الجزائر: انشقاق في صفوف «فريق الـ6» المحاور بعد انتقاد أعضائه

حدود صلاحيات بن صالح تمنعه من التصرف في مصير معتقلي الرأي

TT

الجزائر: انشقاق في صفوف «فريق الـ6» المحاور بعد انتقاد أعضائه

شهد «فريق الشخصيات الـ6» التي تدير الحوار بين السلطة الانتقالية والحراك الشعبي في الجزائر، أمس، تصدعاً إثر انسحاب النقابي عبد الوهاب بن جلول من الفريق، بعد تلقيه انتقادات شديدة من طرف المتظاهرين.
ونُقل عن بن جلول أنه تعرض لضغط شديد من طرف أقاربه وزملائه في قطاع التعليم، وأنهم عاتبوه على «الانخراط في مخطط للسلطة يهدف إلى الالتفاف على الحراك». ويعد بن جلول قيادياً في «حركة البناء الوطني» الإسلامية، التي تدعم مسعى بن صالح بخصوص الحوار. وقد تم اقتراحه لعضوية «فريق الشخصيات» من طرف رئيس البرلمان الجديد سليمان شنين، حسب برلمانيين.
كما واجهت خبيرة القانون الدستوري فتيحة بن عبو لوماً شديداً، بعد أن صرحت لوسائل الإعلام بأن بن صالح «استقبلنا بطريقة جيدة وقد ابتهجنا لذلك، وأخبرنا باستحالة تلبية بعض مطالبنا لأن صلاحياته الدستورية لا تسمح».
ومن المطالب التي لا يمكن لبن صالح أن يتعهد بالتكفل بها، إطلاق سراح من يتابعهم الجيش بتهم «التآمر على المؤسسة العسكرية»، و«إضعاف معنويات الجيش»، وهما بالأساس رجل الثورة لخضر بورقعة، ومرشحة رئاسية 2014 لويزة حنون. زيادة على عشرات النشطاء الذين اعتُقلوا بسبب هجومهم على قائد الجيش، في شبكة التواصل الاجتماعي وفي مظاهرات الجمعة.
وبث ناشطون بالحراك، أمس، فيديو للخبير الاقتصادي إسماعيل لالماص، وهو عضو بالفريق، وهو يهرول في أحد فضاءات الاحتجاج الشعبي بالعاصمة، بينما يلاحقه متظاهرون ساخطون عليه بسبب الاجتماع، الذي شارك فيه مع بن صالح، الخميس الماضي. وخاطب الخبير منتقديه عبر حسابه بـ«فيسبوك»، مدافعاً عن نفسه، بأنه «لم يبع ولم يشترِ... وكل ما في الأمر هو أننا رفعنا مطالب الحراك إلى سلطات البلاد... صحيح لم يكلفنا أحد بذلك، ولسنا ناطقين باسم المتظاهرين. لكننا تحركنا بدافع الخوف على مستقبل بلدنا، وعلى كل حال، لم نتفاوض حول أي شيء مع بن صالح، وإذا رفضت السلطة تلبية مطالب الحراك سنحل الفريق وننسحب من الحوار».
من جانبه، أعلن أستاذ علم الاجتماع ناصر جابي، أن الرئاسة دعته ضمن الفريق لحضور اجتماع الخميس، لكنه قال إنه رفض بعد أن وافق مبدئياً بسبب تحفظه على وجود أشخاص بالفريق، لم يذكرهم. كما قال إنه اتفق مع المتحدث باسم الفريق كريم يونس على إعداد ورقة طريق خاصة بأعضائه حول الخروج من الأزمة، قبل لقاء بن صالح. مشيراً إلى أنه فوجئ بتحديد تاريخ اللقاء قبل صياغة الورقة، الأمر الذي لم يعجبه، على حد قوله.
من جهته، أبدى عبد الرزاق مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، تفاؤلاً بنتائج الحراك بعد أكثر من 5 أشهر من انطلاقه. فقد تحققت، حسبه، «صناعة المواطن الجزائري الجديد، الذي صار يهتم بالشأن العام، ويطالب بالتغيير بالأساليب السلمية الحضارية التي أدهشت العالم، ويتحمل اختلاف الأفكار والتوجهات، التي تسير جنباً إلى جنب في شوارع مختلف المدن الجزائرية. وتم فضح فقاعة الانتهازية والزبونية على مستوى الأحزاب والمنظمات والشخصيات».
وحسب مقري فقد «تم تحرير الأحزاب والمنظمات والشخصيات، التي كانت تحت السيطرة، سواء التي ظلت تقاوم وتحملت العبء، أو التي اضطرت إلى السكوت والمداراة، وتحرير وسائل الإعلام، حيث انطلقت تؤدي مهامها دون ابتزاز ولا تهديد، تتنافس في إطار المهنية لتقديم أحسن الخدمة». مشيراً إلى أن «موقف المؤسسة العسكرية من الأحداث كان كبيراً، إذ قررت قيادتها الوقوف مع الحراك والعمل على تسهيل الوصول إلى تحقيق أهدافه».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.