حلفاء نتنياهو السابقون يرفضون المشاركة في حكومة برئاسته

الترجيح الأكثر احتمالاً هو تشكُّل حكومة يمينية بزعامة حزب الليكود

TT

حلفاء نتنياهو السابقون يرفضون المشاركة في حكومة برئاسته

قال حلفاء سابقون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيقود حزب الليكود في الانتخابات المقبلة المقررة في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) المقبل، في إسرائيل، إنهم يرفضون هذه المرة الانضمام لأي حكومة قد يشكّلها نتنياهو في أعقاب الانتخابات المرتقبة.
وستخوض 32 قائمة مختلفة، الانتخابات الجديدة، من أبرزها حزب «أزرق - أبيض» برئاسة بيني غانتس المنافس الأول لليكود ونتنياهو، وائتلاف يمينيّ مشكَّل من حزب اليمين الجديد برئاسة إيليت شاكيد ونفتالي بينيت، مع البيت اليهودي بزعامة الحاخام رافي بيرتس، إضافة إلى أحزاب شكلت قوائم مشتركة مثل «ميرتس» و«إسرائيل الديمقراطية» برئاسة إيهود باراك، وكذلك القائمة العربية المشتركة.
وأكد كل من أفيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، وموشيه يعلون من زعماء حزب «أزرق - أبيض»، وعمير بيرتس زعيم حزب العمل، في مؤتمرات مختلفة عُقدت في إسرائيل صباح أمس (السبت)، رفضهم لشراكة نتنياهو. علماً بأنهم جميعاً عملوا وزراء للجيش في حكومات نتنياهو المتعاقبة. ورغم أن ليبرمان قال إنه قد يتناوب مع نتنياهو في حكومة وحدة، إلا أنه أصدر بياناً توضيحياً ونفى ذلك، وأكد أنه لن يتناوب معه في أي حكومة.
وقال ليبرمان في ندوة «ثقافي موديعين» إن جهده سيتركز على تشكيل حكومة وطنية ليبرالية واسعة من دون أحزاب يمينية متطرفة، مشيراً إلى أنه لن يقبل بحكومة يرأسها نتنياهو حتى وإن كان ذلك يضمن له التناوب معه على رئاسة الحكومة. وشدد ليبرمان على أن هذا الموقف ليس مسألة شخصية، ولكنها من أجل المصلحة العامة.
وأكد ليبرمان أنه يطمح لأن يكون رئيساً للوزراء لكن ليس في هذه المرحلة، فهي تمثل بالنسبة إليه خياراً وليس هاجساً، وأضاف أنه ينظر إلى الأمور بواقعية وأنه بحاجة إلى عدد كافٍ من المقاعد من أجل ذلك.
وردّ الليكود على ليبرمان بالقول إنه تصريحاته هدفها صرف الرأي العام عن حقيقة أنه ينوي التوصية بزعيم حزب «أزرق - أبيض» بيني غانتس، لرئاسة الحكومة المقبلة.
أما موشيه يعلون، فقال خلال «ثقافي رمات غان»، إنهم سيدعمون حكومة وحدة لكن ليس بزعامة نتنياهو، وأن ذلك ليست مسألة شخصية، ولكنها وطنية. وأوضح يعلون أن حزبهم لن يمانع في حكومة وحدة مع الليكود لكن من دون رئاسة نتنياهو، حتى لا يسمحوا للأحزاب الصغيرة بابتزازهم. مضيفاً أنه «لا يمكن تجاهل الاتهامات الموجّهة إلى نتنياهو بقضايا الفساد».
وتبنى عمير بيرتس زعيم حزب العمل، نفس المواقف. وقال إن حزبه لن ينضم لحكومة برئاسة نتنياهو، وأنه لن يتفاوض معه حول المشاركة بائتلاف على الإطلاق. مشدداً على أنه لن يكرر نفس أخطاء الماضي ولن يقع في مصيدة نتنياهو مجدداً.
وأكد يعلون أن حزبه سيطالب فوراً بإقالة نتنياهو من منصبه في حال وُجهت إليه لائحة اتهام في قضايا الفساد.
وهاجم بيرتس، ليبرمان، بعد أن ادّعى الأخير وجود صفقة بين نتنياهو وبينه (أي بيرتس) للتحالف في الحكومة المقبلة، مقابل دعم نتنياهو لبيرتس للوصول إلى منصب رئيس الدولة القادم.
وقال بيرتس: «إن ليبرمان معروف بتلفيقاته وبعدم مصداقيته». وتقول استطلاعات الرأي في إسرائيل إن حزب العمل برئاسة بيرتس سيحصل على ستة مقاعد لو أُجريت الانتخابات الآن. فيما قال بيرتس بنفسه إن حزبه سيحصل على 15 مقعداً.
وتوجد تعقيدات في الانتخابات المقبلة. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نُشرت مساء الجمعة، إلى أن «معسكر اليمين» سيحصد 55 مقعداً، من دون حزب ليبرمان، ما يعني أن نتنياهو لا يزال غير قادر على الحصول على الغالبية المطلوبة لتشكيل ائتلاف حكومي.
وحسب الاستطلاع، فإن الليكود سيحصد أكبر مقاعد بـ30 مقعداً مقابل 29 لحزب أزرق – أبيض.
فيما أشار استطلاع آخر نُشر في نفس اليوم، أن الكتلة اليمينية مجتمعة مع الأحزاب المتدينة ستصل إلى 57 مقعداً، من دون حزب ليبرمان الذي سيحصل 10 مقاعد، في حين أن كتلة الوسط واليسار ستصل إلى 42 معقداً من دون القائمة العربية المشتركة التي ستحصد 12 مقعداً، كثالث أكبر قوة بعد الليكود (30 مقعداً)، وأزرق – أبيض (28).
وفضل 40% من الإسرائيليين أن يكون نتنياهو رئيساً للحكومة المقبلة، مقابل 28% لمنافسه غانتس.
وترى وسائل إعلام إسرائيلية أن الخيار الأكثر احتمالاً هو أن تشكل حكومة يمينية بزعامة حزب الليكود، وينضم إليها حزب ليبرمان، سواء مع أو من دون التناوب بين نتنياهو وليبرمان على رئاسة الوزراء في السنة الأخيرة.
ويرفض حزب الليكود مقترح منع تسلم نتنياهو رئاسة الحكومة، وفكرة التناوب مع ليبرمان. لذلك قد يلجأ إلى التحالف مع حزب العمل، أو «أزرق – أبيض».
فيما يسعى ليبرمان الذي يعد حجر عثرة أمام تشكيل أي ائتلاف، بسبب قوة حزبه خلال وبعد الانتخابات الأخيرة، لتشكيل حكومة وحدة تشمل الليكود و«أزرق - أبيض»، وحزبه. وأمام نتنياهو ثلاثة خيارات تتمثل في: إعادة ليبرمان وهو احتمال ضعيف. والثاني إحداث شرخ في تحالف حزب «أزرق - أبيض»، وهو غير متوقع. والأخير وهو الأكثر إمكانية لحصوله وهو إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم حزب العمل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.