نواب يدرسون الطعن أمام المجلس الدستوري في بنود بموازنة 2019

زياد بارود لـ«الشرق الأوسط»: مخالفات دستورية كثيرة في متنها

TT

نواب يدرسون الطعن أمام المجلس الدستوري في بنود بموازنة 2019

يدرس عدد من النواب الصيغة الأخيرة لموازنة عام 2019 التي أقرها المجلس النيابي، ليقرروا إمكان التقدم بطعون أمام المجلس الدستوري في بعض بنودها التي يعدّونها غير دستورية. ويتطلب الطعن أمام هذا المجلس أن يتقدم به 10 نواب على الأقل، وهو ما يصبح متوفراً إذا تجمع النواب المعترضون عليها، خصوصاً نواب حزب «الكتائب» والنواب المستقلين، إضافة إلى 6 نواب هم من العسكريين المتقاعدين.
ولا يتجه حزب «القوات اللبنانية» الذي كان أبرز المنتقدين لمشروع الموازنة وصوّت نوابه ضد عدد لا بأس به من بنودها، للمشاركة في أي طعن. وعدّت مصادر «قوّاتية» أن وزراء ونواب الحزب «قاموا بدورهم سواء من خلال التحفظات التي أعلنوا عنها في مجلس الوزراء، أو من خلال رفضهم عدداً من البنود في مجلس النواب».
وأوضحت النائبة بولا يعقوبيان أن «التوجه ليس للطعن بمشروع الموازنة ككل؛ إنما ببعض القوانين التي تسمى (فرسان الموازنة)، وهي قوانين دخيلة على الموازنة؛ منها قانون تسوية مخالفات البناء، كما في بنود أخرى تمس ذوي الدخل المحدود»، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «طعناً كهذا لا يؤثر على الاعتماد وعلى الانتظام العام لمالية الدولة». وأضافت: «أبرز ما سنطعن به هو عدم إقرار قطع الحساب وتأجيل الموضوع مرة جديدة، وهو ما لا يمكن أن نقبل بتمريره عاماً بعد عام بحجج غير مقنعة».
وقالت مصادر كتائبية لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الساعة لم يتم الانتهاء من الدراسة القانونية اللازمة التي تبين حظوظ الفوز بأي طعن، باعتبار أن بعض المواد قد تظهر مجحفة وغير صحيحة؛ لكن الطعن بدستوريتها لا يكون سهلاً أحياناً»، لافتة إلى أن «أي قرار في هذا الشأن سيتخذ بعد الانتهاء من الاطلاع على النسخة الأخيرة والتمعن بها».
ويؤكد الوزير السابق زياد بارود أن «هناك مخالفات دستورية كثيرة في متن الموازنة التي أقرها البرلمان أخيراً»، لافتاً إلى أن «المخالفة الكبرى والصارخة التي تبرر الطعن هي المرتبطة بتجاوز المادة (87) من الدستور والتي تنص على عدم إمكانية نشر الموازنة إلا بعد الموافقة على الحسابات النهائية للدولة وبالتالي إتمام قطع الحساب للسنوات الماضية». وقال بارود في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن هنا نتحدث عن نص دستوري واضح، والتبرير المُعطى لجهة إمهال الحكومة 6 أشهر لإنجاز القطوعات، كلام قد يستقيم بالسياسة، لكنه لا يستقيم دستورياً، لأنه لا يمكن على الإطلاق تعليق تطبيق مادة دستورية».
ويضيف بارود أن «هناك مواد تخالف مبدأ المساواة بين اللبنانيين، وأخرى تعتدي على الحقوق المكتسبة لبعض الفئات؛ إذ لا يجوز مثلاً تغيير الشروط التي انضم على أساسها العسكري إلى الخدمة بعد سنوات من العمل». وفي هذا المجال، كان النائب شامل روكز أكد التوجه للطعن في «المواد الظالمة» الواردة في الموازنة، مرجحاً أن يقبل المجلس الطعن فيها، لأنها مواد «غير دستورية». وهو ما أكد عليه العميد المتقاعد جورج نادر، لافتاً إلى أن العسكريين بدعم من عدد من النواب يتحضّرون للطعن في الموازنة أمام المجلس الدستوري.
في المقابل، أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون أن الموازنة الحالية محصّنة في وجه أي طعن قد تتعرض له. مع العلم بأن المجلس الدستوري كان قد قبل العام الماضي طعناً تقدم به نواب «الكتائب» ونواب آخرون بمادة في الموازنة تتيح منح إقامات لمتملكي العقارات الأجانب في لبنان.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.