هل ينجح أديمولا لوكمان في إثبات نفسه بعيداً عن إيفرتون؟

اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً عانى من أجل حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق

رحيل لوكمان عن إيفرتون إلى لايبزيغ يصب في مصلحة جميع الأطراف
رحيل لوكمان عن إيفرتون إلى لايبزيغ يصب في مصلحة جميع الأطراف
TT

هل ينجح أديمولا لوكمان في إثبات نفسه بعيداً عن إيفرتون؟

رحيل لوكمان عن إيفرتون إلى لايبزيغ يصب في مصلحة جميع الأطراف
رحيل لوكمان عن إيفرتون إلى لايبزيغ يصب في مصلحة جميع الأطراف

كانت بداية اللاعب الإنجليزي الشاب أديمولا لوكمان رائعة مع نادي إيفرتون؛ حيث كانت أول مشاركاته مع الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام مانشستر سيتي في المباراة التي انتهت بفوز إيفرتون برباعية نظيفة، في أثقل هزيمة للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في إنجلترا حتى الآن.
وخلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، انضم لوكمان إلى لايبزيغ الألماني مقابل 22.5 مليون جنيه إسترليني، وسط شعور بالأسف من جانب نادي إيفرتون الذي كان يمني النفس بأن يقدم اللاعب الشاب أكثر من ذلك مع الفريق. وقد انضم لوكمان، الفائز بكأس العالم مع منتخب إنجلترا تحت 20 عاما، إلى قائمة اللاعبين الإنجليز الذين تركوا الدوري الإنجليزي الممتاز وانتقلوا إلى الدوري الألماني بحثا عن مشاركة أكبر مع الفريق الأول.
لكن هذا اللاعب الواعد، الذي انضم إلى إيفرتون قادما من تشارلتون أثليتيك في يناير (كانون الثاني) 2017، لم يقدم الأداء المتوقع له مع إيفرتون. ومن المؤكد أن اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً يمكن أن يجادل بأنه لم يحصل على الفرصة المناسبة في «غوديسون بارك» لكي يثبت أنه يمتلك فنيات كبيرة. وعلى الجانب الآخر، يمكن لعدد من المديرين الفنيين الذين تولوا قيادة إيفرتون أن يزعموا أن اللاعب الشاب لم يستغل الفرص التي أتيحت له، سواء في المباريات الرسمية أو حتى في التدريبات، ومن أبرز هؤلاء المديرين الفنيين بالطبع ماركو سيلفا.
وكان الهدف الذي سجله لوكمان في الدقيقة 94 في مرمى مانشستر سيتي، والذي جاء بعد 10 أيام فقط من قدومه من دوري الدرجة الثانية، هو الهدف الوحيد الذي يسجله اللاعب بقميص إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعد تلك المباراة، لم يشارك اللاعب في التشكيلة الأساسية لإيفرتون سوى في سبع مباريات فقط. وفي جميع المسابقات، شارك اللاعب في التشكيلة الأساسية في 14 مباراة، ولعب بديلا في 34 مباراة أخرى، وهو ما يعكس عدم ثقة الكثير من المديرين الفنيين الذين لعب تحت قيادتهم - رونالد كومان وديفيد أونسورث وسام ألاردايس وأخيراً ديفيد سيلفا - بالإضافة إلى شعور اللاعب نفسه بالإحباط وعزمه على العودة إلى لايبزيغ، الذي تألق معه على سبيل الإعارة قبل موسمين.
وكان لوكمان قد قرر في يناير (كانون الثاني) 2018 الانتقال إلى لايبزيغ الألماني، متجاهلا نصيحة سام ألاردايس بالانضمام إلى ديربي كاونتي على سبيل الإعارة. ولعب لوكمان مع لايبزيغ 11 مباراة سجل خلالها خمسة أهداف وقدم مستويات جيدة أثبتت عدم صحة وجهة نظر المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي بأن اللعب في دوري مختلف وبلد يتحدث لغة مختلفة يمكن أن يعيقا تطور اللاعب. وقد أظهر لايبزيغ تصميما كبيرا على التعاقد مع لوكمان بشكل دائم في ذلك الصيف، كما رفع النادي الألماني عرضه لضم اللاعب بعد 12 شهرا، وهو ما يعد مؤشرا على أن لايبزيغ يرى أن لوكمان يمتلك قدرات وفنيات يمكن أن تساعده على التألق في الدوري الألماني الممتاز. لكن الشيء المؤكد هو أن لوكمان لم يتمكن من إظهار هذه القدرات مع إيفرتون.
لقد بذل سيلفا جهودا كبيرة لمساعدة لوكمان على تقديم أفضل ما لديه مع إيفرتون، عندما تولى قيادة الفريق خلفا لسام ألاردايس الصيف الماضي، ورفض رغبة اللاعب الشاب في الرحيل إلى لايبزيغ. وظهر اللاعب الشاب بشكل متواضع للغاية في مباراة الفريق الودية استعدادا للموسم الجديد أمام فالنسيا الإسباني في خضم الحديث عن رحيله إلى ألمانيا، لكن المدير الفني الجديد لإيفرتون لم يكن يرغب في توجيه الانتقادات للوكمان على الملأ؛ حيث قال: «لقد أخبرته هو ومجلس إدارتنا في اليوم الأول لي مع النادي بأنني أؤمن بمهاراته وبقدراته. لقد أجريت تحليلا فنيا لما يقوم به، وتيقنت أنه موهوب جدا. إنه يمثل حاضرنا ومستقبلنا. والآن، يتعين عليه أن يقاتل من أجل حجز مكان له في تشكيلة الفريق».
وعلى مدار الموسم، كاد صبر سيلفا ينفد، نظرا لأن اللاعب كان يفتقر للانضباط التكتيكي وعدم القيام بالواجبات الدفاعية على أكمل وجه، علاوة على أن سيلفا قد لمح إلى المشكلات اليومية للاعب عند سؤاله عن عدم وضع اسم لوكمان ضمن قائمة الفريق لخوض المباريات؛ حيث قال في مارس (آذار) الماضي: «ما زلت أؤمن بنسبة 100 في المائة في قدراته الفنية كلاعب كرة قدم، لكن ما أريد رؤيته هو نفس الرغبة التي كانت لديه، كل يوم لتحقيق ذلك، والوصول إلى المستوى الذي يريد أن يصل إليه والذي أعتقد أنه يمكنه أن يلعب فيه».
وكان سيلفا قد دفع بلوكمان في التشكيلة الأساسية للفريق في أربع مباريات متتالية، بدأها اللاعب بهدف وأداء مثير للإعجاب ضد لينكولن سيتي في الجولة الثالثة من كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن سيلفا فقد الثقة في لوكمان بعد خروج إيفرتون من البطولة من الجولة الرابعة أمام ميلوول. ولكي نكون منصفين فيما يتعلق بلوكمان، تجب الإشارة إلى أنه كان من المحبط أن يشارك ثيو والكوت على حسابه الموسم الماضي، على الرغم من المستوى المتواضع الذي كان يقدمه والكوت مع الفريق. وحتى عندما بدأ إيفرتون يستعيد توازنه في وقت متأخر من الموسم تحت قيادة سيلفا، فقد حدث ذلك بعد الاعتماد على ريتشارليسون في الناحية اليمنى وبيرنارد في الجهة اليسرى.
وفي النهاية، وافق إيفرتون على العرض المقدم من لايبزيغ. لقد كان لوكمان أحد التعاقدات القليلة التي قام بها المدير الفني الهولندي رونالد كومان ومدير الكرة السابق، ستيف والش، التي تمكن النادي من تحقيق أرباح مالية منها، والتي شملت أيضا نيكولا فلاسيتش وإيدريسا غانا غاي؛ حيث تم بيع فالسيتش إلى سيسكا موسكو مقابل 14 مليون جنيه إسترليني، ومن المرجح أن ينتقل غاي إلى باريس سان جيرمان قريبا، وهو ما يعني رحيل الثلاثة لاعبين عن الفريق قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
لقد تعاقد إيفرتون مع لوكمان مقابل 7.5 مليون جنيه إسترليني من تشارلتون، على أن ترتفع قيمة الصفقة إلى 11 مليون جنيه إسترليني بعد إضافة عدد من الحوافز المالية. ثم باع إيفرتون لوكمان بضعف المقابل المادي الذي اشتراه به تقريبا، رغم أن اللاعب لم يكن يشارك في تشكيلة الفريق بصفة أساسية.
وقد وصف المدير الفني السابق لتشارلتون، كارل روبينسون، لوكمان بأنه لاعب ذكي ولديه إرادة كبيرة، قائلا: «إنه يقوم بأشياء لا تتوقعها منه، كما أن تحركاته داخل الملعب مختلفة عن اللاعبين الآخرين، وهو لاعب إنجليزي صغير ورائع، فعندما يركض بالكرة ينتابك إحساس بأن شيء ما سيحدث». قد يكون هذا صحيحا رغم المشكلات التي يعاني منها اللاعب فيما يتعلق بالانضباط الخططي والتكتيكي والالتزام بالواجبات الدفاعية، لكن الشيء المؤكد هو أن رحيل لوكمان عن إيفرتون إلى لايبزيغ يصب في مصلحة جميع الأطراف.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».