاستفتاء أن تنتج عنه عواقب كبرى على المملكة المتحدة. وقد وعدت أحزاب برلمان ويستمنستر في لندن بإعطاء حكومة اسكوتلندا المحلية سلطات قوية جديدة في مجال تحصيل الضرائب والإنفاق في حال فوز معارضي الاستقلال، وقالوا: إن قوانين جديدة ستعد بحلول يناير (كانون الثاني) 2015. وتسبب هذا الأمر في ظهور دعوات مماثلة للحصول على سلطات محلية أوسع من قبل أقسام أخرى في البلاد مثل آيرلندا الشمالية أو ويلز وحتى في مناطق ضمن إنجلترا مثل كورنويل ويوركشير.
كما أن حملة الاستفتاء أعادت إحياء نزعات انفصالية خارج بريطانيا في أماكن مثل كتالونيا حيث احتشد مئات آلاف الأشخاص في برشلونة الأسبوع الماضي للمطالبة بتنظيم استفتاء حول الانفصال عن إسبانيا. وتجمهر أعداد من الكتالونيين أمام برلمان اسكوتلندا في إدنبرة وكانوا يلوحون بعلم كتالونيا، مطالبين بإجراء استفتاء مماثلا لانفصال كتالونيا عن إسبانيا.
وفوز مؤيدي الاستقلال في اسكوتلندا سيفتح فترة تمتد إلى 18 شهرا من محادثات معقدة تؤدي إلى استقلال كامل يعلن رسميا في 24 مارس (آذار) 2016 في الذكرى الـ309 للاتحاد بين إنجلترا واسكوتلندا.
وبالأمس قام أيضا اليستار دارلينغ رئيس حملة «أفضل معا» الرافضة الاستقلال وزير الخزانة البريطاني الاسكوتلندي بصحبة زوجته بالتصويت في دائرته في إدنبرة. وكان قد أعلن في تحذير إلى المترددين «إن كانت تساوركم أدنى شكوك فلا تحولوها إلى تصويت بنعم».
وقبيل بدء الاقتراع بساعات قليلة، ظل نحو 600 ألف ناخب مترديين ولم يحسموا أمرهم، حسب مؤسسة «يوغوف» لاستطلاعات الرأي. وبقيت استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب بين الحملتين، وبينت المؤسسة «يوغوف» في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية الاستفتاء أن 52 في المائة من الاسكوتلنديين يعتزمون التصويت ضد الاستقلال مقابل تأييد 48 في المائة الانفصال. لكن هامش الخطأ يتراوح بين 2 في المائة إلى 3 في المائة. كما أدلى كذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، الذي يتحدر أيضا من أصول اسكوتلندية ولعب دورا رئيسيا في الحملة المنادية بالاتحاد، بصوته في نورث كوينسفيري بالقرب من إدنبرة. وفي غلاسغو عقد نحو ألفي شخص من مؤيدي الاستقلال عشية الاستقلال تجمعا أخيرا على مقربة من ساحة مانديلا. وقال تومي شيريدان أحد الشخصيات الاشتراكية الاسكوتلندية الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي مخاطبا في الحشد «لنكن واضحين، إننا عند مشارف ثورة ديمقراطية وسلمية». ورد الحشد هاتفا «الأمل وليس الخوف».
ومع أن الحملة حافظت على طابعها السلمي، فقد كانت هناك بعض الاستفزازات الخفيفة من مؤيدي الجانبين. راعي الكنيسة الاسكوتلندية حث الجانبين بالتحلي «بأعصاب هادئة وقلوب دافئة». وقال القس جون تشالمرز: «أدل بصوتك وابتعد وثق في العملية الديمقراطية. واستعد لقبول رغبة الشعب الاسكوتلندي».
الكثير من الشخصيات السياسية في العالم والمؤسسات المالية دخلت على الخط بطريقة أو بأخرى في العملية الاستفتائية، آخرها تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال في تغريدة على «تويتر» عشية الاستفتاء حول استقلال اسكوتلندا عن أمله في أن تبقى المملكة المتحدة «قوية وموحدة». وقال على حساب البيت الأبيض وتحمل حرفي اسمه، بأن «المملكة المتحدة هي شريك غير عادي لأميركا وقوة خير في عالم غير مستقر. آمل أن تبقى قوية وصلبة وموحدة».
أما نجم التنس البريطاني اندي موراي فقد أعلن هو الآخر عن تأييده لاستقلال اسكوتلندا قبل بضع ساعات من بدء التصويت. ولا يحق لموراي نفسه التصويت في الاستفتاء إذ أنه يقيم بالقرب من لندن وقد رفض في السابق التعليق على هذا الأمر رغم أن تصريحاته السابقة كانت تشير إلى تأييده البقاء ضمن بريطانيا.
وكتب موراي في حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «يوم عظيم لاسكوتلندا. عدم وجود أي مؤشرات سلبية في الأيام القليلة الماضية هو ما جعلني أغير رأيي. أنتظر بلهفة النتيجة».
من جهة أخرى، ارتفع سعر الجنيه الإسترليني أمس وسجل أعلى مستوى له في عامين مقابل اليورو وأعلى مستوياته في نحو أسبوعين مقابل الدولار مع تزايد التكهنات بأن الاسكوتلنديين سيصوتون لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة. وقفز الإسترليني إلى 1.6388 دولار بعدما سجل في الأسبوع الماضي أدنى مستوى في 10 أشهر 1.6051 دولار. وصعد الإسترليني من ذلك المستوى المنخفض مع تقليص المستثمرين رهاناتهم على تراجع العملة بعدما أظهرت أغلب استطلاعات الرأي في اسكوتلندا تقدم مؤيدي الوحدة. وصعد الجنيه أيضا مقابل اليورو الذي هبط إلى 78.53 وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2012.



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.