الأحزاب العربية الأربعة في إسرائيل تكمل مشروع إعادة «القائمة المشتركة»

TT

الأحزاب العربية الأربعة في إسرائيل تكمل مشروع إعادة «القائمة المشتركة»

بعد مخاض طويل والشعور بأن الناخبين العرب (من فلسطينيي 48) عاقبوا قياداتهم في الانتخابات الأخيرة، اكتملت الجهود لتوحيد صفوف الأحزاب العربية الوطنية، وخوض الانتخابات القادمة في 17 سبتمبر (أيلول) القادم، في إطار «القائمة المشتركة».
وقد اتفقت هذه الأحزاب على أن الانتخابات القريبة تشكل فرصة للتخلص من حكم أحزاب اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، وأن عليها أن تساهم بذلك وتمنع ضياع الأصوات العربية واليسارية هباء.
وكانت هذه الأحزاب قد أقامت القائمة المشتركة عشية انتخابات 2015، وحصلت على 13 مقعداً من مجموع 120، وأصبحت القوة الكتلة الثالثة الأكبر في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). واعتبر ذلك مكسباً هائلاً نسبياً. لكن الخلافات دبت بين الأحزاب على ترتيب المقاعد، وتفككت القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة، وخاضت الأحزاب الانتخابات في قائمتين متنافستين. وترك هذا التصرف أثراً قاسياً لدى الجمهور، فانخفضت نسبة التصويت من 64 في المائة إلى 49 في المائة، وانخفض التمثيل إلى 10 مقاعد: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والعربية للتغيير، 6 مقاعد، والحركة الإسلامية، والتجمع الوطني، 4 مقاعد.
ومن باب تعلم الدرس والاستفادة من الأخطاء، قررت الأحزاب الأربعة إعادة تشكيل القائمة المشتركة من جديد. واتفقت ثلاثة أحزاب منها على صيغة الوحدة في نهاية الأسبوع، وانضم حزب التجمع الوطني، أمس الاثنين، إلى هذا التحالف ليكتمل البناء. وقد عقد قادة حزب التجمع، أمس الاثنين، مؤتمراً صحافياً في مقر الحزب في مدينة الناصرة، وأعلنوا انضمامهم رغم الشعور بأنهم مغبونون في توزيع المقاعد، مؤكدين أنهم يغلبون المصلحة العامة.
وأكدت مصادر أن قرار الحزب الانضمام إلى القائمة المشتركة اتخذ وسط خلافات شديدة داخل الحزب، وبعد استقالة المكتب السياسي، وانسحاب بعض القادة من الحزب.
المعروف أن المواطنين العرب في إسرائيل يشكلون نحو 19 في المائة من السكان، و15 في المائة من الناخبين، ولو شاركوا في التصويت بنسبة عالية مثل اليهود لكانوا أدخلوا 18 نائباً، ولكان لهم موقف حاسم في تركيبة الحكومات الإسرائيلية. وتسود قيادتهم السياسية خلافات بشأن التعاطي مع الحكومة؛ حيث نما في صفوفهم تيار ينشد خوض مفاوضات مع الأحزاب اليهودية الكبرى، لإقامة تحالفات تعزز مكانتهم وتجعلهم مؤثرين. ولكن هذا التيار الذي يلقى شعبية واسعة في المجتمع، يواجه بمعارضة شديدة من بعض القوى السياسية.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.