محتجون يهتفون «الحرية لهونغ كونغ» يتجمعون عند مطار المدينة

متظاهرون يتجمعون في مطار هونغ كونغ (إ.ب.أ)
متظاهرون يتجمعون في مطار هونغ كونغ (إ.ب.أ)
TT

محتجون يهتفون «الحرية لهونغ كونغ» يتجمعون عند مطار المدينة

متظاهرون يتجمعون في مطار هونغ كونغ (إ.ب.أ)
متظاهرون يتجمعون في مطار هونغ كونغ (إ.ب.أ)

تجمع مئات عدة من المتظاهرين الداعين للديمقراطية في هونغ كونغ عند مطار المدينة، اليوم (الجمعة)، في الوقت الذي نصحت فيه سنغافورة المجاورة مواطنيها بتجنب بعض المناطق هناك، بحسب وكالة «رويترز».
وحمل بعض المتظاهرين، الذين كانوا يرتدون خوذات ويجلسون على الأرض داخل قاعة الوصول في المطار، لافتات تطالب الحكومة بسحب قانون تسليم المتهين إلى الصين نهائياً، في حين ترددت أصداء هتاف «الحرية لهونغ كونغ» في جنبات المبنى.
ونفت سلطات المطار تأثر الرحلات، إلا أنها نصحت المسافرين بالحضور مبكراً قبل رحلاتهم تفادياً لحدوث أي عرقلة محتملة.
وتعتزم الحركة الاحتجاجية في هونغ كونغ الخروج إلى الشوارع مجدداً غداً (السبت)، رغم الحظر الذي تفرضه الشرطة.
ومن المقرر أن تبدأ مسيرة غداً في حي «يوين لونغ» بهونغ كونغ، حيث تعرّض متظاهرون مناهضون للحكومة لهجمات شنّها معتدون أثناء عودتهم إلى منازلهم مطلع الأسبوع الماضي.
وأظهرت مقاطع فيديو رجالاً يرتدون قمصاناً بيضاء اللون وأقنعة، وهم يهاجمون المتظاهرين بعصي حديدية وهراوات خاصة في «يوين لونغ» وفي القطارات. وأسفر الهجوم عن تعرض 45 شخصاً لإصابات خطيرة.
وأوضح المحتجون، أن عصابات مستأجرة من المنطقة المحلية تتحمل مسؤولية الهجمات، واتهموا الشرطة بعدم توفير الحماية لهم.
وحظرت دائرة شرطة هونغ كونغ احتجاجات السبت على أساس أنها قد تؤدي إلى أعمال شغب. ورغم ذلك، ما زال المحتجون يدعون المواطنين اليوم إلى الحضور إلى «يوين لونغ» عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وتمر هونغ كونغ، التي كانت في السابق مستعمرة بريطانية قبل أن تعود إلى حكم الصين عام 1997، بأسوأ أزمة سياسية منذ عقود، بعد شهرين من احتجاجات تصاعدت فيها حدة العنف، واعتبرت واحدة من أقوى التحديات الشعبية التي تواجه الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ توليه السلطة.
وما جاء في البداية كرد فعل غاضب على مشروع قانون التسليم الذي جرى تعليقه بالفعل والذي كان سيسمح بتسليم المتهمين إلى البر الرئيسي الصيني لمحاكمتهم، أصبح يتضمن الآن مطالبات باستقالة الرئيسة التنفيذية للمدينة كاري لام.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.