كيف ستبدو منازلنا «الذكية» بعد 10 سنوات؟

«المنازل الذكية»  تعتمد على تقنية «إنترنت الأشياء» (أرشيف - أ.ف.ب)
«المنازل الذكية» تعتمد على تقنية «إنترنت الأشياء» (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

كيف ستبدو منازلنا «الذكية» بعد 10 سنوات؟

«المنازل الذكية»  تعتمد على تقنية «إنترنت الأشياء» (أرشيف - أ.ف.ب)
«المنازل الذكية» تعتمد على تقنية «إنترنت الأشياء» (أرشيف - أ.ف.ب)

في ظلّ التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم هذه الأيام، لم يعد الأشخاص يستطيعون توقع الجديد في عالم التكنولوجيا والذكاء الصناعي، فقد أصبحت الشركات التقنية تتفنن في اختراع وتطوير أجهزة ذكية تلبي للشخص احتياجاته بكبسة زر.
وانتشر مؤخراً مصطلح «المنازل الذكية»، وهي تلك المنازل التي تعتمد على تقنية «إنترنت الأشياء»، ما يعني أن كل الأجهزة الموجودة بالمنزل تكون متصلة ببعضها البعض وبالإنترنت، حيث تجمع البيانات وتشاركها فيما بينها. وتتيح هذه التقنية للشخص التحكم في أي جهاز في منزله عن بُعد عبر الإنترنت.
وبحسب مجلة «تايم» الأميركية يقول الخبراء إنه بعد 10 أعوام من الآن، ستتطور المنازل الذكية بشكل كبير وستتمكن من توقع احتياجات أصحابها أو شاغليها وتلبيتها حتى دون طلب منهم.
فعلى سبيل المثال، ستتمكن أجهزة الذكاء الصناعي من معرفة الموسيقى التي يرغب الشخص في سماعها في وقت معين من اليوم وتقوم بتشغيلها له، وكذلك ستقوم ساعة الشخص بفحص جدول مهامه اليومية وإعادة ضبط المنبه يوميا حسب هذا الجدول.
وعند استيقاظ الشخص من النوم سيتمّ تحضير حوض الاستحمام وتعبئته بالماء الذي يناسب حرارة جسم الشخص.
بالإضافة إلى ذلك، ستقوم أجهزة الاستشعار الموجودة في الحمامات بإجراء مسح لفضلات الشخص للتحقق من عدم وجود علامات لأي أمراض أو مشكلات صحية بها، كما ستجري هذه الأجهزة فحصاً سريعاً لجسد الشخص أثناء استحمامه.
وقد قدمت إحدى الشركات براءة اختراع لمرآة تهدف إلى مراقبة صحة المستخدمين عن طريق تحليل شكل بشرتهم.
وفي حال اكتشاف أي علامات لمرض وشيك، سيتم إحضار الدواء المناسب للشخص تلقائياً إلى المنزل بواسطة طائرة «درون».
وستقوم الأجهزة الذكية أيضاً بفحص المياه الموجودة بالمنزل تلقائياً للتأكُّد من خلوها من الآفات وتنبيه المالك من أي مشكلات محتملة.
وفي حال كثرة بحث الشخص في ثلاجته عن أكلات غير صحية ستقترح الكاميرات وأجهزة الاستشعار المضمّنة في هذه الثلاجة بدائل صحية لهذه الأكلات.
ليس ذلك وحسب، بل ستساعد الروبوتات الأشخاص في الطهي وتنظيف المنزل، حيث تعمل شركة «إنفيديا» التكنولوجية على تطوير ذراع آلية ذكية يمكنها أن تعمل كطباخ في المنزل حيث تقوم بطهي الطعام وتنظيف المطبخ بعد ذلك. وأشارت الشركة إلى أن ذلك قد يكون مفيداً بشكل خاص للأشخاص المشغولين أو المستخدمين المعاقين.
بالإضافة على ذلك، تعمل شركة «أيكيا» للأثاث بالتعاون مع شركة «أورا ليفينغ» للمفروشات على تطوير نوع جديد من الأثاث «الذكي» يتمّ تغيير شكله ووظيفته حسب طلب المستخدم، فعلى سبيل المثال قد يتغير السرير إلى مكتب وخزانة الملابس إلى منضدة، حسب رغبة الشخص.
وستساعد أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت بمساعدة الشخص على مراقبة منزله أينما كان. وفي حال إغلاق الشخص للتلفزيون سيُطوى ذاتياً توفيراً للمساحة التي يشغلها.
أما في حال رغبة الشخص في الاستجمام والابتعاد عن زخم التكنولوجيا والإنترنت، فيمكنه الجلوس في غرفة أطلق عليها المصنعون اسم «الغرفة الخالية من التكنولوجيا»، وهي غرفة خاصة غير متصلة بالإنترنت ستتضمنها تلك المنازل.
وتتوقع شركة «إيه بي آي للاستشارات» أن تبلغ تكلفة استخدام تقنية «إنترنت الأشياء» في هذه المنازل الذكية المستقبلية نحو 123 مليار دولار بحلول عام 2021، مشيرةً إلى أن هذا الرقم من المحتمل أن يرتفع بعد ذلك.
ورغم كل هذه المميزات، فإن هناك مخاوف كبيرة تجاه هذه المنازل، تتعلَّق بالخصوصية، فقد أكد الخبراء أنه في حال تعرضها لاختراق أمني من قبل المتسللين وقراصنة الإنترنت قد يتعرض المنزل بأكمله لكارثة.
وبحسب مايك مورغنشترن خبير أمن المعلومات في مؤسسة «في إيه - تيست» المستقلَّة لتقييم المخاطر، فإن هناك تهديدين رئيسيين يواجهان المنزل الذكي. التهديد الأول هو أنه يمكن لقراصنة المعلومات الوصول إلى الأجهزة المنزلية والتحكم فيها عن بعد أو وقفها عن العمل. والثاني هو أنه يمكن سرقة البيانات الموجودة على هذه الأجهزة.
وأوضح مورغنشترن أنه في حال نجاح القراصنة في الوصول إلى الكاميرات أو أجهزة رصد الحركة في المنازل، فإنهم سيتمكنون من معرفة متى تخلو هذه المنازل من أصحابها لتصبح هدفاً سهلاً للسرقة.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.