> هناك جملة من الاتهامات موجهة صوب نقاد السينما العرب. بعضها، في الحقيقة، محق لكن معظمها محط جدال منذ عقود بعيدة.
> هناك تهمة يوجهها الجمهور صوب معظم النقاد مفادها أن النقاد يكتبون ما لا يفهمه القارئ. وهذه تهمة صحيحة بالنسبة لمن يدّعي النقد فيحاول الاستعانة بقاموس وضعه بنفسه يحتوي على كلمات مضخمة وعبارات مصطنعة تترك القارئ يبحلق في الكلمات دون فهم ويترك القراءة سريعاً لما هو أجدى.
> هناك تهمة أخرى مفادها أن الناقد بات يعمل في مؤسسات إنتاجية وهو لا يزال يدعي الحيادية. هي تهمة فعلية طبعاً انطلقت منذ أواخر الستينات عندما بدأ أحد النقاد في لبنان بقبض راتب من شركة تملك صالات مقابل أن يكتب جيداً عن أفلامها ويكتب سيئاً عن أفلام منافسيها. هذا معمول به اليوم لكن بنظام أفضل: الناقد - الموظف لدى شركة لا يكتب عن أفلامها لا الصالح منها ولا الرديء.
> في المقابل هناك حالات تستدعي الاهتمام: المخرجون العرب، في إجمالهم، يحبون الناقد الذي يعجب بأفلامهم. هو، في هذه الحالة، ناقد «كبير» وإذا كتب ضد الفيلم فهو ليس ناقداً بالمرّة.
> لا أعرف مفهوماً في الغرب يشبه هذا المفهوم. طبعاً هناك مخرجون لا يحبون النقاد لكن بصفة عامّة، في الوقت ذاته، هناك مخرجون كثيرون يعتبرون النقاد سنداً لهم في كل الحالات.
> الواقع هو أن النقد علم. علم بحد ذاته وعلم بالمكوّنات التي يتألف منها الفيلم. حال يملك هذا العلم فإن ما يقوله ويتولاه سيخلو تلقائياً من الرأي الشخصي. والناقد مخطئ إذا اعتبر أن ما يقوله مهم لأنه هو من يتولى قوله والمخرج يخطئ بدوره إذا ما اعتبر أنه فوق النقد.
المشهد: نقاد متهمون
المشهد: نقاد متهمون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة