تقدم في عمل شعبة المعلومات يتيح كشف مرتكبي الجرائم

رُفع النقاب عن الخمس خلال شهر... وإحداها وقعت قبل تسع سنوات

TT

تقدم في عمل شعبة المعلومات يتيح كشف مرتكبي الجرائم

كشفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، خلال شهر واحد، خمس جرائم ارتكبت إحداها قبل تسع سنوات، ما يشير إلى تقدم نوعي في عمل الشعبة، وتطور لافت يُضاف إلى سرعة موازية في اكتشاف جرائم فردية أخرى وتوقيف الفاعلين.
وأفادت بيانات قوى الأمن منذ يوليو (تموز) الفائت، باكتشاف خمس جرائم فردية قديمة على الأقل وقعت في لبنان، وكان مرتكبوها مجهولين، إذ أسفرت المتابعات عن توقيف قاتل عمته عليا إبراهيم رضا قبل عامين ونصف عام، كما تم توقيف رجل قتل زوجته السورية في عام 2013، إضافة إلى توقيف قاتل المواطن وفيق براج في بيروت في عام 2010، وتبين أن قاتل المغدور هو سائقه.
وأكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تقدماً لافتاً في عمل شعبة المعلومات يساهم في سرعة اكتشاف ومتابعة الجرائم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن خبرات الشعبة وجديتها في التعاطي مع الأحداث وربط المعلومات وتحليلها وإنجاز التحقيقات بحرفية، كل ذلك مكنها من تحقيق تلك الإنجازات. ولفت المصدر الأمني أيضاً إلى أن المحققين لا يغلقون الملفات، وخصوصاً تلك التي تحيط بها الشبهات؛ بل يواصلون التحريات وجمع الأدلة والمعلومات، ويعملون بشكل جدي وبحرفية على تحليلها والتحقيق في خلفياتها، وهو عمل ينسحب على متابعة كل القضايا والملفات بما فيها الجرائم الفردية.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة، أنه من خلال عمليات التحليل ومقاطعة المعلومات التي كانت تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الملفات الجنائية المهمة، وخصوصاً جرائم القتل، حامت الشبهات حول لبناني من مواليد عام 1972، بتهمة قتل عليا رضا التي عثر عليها جثة هامدة داخل منزلها، في بلدة شحور الجنوبي في شهر مارس (آذار) 2017. وهو ابن شقيق المتوفاة. وقد أوقفته شعبة المعلومات في وقت سابق لارتكابه جريمتين. على أثر ذلك، ومن خلال تكثيف الجهود الاستعلامية عنه، ولا سيما فيما يتعلق بملف وفاة عمته، تبين أنه قام بزيارتها قبل عدة أيام من تاريخ اكتشاف وفاتها. ومن خلال الكشف الذي أجراه الطبيب الشرعي على الجثة، آنذاك، تبين أن الوفاة حصلت منذ أكثر من 48 ساعة، وأنه لا توجد آثار عنف على الجثة، وأن الوفاة ناتجة عن نوبة قلبية. ولم يرغب أقارب المتوفاة في الادعاء ضد أحد، معتبرين أن الوفاة قضاء وقدر. وأقفل التحقيق، وأودع القضاء المختص. لكن في أواخر الشهر الماضي، ومن خلال التحقيق مع المشتبه به، الموقوف في سجن رومية، اعترف بأنه أقدم على قتل عمته داخل منزلها، وذلك عن طريق منع التنفس عنها بواسطة وسادة، نتيجة لخلاف فوري حصل بينهما.
ويضاف اكتشاف مرتكب هذه الجريمة إلى اكتشاف آخر قبل أسبوعين؛ حيث تمكنت شعبة المعلومات من كشف ملابسات مقتل وفيق براج داخل شقته في محلة قريطم - بيروت، عن طريق ضربه بواسطة زجاجة على رأسه. وبعد مرور أكثر من 9 سنوات، وبناء على معطيات توفرت للشعبة، تمكنت من تحديد هوية القاتل، وهو سائق المغدور الذي اعترف بجريمته. وأجري المقتضى القانوني بحقه، بناء على إشارة القضاء المختص. وكانت شعبة المعلومات قد كشفت عن جريمة قتل سوري لزوجته في عام 2013. وتم تحديد الوفاة آنذاك نتيجة توقف في عمل القلب جراء صدمة التهابية حادة. وبالتحقيق مع زوجها خلال الشهر الماضي، وبعد مواجهته بالمعطيات المتوفرة والصور التي تثبت وجود احتقان دموي في وجه زوجته المتوفاة، اعترف بقتلها خنقاً؛ لأنه كان على علاقة مع فتاة أخرى وكان يرغب في التخلص من زوجته، ليتسنى له الزواج من تلك الفتاة. كذلك، تحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية مطلع الشهر الماضي، عن أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي «أوقفت شابين متهمين بقتل الشّاب إيف نوفل في كفرذبيان في عام 2015».
وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن كشف جريمة حصلت في بلدة علما في الشمال، في عام 2013؛ حيث وجِد المجند في الجيش اللبناني محيي الدين محمد الأسمر الحموي (مواليد عام 1989) مذبوحاً، ونتيجة للتحريات والاستقصاءات والمتابعة، وبعد توفر معلومات، ومراجعة تحاليل الأدلّة الجنائية، تمكنت الشرطة من كشف هوية الفاعل، وهو موقوف في سجن أميون بجرم سرقة.
وازدادت الجرائم الفردية في لبنان خلال السنوات الماضية، وبالموازاة تضاعفت الجهود لكشف المرتكبين ومعاقبتهم، وسُجّلت لـ«شعبة المعلومات» سرعة في كشف الجرائم وتوقيف المتورطين فيها. فخلال هذا الشهر، تمكنت قوى الأمن من توقيف شاب قتل شقيقته في بلدة شدرا في الشمال. كما تم توقيف أحد المتهمين بعملية خطف وقعت أواخر شهر مايو (أيار).



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».