بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا

ترمب يهنّئه ويتوقع له النجاح في مهمته

بوريس جونسون خلال كلمته بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا (أ.ف.ب)
بوريس جونسون خلال كلمته بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا (أ.ف.ب)
TT

بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا

بوريس جونسون خلال كلمته بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا (أ.ف.ب)
بوريس جونسون خلال كلمته بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا (أ.ف.ب)

فاز رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون بزعامة حزب المحافظين، اليوم (الثلاثاء)، ليصبح رسمياً غداً (الأربعاء) رئيس وزراء بريطانيا خلفاً لتيريزا ماي، ويواجه على الفور تحدي إخراج «بريكست» من الطريق المسدود والأزمة مع إيران.
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تهنئة جونسون وكتب على تويتر: «تهانينا لبوريس جونسون لكونه سيصبح رئيس الوزراء الجديد للمملكة المتحدة. سيكون عظيما!».
كذلك، هنّأت المفوضية الأوروبية جونسون مؤكدة تصميمها على العمل «بأفضل ما يمكن» معه
وانتهى تصويت أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 160 ألفا بعد ظهر أمس (الإثنين)، وأعلنت هيئات الحزب أن جونسون (55 عاما) تقدم بفارق كبير على منافسه الأخير وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت (52 عاما).
وبعد ليلة أخيرة في مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت، ستحضر رئيسة الوزراء تيريزا ماي غداً جلسة استجواب في مجلس العموم (البرلمان) قبل أن تتوجه إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالتها رسميا إلى الملكة إليزابيث في الثانية بُعيد الظهر. ويلقي رئيس الوزراء الجديد كلمة بعد ساعات من ذلك بعد أن يلتقي الملكة التي ستكلفه رسميا تأليف الحكومة.
والتحدي الملحّ الأول الذي ينتظر رئيس الحكومة الجديد هو إدارة تصاعد التوتر مع طهران الذي بلغ أوجه مع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز. وردت لندن بالإعلان أمس عن قرب تشكيل قوة للحماية في الخليج مع شركاء أوروبيين. لكن جيريمي هانت أكد في الوقت نفسه أن «لندن لا تسعى إلى المواجهة».
والملف الكبير الآخر أمام جونسون هو تنفيذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من ثلاث سنوات على استفتاء 23 يونيو (حزيران) 2016 الذي صوّت فيه 52 في المائة من البريطانيين لمصلحة «بريكست».
وأخفقت ماي في هذه المهمة وفشلت ثلاث مرات في الحصول على موافقة النواب على اتفاق الخروج من الاتحاد الذي أبرمته مع المفوضية الأوروبية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وهذا ما دفعها إلى الاستقالة وترك سواها يتلقّف كرة النار.
ويعد بوريس جونسون الذي بذل جهودا كبيرة من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، بتحقيق «بريكست» بانتهاء المهلة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكان الموعد محددا في 29 مارس (آذار) أولا لكنه أرجئ مرتين بسبب عدم تأييد النواب للاتفاق الذي توصلت إليه ماي وتجنّب خروج دون اتفاق.
وهو تعهّد اليوم بعد وقت قصير من إعلان فوزه تحقيق «بريكست» في 31 أكتوبر، وشكر تيريزا ماي على عملها «الاستثنائي» للبلاد.
وخلال حملته، كرر جونسون أن الانفصال سيتم في نهاية أكتوبر سواء تمت إعادة التفاوض على الاتفاق أو لم تتم، واعداً بلاده بمستقبل مشرق أياً يكن السيناريو المقبل. ولئن أكد أنه يفضل التوصل إلى اتفاق جديد، فقد اعترف بأن تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل خلال المهلة المحددة نظرا إلى الإجازة الصيفية البرلمانية وتشكيل هيئات قيادية جديدة في لندن كما في بروكسل.
وتثير رغبته في مغادرة الاتحاد بأي ثمن غضب الذين يرغبون في إبقاء علاقات وثيقة مع أوروبا ويخشون العواقب الاقتصادية بخروج بلا اتفاق وعودة الإجراءات الجمركية.
وأعلن وزير المال فيليب هاموند أنه سيفعل كل شيء لمنع خروج بلا اتفاق، وبدا كأنه لا يستبعد المساهمة في إسقاط الحكومة المقبلة لجونسون. أما وزير الدولة للشؤون الخارجية آلن دانكان فتوقع لجونسون، أو «بوجو» كما يلقب، «أزمة حكومية خطيرة».
ويبقى معرفة كيف ستصمد الحكومة لمقبلة من الآن حتى نهاية أكتوبر مع كل الاستحقاقات الصعبة التي ستواجهها، وهي لا تملك غالبية كبيرة في مجلس العموم، ناهيك بانقسام حاد في صفوف حزب الأكثرية حيال «بريكست».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».