جاهدة وهبة وعمر بشير في رحلتين إلى الأندلس وحول العالم

ضمن مهرجانات بعلبك الدولية وفي حفلين متتاليين

جاهدة وهبة  -  عمر بشير
جاهدة وهبة - عمر بشير
TT

جاهدة وهبة وعمر بشير في رحلتين إلى الأندلس وحول العالم

جاهدة وهبة  -  عمر بشير
جاهدة وهبة - عمر بشير

نفدت بطاقات حفل الفنانة جاهدة وهبة، التي تقام يوم الجمعة المقبل في القلعة التاريخية في بعلبك، قبل ثلاثة أسابيع من موعدها. والحفل تأتيه وهبة محملة بعبق الأندلس، حيث تجول بين الموشحات وتثاقف الموسيقات، مع مقطوعات من الفلامنكو، وتحيات لباكو دو لوتشيا، وكذلك المغني الإسباني كامارون، أحد رموز الغناء الإسباني. وستغني جاهدة وهبة للشاعر الأندلسي ابن غرناطة لوركا، الذي سبق أن أنشدت له.
وبدأت بروفات هذا الحفل، الذي يشارك فيه عازف العود الشهير عمر بشير وفرقته، في بودابست، وها هي البروفات الأخيرة تستكمل في بعلبك، حيث يغني في الحفل إلى جانب وهبة الإسباني ملكيور كامبس، وراقصة الفلامنكو ليا ليناريس.
ومع فرقة عمر بشير عازفون من لبنان على الآلات الوترية والهوائيات، وكذلك عازف من تونس، وآخر من بلجيكا، إضافة إلى الكورال.
ومعلوم عن جاهدة وهبة أنها قدمت بصوتها الرخيم أشهر قصائد التراث العربي، وكانت قد غنت هذا المزيج الذي سيتردد صداه في معبد باخوس المهاب، مع ملكيور، في أكبر مسارح ألمانيا.
وخصيصاً لهذه المناسبة، ستغني وهبة تحية إلى بعلبك، من شعر ميشال طراد، أدخلت عليها مقاطع من قصيدة لشارل قرم، ولحنتها بنفسها.
عيد للموشحات والتراث الأندلسي والفلامنكو في حفل تريده وهبة بهيجاً متنوعاً، تتنقل فيه بارتجالات صوتها، وارتجالات آلات عمر بشير وفرقته الماهرة، في التاريخ مجيئاً وذهاباً، في رحلة موسيقية غنائية ملونة المشارب.
كانت جاهدة وهبة قد قدمت العام الماضي، ضمن مهرجانات بعلبك أيضاً، حفلاً جالت فيه من الطرب إلى الجاز، ولاقى ترحاباً كبيراً. وهذه السنة تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أردت أن أضيء على التراث الإنساني الرفيع في الأندلس في مدينة التراث الإنساني الكبير في بعلبك».
وتضيف وهبة: «أردت برنامجي مختلفاً هذه السنة، في هذه المدينة التي هي رمز للتراث الفني، والتي احتضت أعمالاً فنية كبيرة لها علاقة بالموشحات والفلامنكو».
وسيستمع جمهور المهرجانات يوم الجمعة المقبل لقصائد من أشعار ولادة بنت المستكفي، وابن زهر، وابن عربي، وابن زريق، وكذلك الشهير ابن زيدون. «فسيفساء من الشعر والموسيقى والغناء، مع مواويل، تتداخل جميعها مع الفلامنكو»... هكذا تصف وهبة حفلها. وسيكون إلى جانب كل هذا حصة كبيرة للراقصة ليناريس، الآتية من بلاد الإيقاع والغجر في جنوب إسبانيا، حاملة عبق الحضارة والمتوارث من بهجة الجسد عبر القرون.
وكانت وهبة قد أصدرت مؤخراً ألبوماً جديداً مع الموسيقي شربل روحانا، أصبح متوفراً على المنصات الإلكترونية، حمل اسم «أرض الغجر»، وهي في بعلبك ستؤدي قطعة أو اثنتين من هذا الألبوم. وفي اليوم التالي الذي يصادف السبت المقبل، الثالث من أغسطس (آب)، تحل جاهدة وهبة ضيفة على الحفل المخصص لعازف العود عمر بشير وفرقته، الذي سيكون قد رافقها في الليلة التي سبقتها. وفي هذا الحفل الذي ينتظره عشاق آلة العود، يقدم بشير جولة في موسيقات العالم، من خلال برنامج متنوع يعزف فيه من العراق ولبنان وتركيا، وألحاناً لاتينية، ومن الهند وإسبانيا، إضافة إلى مقطوعات تأملية. وسيكون مصحوباً بفرقة من سبعة عازفين، وجوقة آلات نفخية، ويقدم مقطوعات من ألبومه الأخير. وحصل بشير مؤخراً على جائزة بلاتين من «يونيفرسال ميوزيك» تقديراً لمبيعات ألبوماته.
وجدير بالذكر أنه خلال هذا الحفل الذي تشارك فيه جاهدة وهبة في بعلبك، ستقدم لها عائلة منير بشير جائزة الراحل الموسيقار الكبير التي تحمل اسم «منير بشير للإبداع الفني»، وذلك عن «مجمل إنجازاتها وأعمالها الموسيقية المتفردة إبداعاً ورقياً ومسيرتها الفنية الأصيلة». ويأتي هذا التكريم من قبل مؤسسة «نهاوند» للاتصال الحضاري بين الشرق والغرب، ومقرها في هولندا، ويرأسها نجل الراحل الكبير الفنان عمر بشير. وقد منحت هذه الجائزة العريقة سابقاً لسيدة المقام العراقي فريدة محمد علي، واليوم تمنح «لمطربة لبنانية وملحنة مبدعة ستؤثر بعطائها الفني في الأجيال القادمة».
وللمناسبة، تحل الفنانة جاهدة وهبة ضيفة على حفل عمر بشير، وتشارك معه في أداء وارتجال حر على بعض مقطوعاته الخاصة، في ليلة يتجلى فيها عمر بشير بموسيقاه البديعة مع فرقته الآتية من أوروبا، وينضم إليها موسيقيون من لبنان ومغنٍ إسباني، حيث يستذكر الجميع واحدة من أجمل ليالي المهرجان، حين استضافت بعلبك الموسيقار منير بشير في السبعينات، واليوم يستضيف نجله في أمسية تحمل عنوان: «عود حول العالم».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.