تشييع جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة

36 متظاهراً أصيبوا في الاحتجاجات بينهم 24 بالرصاص الحي

موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)
موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

تشييع جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة

موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)
موكب تشييع الشهيد أحمد القرا في جنوب غزة أمس (إ.ب.أ)

شيع مئات الفلسطينيين، أمس، جثمان شاب قتل الليلة الماضية برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد ساعات من إصابته خلال احتجاجات مسيرات العودة. وجرت مراسم التشييع في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث يتحدر الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، وسط عبارات غاضبة وأخرى تدعو للانتقام لدمائه. وجرى لف الجثمان بالعلم الفلسطيني، وهو تقليد متبع في جنازات القتلى الفلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، وفاة الشاب متأثراً بإصابته خلال الاحتجاجات الأسبوعية التي تجري كل جمعة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
وكانت الوزارة قد ذكرت أن 36 متظاهراً أصيبوا في الاحتجاجات، بينهم 24 بالرصاص الحي، والبقية بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز، فيما تم استهداف سيارة إسعاف بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط شرق غزة. وجرت أول من أمس احتجاجات الجمعة رقم 68 من مسيرات العودة، تحت شعار «لاجئي لبنان»، تضامناً معهم في مواجهة حملة حكومية لبنانية يقول الفلسطينيون إنها تضيق على عمل اللاجئين الفلسطينيين. وتتواصل مسيرات العودة منذ مارس (آذار) 2018، وقتل فيها أكثر من 300 فلسطيني في مواجهات أسبوعية مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت متحدثة عسكرية إن قوات الجيش الإسرائيلي ردت بوسائل لتفريق أعمال الشغب، وأطلقت النار وفقاً للإجراءات المتبعة خلال العمليات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينياً قُتل، كما أصيب 40 آخرون، طوال يوم الجمعة.
وكان هذا أول قتيل يسقط منذ بضعة أسابيع، مع بذل مصر وقطر والأمم المتحدة جهوداً للحفاظ على هدوء الحدود.
وتطالب المسيرات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً، واستدعت تدخلات من مصر وقطر والأمم المتحدة لإنهاء جولات من التوتر العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وأكدت هيئة مسيرات العودة، في بيان ختامي لاحتجاجات أمس، استمرار المسيرات في قطاع غزة، وتطلعها إلى انتقالها لساحات الوجود الفلسطيني كافة. وانتقد مسؤولون في الهيئة المشكلة من فصائل وجهات أهلية وحقوقية ما اعتبروه «مماطلة» إسرائيل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بوساطة مصرية لتعزيز تفاهمات التهدئة.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن جنوده فتحوا النار على متظاهرين عمدوا إلى العنف، بعدما استخدم الجنود في بادئ الأمر «وسائل تفريق أعمال الشغب». وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «نحو 5500 من مثيري الشغب والمتظاهرين تجمعوا قرب السياج» الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وأضافت أن المتظاهرين ألقوا قنابل وعبوات متفجرة، وحاولوا الاقتراب من السياج. وقتل 296 فلسطينياً على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة في نهاية مارس (آذار) 2018، معظمهم في احتجاجات، والآخرون في ضربات جوية أو قصف دبابات.
كما قتل 7 إسرائيليين في الفترة نفسها. وتفرض إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من 10 أعوام. وخاضت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة 3 حروب منذ عام 2008.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فتى من حي آل عبيد في بلدة العيسوية، شرق مدينة القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت حوش عبيد، واعتقلت الفتى نايف وسيم عبيد (17 عاماً) من منزله، واقتادته إلى أحد مراكز التوقيف والتحقيق التابعة لها. كما دخل 3 أسرى من محافظة جنين، أمس، أعواماً جديدة في الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وذكر مدير نادي الأسير في جنين، منتصر سمور، أن الأسير أحمد مصطفى أحمد شيباني من بلدة عرابة بمحافظة جنين دخل عامه الـ17، وهو محكوم مدى الحياة، والأسير يوسف نمر محمد أبو قنديل من مخيم جنين دخل عامه الـ16 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو محكوم مدى الحياة، والأسير عبد الرحمن أمين عبد الرحمن فرحات من مخيم جنين دخل عامه الـ14 والأخير.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.