«سلام الآن»: 31 بؤرة استيطان جديدة في عهد نتنياهو

يهودي يصور ولديه أمام جدارية تعبر عن المستوطنات في الخليل بالضفة الغربية مارس الماضي (أ.ب)
يهودي يصور ولديه أمام جدارية تعبر عن المستوطنات في الخليل بالضفة الغربية مارس الماضي (أ.ب)
TT

«سلام الآن»: 31 بؤرة استيطان جديدة في عهد نتنياهو

يهودي يصور ولديه أمام جدارية تعبر عن المستوطنات في الخليل بالضفة الغربية مارس الماضي (أ.ب)
يهودي يصور ولديه أمام جدارية تعبر عن المستوطنات في الخليل بالضفة الغربية مارس الماضي (أ.ب)

كشفت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية في تقريرها السنوي، أمس (الثلاثاء)، عن أنه في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، شهدت المناطق الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية أكبر مقدار من المباني الاستيطانية، ليس فقط في المستوطنات القائمة، بل إن المستوطنين أقاموا 31 بؤرة استيطان جديدة منذ سنة 2012، أقيمت من دون قرار رسمي، لكن السلطات الإسرائيلية لم تفعل شيئاً لوقفها.
وقال التقرير، إن هذه البؤر الاستيطانية أقيمت في مناطق تعمدت بها توسيع السيطرة الإسرائيلية على أراضٍ في جميع أنحاء الضفة الغربية، من جنوبي جبال الخليل وحتى الأغوار الشمالية، وكذلك في الكتل الاستيطانية المعروفة باسم «غوش عتسيون» بين بيت لحم والخليل، و«مطيه بنيامين» من القدس شمالاً ورام الله وحتى مدينة «أرئيل» الاستيطانية قرب نابلس. وأشار التقرير إلى أن البؤر الاستيطانية الجديدة متنوعة في طبيعتها، بين الزراعي والسكني، وأقيمت على أراضٍ مشاع يزعم المستوطنون أنها «أراضي دولة»، وهي تحظى بدعم مباشر أو غير مباشر من سلطات الاحتلال، على الرغم من أنها تعتبر «غير قانونية»، حتى بموجب قوانين الاحتلال وأنظمته الإدارية. فالجيش يقوم بحمايتها ليل نهار، ويزودها بمختلف الخدمات اللوجيستية، في حين تتجاهلها «الإدارة المدنية» التابعة للجيش والمسؤولة عن تطبيق القانون الإسرائيلي بشأنها، إلا في حالات نادرة وبشكل محدود جداً.
ولفت التقرير إلى أن البناء على الأراضي التي يعتبرها الاحتلال «أراضي دولة» يتم من دون علاقة بنظام «تخطيط البناء المدني». ورغم أنه صدر قرار بهدم بعضها، فإن القرار لم ينفذ، ولا يتوقع أحد أن ينفذ، خصوصاً في فترة الانتخابات، حيث يخشى نتنياهو من انتقام المستوطنين المتطرفين منه في صناديق الاقتراع. ويطمئن المستوطنون إلى أن هذه البؤر غير القانونية يمكن ترخيصها بأثر رجعي لاحقاً لكونها بنيت على «أراضي دولة» وليس على أرض فلسطينية خاصة.
وقالت «سلام الآن»، التي تجري مسحاً مثابراً للبؤر الاستيطانية الجديدة وسائر مظاهر التوسع الاستيطاني، إن عدد البؤر التي أقيمت منذ سنة 2017 بلغ 16 بؤرة، في حين بلغ عددها منذ عام 2012، الذي أصبح فيه المستوطنون وأحزابهم مسيطرين في الحكومة، لا أقل من 31 بؤرة استيطانية جديدة «غير قانونية».
وأفاد التقرير بأن المستوطنين في تلك البؤر يحظون بدعم وزارة الزراعة عن طريق الإرشاد، ويحظون بدعم وزارة الداخلية، عن طريق السلطات المحلية والبلدية المسؤولة عن المستوطنات، وهذا إضافة إلى دعم الجيش.
وقدمت «سلام الآن» مثلاً على ذلك في البؤرة الاستيطانية التي أقيمت مكان القاعدة العسكرية المهجورة «محانيه جدي» في غور الأردن وحملت اسمه. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، توجهت الحركة إلى المحكمة العليا ضد وضع المعسكر المهجور بأيدي المستوطنين، فادعت النيابة أنها لا تعلم من استولى على الأرض. وتبين بحسب صفحة «فيسبوك» الخاصة بالبؤرة الاستيطانية، أن عدداً من الشخصيات قد زاروها، بينهم رئيس «كيرن كييميت»، داني عطار، ورئيس المجلس الإقليمي «بكعات هيردين»، ديفيد لحياني، وعدد من رجال الشرطة العاملين في المنطقة. وأتاح الجيش لقادة هذه البؤرة الاستيطانية أن يعملوا على إعداد الشباب للخدمة العسكرية. ويعرض على صفحتها صوراً لشبان وهم يلهون بأسلحة الجنود الإسرائيليين الذين زاروها.
وقدمت مثلاً آخر عن البؤرة الاستيطانية «غفعات عيتام»، القريبة من مستوطنة «أفرات»، التي أقيمت باستغلال حادثة مقتل المستوطن أوري بولد في سبتمبر (أيلول) 2018، وقدمت بلدية مستوطنة «أفرات» خدمات مباشرة لتجديد الاستيطان في البؤرة، وأخذت على عاتقها بشكل رسمي مسؤولية إقامة البؤرة الاستيطانية التي بنيت بيوتها من دون تراخيص.
كما لفت التقرير إلى بؤر استيطانية أخرى مثل «حفات غلعاد» في منطقة نابلس، والبؤرة الاستيطانية «تكوع هـ» جنوبي الضفة الغربية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.