شيع مئات الفلسطينيين، أمس، جثمان شاب قتل الليلة الماضية برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد ساعات من إصابته خلال احتجاجات مسيرات العودة. وجرت مراسم التشييع في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث يتحدر الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، وسط عبارات غاضبة وأخرى تدعو للانتقام لدمائه. وجرى لف الجثمان بالعلم الفلسطيني، وهو تقليد متبع في جنازات القتلى الفلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، وفاة الشاب متأثراً بإصابته خلال الاحتجاجات الأسبوعية التي تجري كل جمعة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
وكانت الوزارة قد ذكرت أن 36 متظاهراً أصيبوا في الاحتجاجات، بينهم 24 بالرصاص الحي، والبقية بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز، فيما تم استهداف سيارة إسعاف بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط شرق غزة. وجرت أول من أمس احتجاجات الجمعة رقم 68 من مسيرات العودة، تحت شعار «لاجئي لبنان»، تضامناً معهم في مواجهة حملة حكومية لبنانية يقول الفلسطينيون إنها تضيق على عمل اللاجئين الفلسطينيين. وتتواصل مسيرات العودة منذ مارس (آذار) 2018، وقتل فيها أكثر من 300 فلسطيني في مواجهات أسبوعية مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت متحدثة عسكرية إن قوات الجيش الإسرائيلي ردت بوسائل لتفريق أعمال الشغب، وأطلقت النار وفقاً للإجراءات المتبعة خلال العمليات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينياً قُتل، كما أصيب 40 آخرون، طوال يوم الجمعة.
وكان هذا أول قتيل يسقط منذ بضعة أسابيع، مع بذل مصر وقطر والأمم المتحدة جهوداً للحفاظ على هدوء الحدود.
وتطالب المسيرات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً، واستدعت تدخلات من مصر وقطر والأمم المتحدة لإنهاء جولات من التوتر العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وأكدت هيئة مسيرات العودة، في بيان ختامي لاحتجاجات أمس، استمرار المسيرات في قطاع غزة، وتطلعها إلى انتقالها لساحات الوجود الفلسطيني كافة. وانتقد مسؤولون في الهيئة المشكلة من فصائل وجهات أهلية وحقوقية ما اعتبروه «مماطلة» إسرائيل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بوساطة مصرية لتعزيز تفاهمات التهدئة.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن جنوده فتحوا النار على متظاهرين عمدوا إلى العنف، بعدما استخدم الجنود في بادئ الأمر «وسائل تفريق أعمال الشغب». وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «نحو 5500 من مثيري الشغب والمتظاهرين تجمعوا قرب السياج» الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وأضافت أن المتظاهرين ألقوا قنابل وعبوات متفجرة، وحاولوا الاقتراب من السياج. وقتل 296 فلسطينياً على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة في نهاية مارس (آذار) 2018، معظمهم في احتجاجات، والآخرون في ضربات جوية أو قصف دبابات.
كما قتل 7 إسرائيليين في الفترة نفسها. وتفرض إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من 10 أعوام. وخاضت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة 3 حروب منذ عام 2008.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فتى من حي آل عبيد في بلدة العيسوية، شرق مدينة القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت حوش عبيد، واعتقلت الفتى نايف وسيم عبيد (17 عاماً) من منزله، واقتادته إلى أحد مراكز التوقيف والتحقيق التابعة لها. كما دخل 3 أسرى من محافظة جنين، أمس، أعواماً جديدة في الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وذكر مدير نادي الأسير في جنين، منتصر سمور، أن الأسير أحمد مصطفى أحمد شيباني من بلدة عرابة بمحافظة جنين دخل عامه الـ17، وهو محكوم مدى الحياة، والأسير يوسف نمر محمد أبو قنديل من مخيم جنين دخل عامه الـ16 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو محكوم مدى الحياة، والأسير عبد الرحمن أمين عبد الرحمن فرحات من مخيم جنين دخل عامه الـ14 والأخير.
تشييع جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة
36 متظاهراً أصيبوا في الاحتجاجات بينهم 24 بالرصاص الحي

موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)
تشييع جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة

موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة