رئيس ائتلاف العراق: أمام حكومة العبادي فرصة تاريخية لإحداث التغيير المنتظر

الدباس أشاد في تصريحات لـ («الشرق الأوسط») بدعم خادم الحرمين الشريفين للعراق

فاضل الدباس
فاضل الدباس
TT

رئيس ائتلاف العراق: أمام حكومة العبادي فرصة تاريخية لإحداث التغيير المنتظر

فاضل الدباس
فاضل الدباس

أشاد فاضل الدباس، رئيس ائتلاف العراق (ثمانية مقاعد في مجلس النواب العراقي) بقرار رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بوقف القصف الجوي والبري على المدن التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أن القرار «يعمق روح الوحدة الوطنية ويبعد عن البلد شبح التقسيم الطائفي الذي يهدد العراق وشعبه»، معربا عن تفاؤله بالحكومة الجديدة «التي جمعت غالبية مكونات الشعب العراقي باعتبار أن الجميع أدركوا المخاطر الأمنية الحقيقية بوجود (داعش)، وأن أهدافهم الوطنية في التغيير والبناء لن تتحقق مع وجود خلافات سياسية، يضاف إلى هذا أن العبادي يعد من الشخصيات المهنية (تكنوقراط) والجميع يشعر بأن المصلحة الوطنية تكمن بدعم هذه الحكومة لإنجاحها لصالح الشعب العراقي، خاصة أن العرب السنة والأكراد والشيعة شاركوا في هذه الحكومة»، متمنيا «أن تتضافر جهود السياسيين من أجل العبور بالعراق نحو الضفة الآمنة وإنقاذ البلد من الأزمات الخانقة التي يعيشها، ونحن بدورنا عرضنا مقترحاتنا للعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية».
وقال الدباس لـ«الشرق الأوسط» في بغداد إن «من المهم جدا العمل من أجل عدم تقسيم العراق ومواجهة التحديات الأمنية التي تتمثل بتمدد تنظيم (داعش) والذي يهدد عموم المنطقة وليس العراق فحسب»، مشيرا إلى أن من «أبرز أهدافنا هو احتواء الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية ليشعر العراقيون بحصول التغيير المنشود وهذا لن يتحقق إلا بوجود حكومة شاملة تضم كل أطياف الشعب العراقي، وهذا ما تحقق في الحكومة الجديدة».
وشدد رئيس ائتلاف العراق الذي يضم نوابا وسياسيين من العرب السنة والشيعة ومن غير المسلمين، على «أهمية عدم تهميش أي مكون عراقي سواء كان قوميا أو دينيا أو مذهبيا ليشعر كل العراقيين بمسؤولياتهم الوطنية اتجاه بلدهم وشعبهم وضرورة الانفتاح على المحيط العربي كونه العمق الاستراتيجي للعراق وخاصة دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية»، مشيدا «بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعم ويدعم قضية الشعب العراقي ضد الإرهاب ومن أجل وحدة العراق والعراقيين، وكان جلالته من أول المؤيدين لتشكيل الحكومة الحالية»، داعيا إلى «انفتاح الحكومة العراقية بعلاقاتها على دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية وبقية الدول العربية، ولتكن البداية من بوابة الاقتصاد من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، وتمتين المواقف السياسية والأمنية خدمة لشعوبنا واستقرار منطقتنا».
وأضاف قائلا: إن «أمام حكومة العبادي فرصة كبيرة وتاريخية للقيام بالتغييرات التي طالما انتظرها الشعب العراقي كونها حظيت بتأييد من قبل جميع مكونات الشعب العراقي وكتله السياسية، كما حظيت بدعم وتأييد المجتمعين العربي والدولي، ونحن في ائتلاف العراق نعمل بكل طاقاتنا وجهودنا من أجل دعم كل الخطوات الخيرة التي تمضي بها حكومتنا لصالح تحقيق البرنامج الحكومي الوطني الذي تضمن نقاط تعيد للعراقيين التفاؤل والأمل بحياة كريمة ويتبنى مشروعا حقيقيا لبناء دولة المؤسسات المدنية وإنعاش الاقتصاد العراقي والنهوض به».
وأكد الدباس، الذي يترأس ائتلافا يضم مجموعة من رجال الأعمال العراقيين، على «أهمية تحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق والقضاء على البطالة عن طريق تشجيع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل للشباب»، منبها إلى أن «الاستقرار الاقتصادي وخلق فرص استثمار حقيقة لا يتحقق إلا بتوفير الاستقرار السياسي والأمني، ونحن توجهنا اقتصادي سياسي بالدرجة الأساس ونطمح أن نعمل مع كل الكتل وندعم توجهات الحكومة في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني من أجل تحقيق أهدافنا التي تصب في مصلحة الاقتصاد العراقي».
وقال: إن «تحقيق الاستقرار الاقتصادي سيقضي على الفساد المالي والإداري الذي هو بخطورة الإرهاب في العراق».
وأشار إلى أن «جهودنا اليوم تصب في مسار إقناع البرلمان والحكومة من أجل تأسيس مجلس اقتصادي عال برئاسة السيد العبادي، وتكون صلاحيات هذا المجلس واسعة ويكون لرجال الأعمال والمستثمرين العراقيين المهتمين بملف تطوير الاقتصاد العراقي دور بارز وقيادي بما يكفل مردودات ملموسة لرفاهية العراقيين وتقدم البلد، على أن لا يزدحم مثل هذا التشكيل بموظفي الدولة الذين سينقلون أمراض الدوائر الحكومية وبيروقراطيتها إلى مؤسسة طموحة مثل هذا المجلس الذي نريد ومن خلاله إحداث ثورة اقتصادية».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.