تضاعف دخل الفرد أبرز عناوين عهد محمد السادس

شهد خفض تبعية الاقتصاد لتقلبات المناخ وتقليص الفقر

ميناء طنجة المتوسط في مرحلته الأولى (ماب)
ميناء طنجة المتوسط في مرحلته الأولى (ماب)
TT

تضاعف دخل الفرد أبرز عناوين عهد محمد السادس

ميناء طنجة المتوسط في مرحلته الأولى (ماب)
ميناء طنجة المتوسط في مرحلته الأولى (ماب)

تضاعف الدخل الوطني المتاح للفرد في المغرب، في ظرف 20 سنة من حكم الملك محمد السادس، من 16568 درهماً (1744 دولاراً) في 2001 إلى 32871 درهماً (3460 دولاراً) في 2018، ما انعكس على مستوى عيش المغاربة، ومكّن من تقليص مؤشر الفقر من 16 في المائة في بداية الألفية إلى مستوى 4.8 في المائة خلال آخر تعداد شامل للسكان في سنة 2014.
في موازاة ذلك، تراجع معدل البطالة من 13.4 في المائة في سنة 2000 إلى نحو 9.8 في المائة في 2018، وانخفض عدد العاطلين من 1.37 مليون شخص إلى 1.16 مليون شخص في الفترة نفسها، في وقت ارتفع فيه عدد سكان البلاد من 27 مليون إلى 35.5 مليون شخص. وتراجع معدل البطالة بشكل خاص في المدن من 21.4 في المائة إلى 14.2 في المائة خلال هذه الفترة، كما نزل متوسط البطالة وسط الشباب حاملي الشهادات الجامعية من 28 في المائة إلى 17 في المائة. وتمكن المغرب، خلال هذه الفترة، من تقليص ارتباط معدل نموه الاقتصادي بتقلبات الطقس، وهو ما ازدادت حدته مع ظاهرة تغير المناخ، وذلك عبر اعتماد مجموعة من المخططات القطاعية؛ أبرزها «المخطط الأخضر» للنهوض بالفلاحة، ومخطط «إقلاع» للتنمية الصناعية الذي جرى تمديده بمخطط التسريع الصناعي، ومخططات التنمية السياحية وعصرنة قطاع الحرف والصناعات التقليدية والنهوض بالواحات والمنتجات المجالية.
ورغم النتائج العامة التي حققتها هذه المخططات، خصوصاً على مستوى مؤشرات التنمية البشرية؛ من تقليص معدلات الفقر والبطالة، فإن العاهل المغربي عبر عن عدم رضاه عن أداء هذه السياسات على مستوى تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية. ودعا إلى فتح ورش وطنية للتفكير بتحيين النموذج التنموي المغربي من أجل نتائج أعمق من حيث الوقع الاجتماعي والأثر على مستوى معدلات النمو.

مخطط أخضر
تشير إحصاءات مندوبية التخطيط المغربية إلى أن كل زيادة في معدل النمو الاقتصادي في المغرب بنسبة 1 في المائة تؤدي إلى انخفاض معدل الفقر بنسبة 3.6 في المائة، غير أن انخفاض معدل النمو بنسبة 1 في المائة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر بنحو 8.4 في المائة. ويضفي استمرار ارتباط معدل النمو الاقتصادي بالإنتاج الزراعي المتذبذب، وفقاً لأحوال الطقس، طيفاً من الهشاشة على النتائج المحرزة. ويهدف المخطط الأخضر للفلاحة في نسخته الأولى التي شارفت على نهايتها إلى الحد من هذا الارتباط.
قبل انطلاق «المخطط الأخضر» كان معدل النمو الاقتصادي في المغرب يرتفع إلى أزيد من 4 في المائة، عندما تكون الظروف المناخية ملائمة والمحاصيل الزراعية جيدة، غير أنه كان ينزل تحت الصفر عندما يضرب الجفاف. وبعد 10 سنوات من تنفيذ «المخطط الأخضر» الذي أطلقه الملك محمد السادس في 2008، تقلص ارتباط النمو الاقتصادي بالفلاحة بشكل ملحوظ. وأصبح معدل النمو الاقتصادي يناهز 4 في المائة عندما تكون المحاصيل الزراعية جيدة، ويبقى في حدود 2.5 إلى 3 في المائة عندما تكون الظروف المناخية غير ملائمة.
قام «المخطط الأخضر» على مقاربة مزدوجة لتنمية الفلاحة، إذ وُجّه جانب منه نحو الفلاحة العصرية والضيعات الكبرى، والجانب الثاني نحو الفلاحة التضامنية ودعم الفلاحين الصغار والتعاونيات والنساء القرويات. وبلغت الاستثمارات الإجمالية في قطاع الزراعة المغربي خلال السنوات العشر الماضية التي نفذ فيها هذا المخطط، 108 مليارات درهم (11.5 مليار دولار)، ساهمت فيها الحكومة بحصة 38 في المائة والقطاع الخاص بحصة 62 في المائة. كما تم توزيع 303 آلاف هكتار إضافية من أملاك الدولة على الفلاحين الصغار، استفاد منها 21 ألف فلاح. ووجهت الحكومة الاستثمار الفلاحي، عن طريق الدعم والتحفيزات، نحو الأنشطة الزراعية الأقل ارتباطاً بالتقلبات المناخية، وطورت برنامجاً خاصاً لدعم تجهيز الضيعات بوسائل الري العصرية.
ومكّن «المخطط الأخضر» من زيادة الإنتاج الداخلي الخام للقطاع الزراعي إلى 125.4 مليار درهم (13.2 مليار دولار) في 2018، مقابل 70 مليار درهم (7.5 مليار دولار) في 2008، وارتفعت حصته من الناتج الخام الداخلي الإجمالي للاقتصاد المغربي من 7 في المائة إلى 17.3 في المائة خلال هذه الفترة.

الإقلاع الصناعي
بالموازاة مع النهوض بالفلاحة، شكلت الصناعة الرهان الثاني للمغرب في مواجهة تحديات النمو والبطالة. وعلى مدى العقدين الأخيرين نهج المغرب سلسلة من المخططات الرامية إلى تطوير قطاعاته الصناعية التقليدية (النسيج والألبسة والصناعات الغذائية)، واستكشاف وتطوير صناعات جديدة تحت عنوان المهن الدولية للمغرب (صناعة السيارات والطائرات والإلكترونيات وترحيل الخدمات)، والتي تهدف إلى ربط الاقتصاد المغربي بسلاسل الإنتاج الصناعي العالمية، وتعزيز دوره كقاعدة للإنتاج والتصدير بالنسبة للمستثمرين العالميين.
في سياق ذلك، أطلق المغرب إصلاحات عدة بهدف تحسين جاذبيته للاستثمارات، مكّنت من نقل تصنيفه في سلم ممارسة الأعمال الذي يصدره البنك الدولي إلى المرتبة 60 حالياً، بعد أن كان في المرتبة 128 قبل 20 عاماً. وحدد المغرب كهدف بلوغ المرتبة 50 في سنة 2021، وذلك عبر اتخاذ مجموعة من التدابير الإصلاحية الجديدة بهدف تحسين مناخ الأعمال. وشكّل قطاع صناعة السيارات أبرز نموذج لنجاح هذه الاختيارات، فتحول في ظرف وجيز إلى أول قطاع مصدر في البلاد، بعد أن كان المغرب مستورداً للسيارات. وبلغ عدد فرص العمل الجديدة التي خلقها قطاع صناعة السيارات في المغرب بين 2014 و2018 نحو 117 ألف وظيفة، مثلت 29 في المائة من إجمالي الفرص التي أحدثها الاقتصاد المغربي خلال هذه الفترة.
وعلى غرار صناعة السيارات، عزز المغرب موقعه في العديد من الفروع الصناعية الأخرى، معتمداً في هذا الصدد سياسة صناعية تتمحور حول إنشاء منظومات إنتاج متكاملة. واستعادت الصناعة المغربية مكانتها بعد الأفول الذي عرفته خلال التسعينيات مع اكتساح المنافسة الصينية لمجالاتها التقليدية كالنسيج والألبسة. وعرفت الصادرات الصناعية خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية، إذ ارتفعت إلى 240 مليار درهم (25.3 مليار دولار) في 2018 مقابل 161 مليار درهم (17 مليار دولار) في 2013. وواكبت مخططات التطوير الصناعي برامج خاصة لتكوين وتأهيل العمالة بشراكة وثيقة مع القطاع الخاص والمهنيين. وجرى في هذا الإطار إنشاء مراكز تكوين وتدريب خاصة بكل قطاع، والتي يشرف مهنيو القطاع أنفسهم على تدبيرها وتحديد مناهجها وتوجهاتها حسب الحاجيات الحالية والمستقبلية للقطاعات الصناعية المعنية.

الطاقات المتجددة
منذ إطلاق الملك محمد السادس للمخطط المغربي للطاقة الشمسية في 2009، ومخطط طاقة الرياح بطنجة في 2010، قطع المغرب أشواطاً كبيرة من خلال المشروعات الضخمة التي أنجزها في هذا المجال. ففي نهاية 2018 بلغت حصة الطاقات المتجددة في القدرة المنشأة لإنتاج الكهرباء 34 في المائة، مقتربة من هدف 41 في المائة الذي حدده المخطط في أفق 2021، قبل رفعه إلى 51 في المائة في أفق 2030.
ويسعى المغرب من خلال التوجه صوب الطاقات المتجددة إلى تحقيق أهداف عدة؛ أهمها التخفيف من التبعية لاستيراد الطاقة باعتباره لا يتوافر على ثروات نفطية، مع ما يترتب على هذه التبعية من استنزاف للعملة الصعبة، وتعرض الاقتصاد لمخاطر تقلبات أسعار النفط، إضافة إلى الوفاء بالتزامات المغرب بأهداف التنمية المستدامة.
وحسب جرد لوزارة الطاقة والمعادن، يجري حالياً تنفيذ مشروعات استثمارية في مجال الطاقة بقيمة تناهز 130 مليار درهم (13.7 مليار دولار)، جلها في مجال الطاقات المتجددة (الشمسية والرياح والمائية)، إضافة إلى مخطط الغاز الطبيعي.

جسر لأفريقيا
منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، طور المغرب سياسة اقتصادية خاصة تجاه أفريقيا تهدف إلى ربط الاقتصاد المغربي بالاقتصاد الأفريقي في إطار بناء التنمية والازدهار المشترك، وجعل المغرب بوابة وجسراً بين العالم والقارة الأفريقية.
في سياق ذلك، طوّر المغرب مشروعات كبرى في مجال البنيات التحتية؛ أبرزها ميناء طنجة المتوسط الضخم الذي تناهز قدرته الاستيعابية، بعد تدشين شطره الثاني من طرف ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن قبل أسابيع، زهاء 9 ملايين صندوق حديدي، ليحتل بذلك المرتبة الأولى كأكبر ميناء أفريقياً ومتوسطياً.
وشجع نجاح الشطر الأول للميناء، الذي بلغ في ظرف سنوات قليلة طاقته القصوى بمعالجة 3 ملايين صندوق حديدي في السنة، على توسعة ميناء طنجة المتوسط، وإطلاق مشروع مماثل في مدينة الداخلة بأقصى جنوب المغرب، على بعد نحو 2000 كيلومتر من طنجة المتوسط الذي يوجد في أقصى شمال البلاد. وسيوجه هذا المشروع الجديد، الذي يوجد في طور الإنجاز إلى خدمة غرب أفريقيا.
وفي التوجه نفسه، يندرج مشروع القطب المالي للدار البيضاء الذي يجري إنشاؤه في الموقع الذي كان يحتله مطار آنفا التاريخي وسط المدينة. ويهدف إلى إنشاء مركز مالي عالمي موجه لربط أفريقيا بالعالم، عبر اجتذاب مقار العمليات الإقليمية للشركات العالمية ذات التوجه الأفريقي. وحتى الآن استقطب المشروع 185 شركة دولية، وهو لا يزال في طور الإنشاء إذ يرتقب أن يدشن برجه الأول قريباً، فيما انطلقت أشغال بناء برجه الثاني.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم