توتر الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط يحد من هبوط أسعار النفط

«الصخري» وتباطؤ الاقتصاد أديا إلى تراجعه

توتر الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط يحد من هبوط أسعار النفط
TT

توتر الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط يحد من هبوط أسعار النفط

توتر الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط يحد من هبوط أسعار النفط

توقع خبراء اقتصاديون أن تسهم العوامل السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، في الحد من انخفاض أسعار النفط، مرجعين أسباب الانخفاض الذي شهدته الأسواق أخيرا إلى تباطؤ الاقتصاد وزيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية، أكبر مستهلك للنفط.
وقال الدكتور سعيد الشيخ، كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عددا من العوامل المهمة التي أدت إلى الهبوط الحالي لأسعار النفط، من أهمها التباطؤ الاقتصادي في العالم، إذ أظهرت الإحصائيات الأخيرة أن هناك تباطؤا مستمرا ولم يكن بنفس وتيرة النمو في العام الماضي»، مشيرا إلى أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يعد أيضا من الأسباب الرئيسة، خصوصا مع تصاعد الإنتاج اليومي، حيث وصل إلى نحو 8 ملايين برميل، إلا أن ارتفاع الاستهلاك يظل داعما لأسواق النفط في المنطقة.
وأوضح أن هناك توقعات بأن يكون متوسط سعر النفط بنهاية العام الحالي 105 دولارات قياسا بالارتفاعات الماضية من بداية العام، لافتا إلى أن الأزمة السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط حاليا دفعت إلى الصعود وأسهمت في الحد من هبوط الأسعار، إذ كان من المتوقع أن تستمر السوق بالهبوط، إلا أن هذا العامل أدى إلى تغير مجريات السوق في الوقت الحالي، إلى جانب أن دول الأوبك سعت إلى خفض الإنتاج لإعادة التوازن إلى السوق، والتحكم في عملية العرض والطلب.
من جانبه، أوضح معتصم الأحمد، محلل اقتصادي، أن الأوضاع المحيطة بمنابع النفط غير مستقرة في الوقت الحالي، إلى جانب وجود اندفاع لدى المضاربين في الأسواق إلى مرحلة جني الأرباح، إلا أن هناك تفاؤلا في الأفق بعودة الاقتصاد العالمي إلى تحقيق مؤشرات إيجابية في النمو، وارتفاع الاستهلاك الموسمي في فترة الشتاء، وهو الأمر الذي غالبا ما تشهد فيه الأسواق زيادة في الأسعار بسبب ارتفاع الطلب على الطاقة.
وكانت وكالة الطاقة الدولية توقعت أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنسبة 14 في المائة بحلول العام 2035 ليصل إلى 99.7 مليون برميل في اليوم بزيادة 700 ألف برميل عن توقعاتها السابقة، وذلك نتيجة الاستهلاك المرتبط بالنقل.
وقالت الوكالة في توقعاتها السنوية إن متوسط سعر برميل النفط الذي تستورده دولها الأعضاء، وبينها معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، سيصل إلى 125 دولارا للبرميل عام 2035 مقابل نحو 107 دولارات هذه السنة، بعدما كانت تتوقع سعرا للبرميل بمستوى 120 دولارا بحلول 2035.
وجاء في التقرير أن «نمو استهلاك النفط في الدول الناشئة، لا سيما الاستهلاك المرتبط بقطاع النقل في الصين والهند والشرق الأوسط، سيؤدي إلى أكثر من تعويض خفض الطلب في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبالتالي زيادة واضحة في استهلاك النفط».
وأضاف التقرير أن «قطاع النقل يمثل منذ الآن أكثر من نصف الاستهلاك العالمي للنفط، وهذه النسبة ستزيد مع تضاعف عدد السيارات إلى 1.7 مليار سيارة، والتزايد المتسارع للطلب على الشحن البري».



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.