آلة الحرب ورهانات الدبلوماسية في ليبيا

انقسامات حادة تغذيها أطراف خارجية

آلة الحرب ورهانات الدبلوماسية في ليبيا
TT

آلة الحرب ورهانات الدبلوماسية في ليبيا

آلة الحرب ورهانات الدبلوماسية في ليبيا

غيّرت الحرب على طرابلس كثيرا من واقع الحياة السياسية والاجتماعية في ليبيا بالشكل الذي باتت تستحيل معه فرص العودة إلى «المربع الأول». فالمعركة التي اتجهت إلى تدمير القواعد الخلفية في الجفرة ومصراتة، لكسر الجمود العسكري، ما زالت منذ اندلاعها، في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، تُراكم القتلى وتزيد أعداد اليتامى، بموازاة مساعٍ دولية خجولة تبحث عن مسار لوقف إراقة الدماء، أو على الأقل هدنة تتزامن مع قدوم عيد الأضحى.
هذه التطورات تأتي في وقت يتعرض فيه الدكتور غسان سلامة، المبعوث الأممي السادس لدى ليبيا، لحملة انتقادات واسعة من سلطات طرابلس، على خلفية إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، منتصف الأسبوع الماضي. هذا المفصل زاد الأمور تعقيداً، سواء باتجاه محاولات لخلخلة الأزمة، أو العودة بها إلى طاولة التفاوض مجدداً، وفقاً لمتحدثين لـ«الشرق الأوسط»، لكن منهم من يرى أن «أي تحركات دولية لوقف الحرب دون حل إخراج الميليشيات من طرابلس، ستبقي على الحرب مؤجلة حتى حين».

معركة طرابلس التي دخلت شهرها الرابع في ليبيا بين «الجيش الوطني الليبي» وقوات «حكومة الوفاق» طرحت كثيرا من الأسئلة، وكثيرا من الأمنيات، بين طرفين متناقضين: الأول يرى ضرورة حسمها سريعاً دون تلكؤ. والآخر يسأل: أليس هناك من عاقل يستطيع وقفها، ولجم شراستها؟
لكن من دون انتظار أي إجابات، يظل المؤكد أن هذه الحرب تسببت منذ اندلاعها في سقوط نحو 1100 قتيل، وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، كما تخطى عدد النازحين مائة ألف مواطن.

- مصراتة مقابل الجفرة
في وقت قريب من زمن العملية العسكرية، التي يقول المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إنها تستهدف «تحرير» العاصمة من «الإرهاب» والميليشيات المسلحة، راوحت المعركة مكانها بين كر وفر، مع تحقيق بعض المكاسب، وتبادل المواقع التي يتيسر الاستيلاء عليها. إلا أنها اتخذت مؤخراً مساراً مغايراً بالاتجاه إلى تدمير القواعد الخلفية لكلا الفريقين المتقاتلين، في مسعى لقطع خطوط الإمداد، وشل حركة «الخصم».
متابعون لمجريات القتال، يرجعون انتقال المواجهات العسكرية إلى الجفرة ومصراتة، لما سموه «عجز القوتين المتحاربتين في تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة بمعركة طرابلس»، إلا أن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» يرى أنه «يحقق تقدماً ملموساً على الأرض»، وأن سلاح الجو «بات يفرض سيطرته على كامل التراب الليبي».
من جهتها، لم تتوقف قوات «حكومة الوفاق» بقيادة فائز السراج، المدعوم دولياً، والتي منعت العاصمة من السقوط إلى الآن، عند صد قوات الجيش فقط، بل وجهت المقاتلات الحربية والطائرات المسيرة، إلى قصف قاعدة الجفرة في قلب الصحراء الليبية. وهذه القاعدة (650 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس) تعد بوابة تربط بين مدن شرق وجنوب وغرب ليبيا، وتتخذها قوات «الجيش الوطني» نقطة انطلاق لعمليات وإمداد رئيسية.
ولقد عبّرت قوات السراج، عما سمته «فخرها بما قام به سلاح الجو من عمل قتالي مدروس ومحكم كبّد (العدو) خسائر كبيرة جداً». وقالت إنها دمرت (حظيرة طائرات) تابعة لـ«الجيش الوطني» كانت تنتظر في قاعدة الجفرة. وعلى الرغم من نفي الجيش، نقلت وسائل إعلام محلية تابعة لـ«الوفاق» عن صحيفة «كوميرسانت» الروسية، مقالاً للكاتب الصحافي كيريل كريفوشييف، حول ما حدث لطائرتي نقل أوكرانيتين في قاعدة الجفرة الجوية، تحت عنوان: طائرتا «إيل» الأوكرانية احترقتا في الصحراء الليبية، وتساءل: من أين حملتا السلاح؟
وفيما يخص مصراتة، سارع سلاح الطيران التابع لـ«الجيش الوطني» في اليوم التالي بنقل المعركة إلى قلب المدينة (200 كيلومتر شرق طرابلس) التي تعد معقل القوة الرئيسية لـ«حكومة الوفاق»، وقصف الكلية الجوية بمصراتة. وتحدث في حينه العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي، آمر المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، عن «إصابة عدد من العسكريين الأتراك، الذين يدربون عناصر الميليشيات في الكلية»، وهذه التحركات العسكرية غير المعتادة دفعت المبعوث الأممي للتحذير من «اتساع النطاق الجغرافي للعنف» بين القوتين المتقاتلتين.

- صالح: مؤامرة دولية!
وصول المقاتلات الحربية لكلا الفريقين إلى الجفرة ومصراتة، يراه متابعون عملية نوعية على المسار العسكري لن تكون الأخيرة. ويتوقع المتابعون تمدداً لنيران الحرب إلى مناطق خارج العاصمة، خاصة بعد دعوة حفتر قواته «بألا تأخذهم رأفة بمن يمنعهم عن (تحرير) طرابلس»، فضلاً عن تأكيده أن القوات المسلحة هدفها تحرير البلاد من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها.
تصريحات حفتر، التي بشّر خلالها بأن «الجيش الوطني» سيرفع راية النصر في طرابلس قريباً، قرئت على نحو أن الرجل الأقوى في البلاد، ماضٍ باتجاه الاستمرار في المعركة العسكرية حتى نهايتها، بغض النظر عن أي جهود تبذل للحيلولة دون ذلك.
واستكمالاً للمسار المناهض لجانب من السياسات الخارجية حيال ليبيا، اشتكى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، من أن بلاده تتعرض منذ سنوات «لمؤامرة دولية»، وأن «تركيا وقطر وتنظيم (الإخوان) من المتآمرين عليها». وقال إن «بريطانيا وإيطاليا لعبتا دوراً في التآمر». ومضى صالح يقول إن «الجيش يحارب ضد الميليشيات الإرهابية في ليبيا، بأسلحة قديمة، وإنه (الجيش) يتعاون مع بلاد (صديقة) للحصول على الدعم والسلاح».
ولكن، حديث رئيس مجلس النواب عن «المؤامرة الدولية» على بلاده، لم يمنع إيطاليا وبريطانيا من التحرك صوب إيجاد حل «لوقف الحرب على طرابلس»، فالأولى تعهدت على لسان وزير داخليتها نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، بالضغط على الاتحاد الأوروبي، لوقف الحرب. ونقلت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» عن سالفيني قوله إن «الهجوم على العاصمة يجب أن يتوقف، وأنه على الدول التي تتدخل في الشأن الليبي التوقف عن هذا التدخل من أجل استقرار ليبيا». وذهب الوزير الإيطالي إلى أن حكومة بلاده «ستكون أكثر صرامة خلال الاجتماع القادم الذي سيعقد مع دول الاتحاد الأوروبي، من أجل وضع حد لما وصفه بـ(العدوان على العاصمة)».
كذلك نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر دبلوماسية، تقدم بريطانيا للدول الأعضاء بالمجلس حول ليبيا، بمسودة بيان يدين الحرب على طرابلس، وذلك عقب يومين من الإحاطة الأخيرة لسلامة.

- طرد الميليشيات
في مطلق الأحوال، «عسكرة المواقف» بين الجانبين، لم تمنع التحركات الدبلوماسية قدماً. وهو ما بدا قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن الأخيرة منتصف الأسبوع الماضي، إذ أجرى المبعوث الأممي الدكتور سلامة مجموعة من اللقاءات في طرابلس وبنغازي، التقى خلالها السراج وحفتر، سعياً لوقف التصعيد العسكري وإعادة إحياء العملية السياسية.
والسراج، بدوره، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش مشاركتهما في تشييع جنازة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وهو اللقاء الذي وصفته السفارة الفرنسية في ليبيا بأنه «يستهدف الدعوة لاتفاق سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة».
بيد أن الحديث عن دعوات وقف الحرب والعودة إلى طاولة التفاوض، دفع عضو مجلس النواب صالح أفحيمة، إلى القول إن «الحرب هي نتيجة لفشل الحلول السياسية»؛ لكنه لم يمانع في هدنة تزامناً مع قدوم عيد الأضحى. وذهب أفحيمة، النائب عن مدينة طبرق بـ(شرق البلاد) في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الحرب التي يخوضها «الجيش الوطني» في طرابلس، هي «حرب مؤجلة منذ عام 2014»، مكملاً «كل الجهود الدبلوماسية ما لم تتمكن من حل الإشكال القائم بإخراج الميليشيات المسلحة من طرابلس، وتمكين (الجيش الوطني) من دخول ثكناته بالمدينة، فإن أي حديث عن وقف العملية العسكرية بمثابة حرب مؤجلة».
غير أن بشير زعبية، رئيس تحرير صحيفة «الوسط» الليبية، طرح مجموعة من التساؤلات تتعلق بمن سيجلسون إلى طاولة التفاوض، والملفات التي ستناقشها بعد شهور من الحرب الدامية. وزاد زعبية في إدراج على حسابه عبر «فيسبوك» من تساؤلاته: «ماذا تبقى من (غدامس) صالحا ليكون حاضراً؟... وهل يمكن أن تتجاهل تموضعات الأطراف الرئيسية التي أنتجتها الحرب؟ وإلا، فستبقى هذه الدعوات مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، واللعب على حبل الوقت»!
وهنا نشير إلى أن العملية العسكرية التي أمر المشير حفتر، بشنها على طرابلس، تسببت في إرجاء «الملتقى الوطني» الذي كانت دعت إليه البعثة الأممية بمدنية غدامس في 14 أبريل (نيسان) الماضي، بالجنوب الغربي الليبي، وقال سلامة حينها: «لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تُضرَب والغارات تُشَنّ»، مؤكداً تصميمه على عقد الملتقى «وبأسرع وقت ممكن». وهو ما لم يحدث إلى الآن.

- «البديل الأميركي» لسلامة
الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي، بحديثه عن «وجود مرتزقة أجانب وجماعات متطرفة يشاركون بالقتال ضمن صفوف قوات (الوفاق) عرضته لحملة انتقادات واسعة، وصلت إلى مطالبة قطاع كبيرة من سلطات طرابلس، بـ«طرده وإخراجه من البلاد فوراً». ووصفه مسؤولون لـ«الشرق الأوسط» بأنه «لم يعد الطرف النزيه، وأنه يدعم الانقلاب العسكري». في إشارة إلى قوات «الجيش الوطني». ولكن، لا بد من القول، إن أي مبعوث أممي لم يحظَ قط برضا طرفي النزاع في (شرق وغرب) ليبيا. إذ سبق أن تعرض سلامة لحملة مشابهة من الموالين لـ«الجيش الوطني» بزعم أنه أغفل ذكر «دور الجيش في محاربة الإرهاب»، وأثنى على «الجانب الآخر» المتمثل في سلطات طرابلس، خلال حديث سابق أمام مجلس الأمن.
في هذه الأثناء، حمّل سياسيون ونواب ينتمون إلى العاصمة، من بينهم العضو حمودة أحمد سيالة، المبعوث الأممي، المسؤولية في القصف الأخير على مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، من قبل قوات «الجيش الوطني». وقال سيالة إن «هذا الهجوم العنيف جاء بسبب الإحاطة الأخيرة لسلامة». وتساءل: «هل تعلم يا سيد سلامة أن عدم إدانة المعتدي وعدم تسميتك الأشياء بأسمائها تسببا في قصف وقتل 50 مهاجراً وعدد من الأطباء والمسعفين؟». واستطرد متهكماً: «هل اقتصرت معرفتك باللغة العربية والنحو على المبني للمجهول وعجزت عن تبيان الفاعل والمفعول به وتمييز المعتدي من المعتدى عليه؟».
الحقيقة، أن حملة الانتقادات غير المسبوقة التي تعرض لها المبعوث الأممي، ساهم فيها كل من له صلة بـ«حكومة الوفاق»؛ بل إن المفتي المعزول الصادق الغرياني، الذي يقيم في تركيا دخل على خط الأزمة، وأفتى بضرورة طرد سلامة من ليبيا. إذ عبر قناة «التناصح» التي يمتلكها نجله سهيل وتبثّ من تركيا، طالب الشعب الليبي بجمع التواقيع للمطالبة بإنهاء خدمته وطرده من ليبيا؛ «لأنه لا يستحق أن يبقى بيننا بعد كل هذه الافتراءات».
لكن على الجانب الآخر بالبلاد مَن امتدح إحاطة الدكتور سلامة أمام مجلس الأمن، ورأى أنها كشفت عن تفاصيل تتعلق بتركيبة القوات التي تحارب في صفوف «الوفاق»، وذهب الصحافي والإعلامي عيسى عبد القيوم، إلى أن إحاطة سلامة كانت «الأكثر توازناً من حيث المعلومات والالتزام بالتشريعات الليبية». وتطرق عبد القيوم إلى تأثير كلمة سلامة على الإعلام الموالي لسلطات طرابلس. وقال: «يحاول إعلام الدوحة عبثاً التخفيف من وقع إحاطة سلامة على سلامة وضعهم السياسي بعد (تلبُك) وضعهم العسكري».
وأمام هذه الحملة التي يتعرض لها المبعوث الأممي حذر المحلل السياسي الليبي محمد عمر محمد بعيو، من مغبة العراك، متحدثاً باللهجة المحلية: «طريقة الليبيين لمّا يتعاركوا بدل ما يوقفوا العركة يضربوا الحزّاز». والحزّاز هو الشخص الذي يفضّ النزاع أو الخلاف، في إشارة إلى غسان سلامة.
ورأى بعيو أن المبعوث الأممي «سيذهب وبديلته جاهزة وهي الست ستيفاني امرأة وأميركية، وجرّبوا اضربوها يا أشاوس». وستيفاني تي. ويليامز، هي نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للشؤون السياسية، وكانت القائمة بالأعمال الأميركية السابقة في البلاد.

- الحل في الخارج
كثيرون ممن تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» يرون أن معضلة الأزمة الليبية المستحكمة، منذ إسقاط الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، تتمثل في التدخل الخارجي في البلاد بشكل واسع وملحوظ، واحتكام أطراف النزاع الداخلي إلى أطراف خارجية تملي عليها ما تريد، ويرون أن بلادهم أضحت «ساحة مفتوحة لتجريب السلاح». وعلى مسار مشابه، شهدت أميركا وروسيا تحركات ليبية هي الأولى من نوعها، عندما اتجه أعضاء مجلس النواب الليبي (المنقسمون إلى جبهتين) إلى الكونغرس الأميركي، ووزارة الخارجية الروسية في زيارتين متعاقبتين.
وبعد يومين فقط، من زيارة وفد البرلمان الليبي في طبرق (شرق) للولايات المتحدة الأميركية، ولقاء المسؤولين في الكونغرس «لإيضاح صورة ما يحدث في ليبيا»، سارع أعضاء مجلس النواب عن طرابلس (غرب)، إلى روسيا، في زيارة استهدفت هي الأخرى إطلاع الجانب الروسي على «حقيقة ما يجري في معركة طرابلس».
وعليه يرى كثير من الليبيين أن أزمة بلادهم لن تحل «إلاّ إذا تحرر ساستها من عقدة الارتباط الخارجي، وتنفيذ ما يملى عليهم من القوى الخارجية»!


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أميركا اللاتينية منقسمة إزاء التعايش مع ترمب «العائد»

الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي مع ترمب "حليفه الأكبر" في واشنطن خلال فبراير (شباط) الماضي (رويترز والرئاسة الأرجنتينية)
الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي مع ترمب "حليفه الأكبر" في واشنطن خلال فبراير (شباط) الماضي (رويترز والرئاسة الأرجنتينية)
TT

أميركا اللاتينية منقسمة إزاء التعايش مع ترمب «العائد»

الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي مع ترمب "حليفه الأكبر" في واشنطن خلال فبراير (شباط) الماضي (رويترز والرئاسة الأرجنتينية)
الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي مع ترمب "حليفه الأكبر" في واشنطن خلال فبراير (شباط) الماضي (رويترز والرئاسة الأرجنتينية)

من شائع القول، أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يجب أن تكون مفتوحة لمشاركة جميع سكان العالم، لما لنتائجها من تأثير سياسي واقتصادي وأمني على الصعيد الدولي الواسع. لكن مما لا شك فيه أن أميركا اللاتينية التي تعد «الحديقة الخلفية» لواشنطن، والتي طالما كان ليد الإدارات الأميركية الطولى وأجهزة استخباراتها الدور الحاسم في تحديد خياراتها السياسية والاقتصادية، هي الأشد تأثراً بوجهة الرياح التي تهبّ من البيت الأبيض. «الصوت اللاتيني» كان هذه المرة موضع منافسة محتدمة بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية، وكان راجحاً في كفّة المرشح الفائز، كما دلّ على أهميته قرار الرئيس العائد دونالد ترمب اختيار منافسه في الانتخابات الأولية، السيناتور الكوبي الأصل ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية في الإدارة الجديدة. إلا أن ردود الفعل في بلدان أميركا اللاتينية على فوز دونالد ترمب بولاية رئاسية ثانية، جاءت متفاوتة ومتأرجحة بين القلق الدفين في أوساط الأنظمة اليسارية والتقدمية، والابتهاج الظاهر بين الحكومات والأحزاب المحافظة واليمينية المتطرفة.

أول المحتفلين بفوز الرئيس دونالد ترمب والمُنتشين لعودته إلى البيت الأبيض كان الرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير مَيلي الذي سارع، بعد أسبوع من إعلان الفوز، لملاقاته في مقره بولاية فلوريدا حيث أعرب له عن «استعداد الأرجنتين الكامل لمساعدته على تنفيذ برنامجه».

أيضاَ، المعارضة البرازيلية التي يقودها الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو - الذي يخضع حالياً للمحاكمة بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم وهو ممنوع من السفر خارج البلاد - لم تكن أقل ابتهاجاً من الرئيس الأرجنتيني أو المعارضة الفنزويلية التي عادت لتعقد الآمال مجدّداً على رفع منسوب الضغط الأميركي على نظام نيكولاس مادورو اليساري في فنزويلا والدفع باتجاه تغيير المعادلة السياسية لصالحها.

حذر في المكسيك

في المقابل، حاولت السلطات المكسيكية من جهتها إبداء موقف حذر على الرغم المخاوف التي تساورها من أن يفي الرئيس الأميركي العائد بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية حول الهجرة والتجارة ومكافحة المخدرات، والتي تجعل من المكسيك أكثر بلدان المنطقة تعرّضاً لتداعيات السياسة الشعبوية المتشددة التي ستتبعها إدارته الثانية اعتباراً من العام المقبل. ومعلوم أن ترمب كان قد جعل من بناء «الجدار» على الحدود الفاصلة بين المكسيك والولايات المتحدة عنواناً لحملته الانتخابية الأولى وأحد ركائز حملته الثانية، إلى جانب خطابه العنصري المناهض للمهاجرين المكسيكيين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المهاجرين اللاتينيين إلى الولايات المتحدة. كذلك، كان ترمب قد هدد الرئيسة المكسيكية الاشتراكية الجديدة كلاوديا شاينباوم بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع المستوردة من المكسيك ما لم تمنع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة عبر أراضي المكسيك.

الرئيسة شاينباوم قلّلت من شأن تهديدات ترمب، وقالت إن بلادها - كالعادة - «ستتمكن من تجاوز الأزمة»، لكن لا أحد يشك في أن الدولة المرشحة لأكبر قدر من الضرر جرّاء عودة ترمب إلى البيت الأبيض هي المكسيك، أولاً نظراً لكونها الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة، وثانياً لأن العلاقات بين البلدين المتجاورين هي أشبه بزواج لا طلاق فيه.

من جهة ثانية، كان لافتاً أن سوق المال (البورصة) المكسيكية لم تتعرّض لأي اهتزازات تذكر بعد إعلان فوز ترمب، خلافاً لما حصل بعد فوزه بالولاية الأولى عام 2016. وهو ما يدلّ على التأقلم مع أسلوبه والتكيّف معه، وأيضاً على متانة «اتفاقية التجارة الحرة» بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة كإطار يحكم المبادلات التجارية بين البلدان الثلاثة.

المشهد البرازيلي

في البرازيل، كما سبقت الإشارة، كان الرئيس السابق جايير بولسونارو بين أوائل المهنئين بفوز دونالد ترمب. إذ أعرب عن ابتهاجه لهذا «النصر الأسطوري الذي منّ به الله تعالى على الولايات المتحدة والعالم»، في حين اكتفت حكومة الرئيس الحالي اليساري الحالي لويس إيناسيو (لولا) بالطقوس الدبلوماسية المألوفة، بعدما كان «لولا» قد أعلن صراحة دعمه لمرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس المودّعة كمالا هاريس.

أكثر من هذا، تابع إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس السابق والعضو في مجلس النواب البرازيلي، عملية فرز نتائج الانتخابات الأميركية في منزل ترمب بفلوريدا، حيث صرّح بعد إعلان الفوز: «ها نحن اليوم نشهد على قيامة مقاتل حقيقي يجسد انتصار الإرادة الشعبية على فلول النخب التي تحتقر قيمنا ومعتقداتنا وتقاليدنا». وبالمناسبة، لا يزال بولسونارو «الأب» عازماً على الترشّح للانتخابات الرئاسية البرازيلية في عام 2026. على الرغم من صدور حكم قضائي مُبرم يجرّده من حقوقه السياسية حتى عام 2030 بتهمة سوء استخدام السلطة والتحريض على الانقلاب.

بالتوازي، كان «لولا» قد تعرّض للانتقاد بسبب تأييده الصريح لهاريس، الذي ضيّق كثيراً هامش المناورة أمامه بعد هزيمتها. لكنه علّق بعد تهنئته ترمب: «الديمقراطية هي صوت الشعب الذي يجب احترامه».

اليوم يعتقد أنصار بولسونارو أن المشهد السياسي الأميركي الجديد، والدور الوازن الذي يلعبه الملياردير إيلون ماسك داخل إدارة ترمب، قد يشكّلان ضغطاً على الكونغرس البرازيلي والمحكمة العليا لإصدار عفو عن الرئيس البرازيلي السابق يتيح له الترشح في انتخابات عام 2026 الرئاسية. أما على الصعيد الاقتصادي، فتخشى البرازيل، في حال قرّر ترمب رفع الرسوم الجمركية وفرض إجراءات حمائية، خفض صادراتها إلى الولايات المتحدة وتراجعاً في قيمة موادها الخام. كذلك، من شأن إغلاق السوق الأميركية أمام السلع الصينية أن يؤدي إلى خفض الطلب على المواد الخام التي تشكّل عماد المبادلات التجارية البرازيلية. أما على الصعيد البيئي، فقد حذرت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا من أن الأسرة الدولية ستكون مضطرة لمضاعفة جهودها للحد من تداعيات أزمة المناخ إذا قرر ترمب المضي في تنفيذ سياساته البيئية السلبية المعلنة.

مَيلي متحمّس ومرتاح

الرئيس الأرجنتيني خافيير مَيلي، من جانبه، احتفى بفوز ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعهد بالتعاون مع إدارته لتنفيذ برنامجه الانتخابي، معوّلاً على استثمارات أميركية ضخمة في القطاعات الإنتاجية الأرجنتينية. وانضمّ أيضاً إلى «التهاني» من معسكر اليمين الأرجنتيني الرئيس الأسبق ماوريسيو ماكري، الذي يشارك حزبه المحافظ في حكومة مَيلي الائتلافية، والذي سبق أن كان شريكاً لترمب في صفقات عقارية في الولايات المتحدة.

يُذكر أن ترمب كان قد لعب دوراً حاسماً في منح صندوق النقد الدولي قرضاً للأرجنتين بقيمة 44 مليار دولار أميركي عام 2018 ما زالت عاجزة عن سداده. وفي حين يأمل مَيلي بأن تساعده الإدارة الأميركية الجديدة بالحصول على قرض جديد من صندوق النقد يحتاج إليه الاقتصاد الأرجنتيني بشدة للخروج من أزمته الخانقة، فإنه يعرف جيداً أن ترمب سيكون بجانبه في «الحرب الثقافية» التي أعلنها على اليسار الدولي وأجندته التقدمية.

فنزويلا وكوبا

في الدول الأميركية اللاتينية الأخرى، علّق إدموندو غونزاليس أوروتيا، مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية - المنفي حالياً في إسبانيا والذي تدلّ كل المؤشرات على فوزه - علَّق على فوز ترمب بوصفه هو أيضاً الفائز الذي اعترفت به دول عدة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقال: «هذه إرادة الشعب الأميركي وأهمية التناوب على الحكم».

أما زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي اضطرت للتنازل عن ترشيحها لصالح غونزاليس بعدما جرّدها القضاء من حقوقها السياسية - فقد هنأت ترمب بقولها: «نعرف أنك كنت عوناً لنا دائماً، والحكومة الديمقراطية التي اختارها الشعب الفنزويلي ستكون حليفاً موثوقاً لإدارتك».

من الجانب الآخر، اختارت الحكومة الفنزويلية اليسارية التزام الحذر في تعليقها الأول على فوز ترمب، وجاء في تهنئتها البروتوكولية: «نوجه التهنئة لشعب الولايات المتحدة على هذه الانتخابات. إن فنزويلا على استعداد دائماً لإقامة علاقات مع الإدارات الأميركية في إطار الحوار والرشد والاحترام». وأضاف البيان الذي صدر عن الرئاسة الفنزويلية مستحضراً خطابه المعهود: «إن الاعتراف بسيادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها هو الأساس لقيام عالم جديد يسوده التوازن بين الدول الحرة»، في إشارة إلى المفاوضات المتعثّرة منذ سنوات بين واشنطن وكاراكاس لإيجاد مخرج من الأزمة الفنزويلية التي تمرّ اليوم بأكثر مراحلها تعقيداً. وهنا تجدر الإشارة إلى أن ترمب كان قد فرض إبان ولايته الرئاسية الأولى ما يزيد عن مائة عقوبة على فنزويلا، وانتقد بشدة قرارات إدارة بايدن برفع بعضها. غير أنه ليس واضحاً بعد كيف ستكون مقاربته لهذا الملف، خاصة، أن فنزويلا يمكن أن تساعد على تلبية الاحتياجات الأميركية من الطاقة في ظروف دولية معاكسة بسبب الحرب في أوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط.

وبما يخصّ كوبا، تحمل ولاية ترمب الثانية في البيت الأبيض معها أيضاً «سحباً سوداء» فوق كوبا التي تتوقع تشديد العقوبات والمزيد منها. وكان ترمب قد حطّم جميع الأرقام القياسية في العقوبات التي فرضها على النظام الكوبي، وأدرجها على قائمة «الدول الراعية للإرهاب»، الأمر الذي يضفي صعوبات جمّة على علاقات الدولة الكوبية المالية مع الخارج. ويلفت أن الحكومة الكوبية - حتى كتابة هذه السطور - لم تعلّق بعد على فوز دونالد ترمب بولاية ثانية.

تحمل ولاية ترمب الثانية في البيت الأبيض

معها «سحباً سوداء» فوق كوبا

التي تتوقع تشديد العقوبات

الرئيس المكسيكية الاشتراكية كلاوديا شاينباوم (رويترز)

كولومبيا تثير موضوع غزة

كولومبيا أيضاً يسود فيها الترقّب الحذر لمعرفة الوجهة التي ستسير بها العلاقات بين ترمب والرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بترو اللذين لا يجمع بينهما أي رابط شخصي أو عقائدي. بيد أن هذا لم يمنع بترو من توجيه رسالة تهنئة إلى الرئيس الأميركي العائد لعلها الأكثر صراحة في مضمونها السياسي والمواضيع التي ستتمحور حولها علاقات المعسكر التقدمي في أميركا اللاتينية مع الإدارة الأميركية اليمينية المتشددة الجديدة. وجاء في رسالة بترو: «إن السبيل الوحيد لإغلاق الحدود يمرّ عبر ازدهار بلدان الجنوب وإنهاء الحصار»، في إشارة واضحة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا وكوبا. ثم تناولت الرسالة موضوع غزة، الذي يستأثر باهتمام كبير لدى الرئيس الكولومبي، وأوردت: «الخيار التقدمي في الولايات المتحدة لا يمكن أن يقبل بالإبادة التي تتعرّض لها غزة».

باقي اليمين يرحب

في المقابل، اكتفت رئيسة البيرو، دينا بولوارتي، التي منذ سنة لا تتمتع بتأييد سوى 8 في المائة من مواطنيها، بتوجيه رسالة تهنئة «للمرشح دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الديمقراطية التي أجريت في الولايات المتحدة»، بينما غرّد دانيال نوبوا، رئيس الإكوادور اليميني الذي تشهد بلاده أزمة سياسية وأمنية عميقة منذ أشهر، على حسابه مرحباً: «مستقبل زاهر ينتظر قارتنا بفوز دونالد ترمب».

وفي تشيلي - التي يحكمها اليسار - كان أول المهنئين خوسيه أنطونيو كاست، زعيم الحزب الجمهوري اليميني المتطرف الذي يطمح للفوز في الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وفي المقلب الآخر، على الصعيد الرسمي بادر وزير الخارجية التشيلي ألبرتو فان كلافيرين إلى التهنئة المبكرة قائلاً: «نتيجة الانتخابات كانت واضحة وكاشفة على أكثر من صعيد. نقيم علاقة دولة مع الولايات المتحدة، والعلاقات هي بين الدول، ونطمح لأفضلها مع حكومة الرئيس ترمب الجديدة». أما الرئيس التشيلي اليساري غابريل بوريتش، الذي كان آخر المهنئين بين زعماء المنطقة، فجاء في رسالته: «تؤكد تشيلي التزامها توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق تنمية شاملة، واحترام حقوق الإنسان والعناية بالديمقراطية».

 

حقائق

واقع العلاقات والمخاوف في أميركا الوسطى

في أميركا الوسطى، وتحديداً السلفادور، وعلى الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط رئيسها نجيب أبو كيلة (الفلسطيني الأصل) مع دونالد ترمب، كما تَبيّن خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي المنتخب، فإن ثمة مخاوف ملموسة من التهديدات التي أطلقها ترمب خلال حملته الانتخابية بطرد جماعي للمهاجرين غير الشرعيين. للعلم، فإن ملايين من مواطني السلفادور يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، ويُشكِّلون مصدر الدعم الاقتصادي الأساسي لعائلاتهم في وطنهم الأم. وحقاً تعدّ تحويلات المهاجرين الواردة من الولايات المتحدة المحرّك الرئيسي لاقتصاد السلفادور، إذ بلغت في العام الماضي ما يزيد على 5 مليارات دولار.وراهناً، يسود الاعتقاد بين المراقبين الأميركيين اللاتينيين - على امتداد القارة - بأن دونالد ترمب، الذي استطاع خلال 8 سنوات أن يهدم المجتمع الأميركي ويعيد تشكيله على مزاجه وهواه، يشكّل اليوم - في أحسن الأحوال - مصدر قلق عميق بالنسبة لبلدان المنطقة. ويتوقع هؤلاء أن تكون التداعيات المحتملة لولايته مرهونةً بأمرين: الأول، مدى اعتماد هذه البلدان سياسياً واقتصادياً على الولايات المتحدة. والثاني، أين سيكون موقع أميركا اللاتينية بين أولويات السياسة عند الإدارة الجديدة في واشنطن.