«هيئة التفاوض» تكشف عن صيغة لمواجهة قرار أنقرة طرد اللاجئين

TT

«هيئة التفاوض» تكشف عن صيغة لمواجهة قرار أنقرة طرد اللاجئين

كشفت «هيئة التفاوض السورية» المعارضة عن مساعيها للوصول إلى صيغة تعالج أوضاع اللاجئين في تركيا ستعلن عنها قريبا، في وقت أدانت فيه، صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن الانتهاكات الروسية بشمال سوريا، كاشفة عن معلومات حول مشاركة إيران في هذه العملية، مطالبة الجيش الحرّ بتصعيد عملياته العسكرية.
وعرض الدكتور نصر الحريري رئيس «الهيئة» في مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض، صورا من ضحايا الهجوم الأخير من الأطفال والنساء، وأوضح أن محاولات روسيا، لإطلاق عمليات حل سياسي للأزمة السورية وحربها على محاربة الإرهاب، ما هي إلا مجرد غطاء على الجرائم التي تنفذها في حق الشعب السوري، مشيرا إلى أنها شنّت أكثر من ألف غارة جوية على سوق شعبية في مدينة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب.
وأرجع الهجوم العسكري الروسي، للضائقة العسكرية التي تعيشها في المنطقة الشمالية، منوها بالاقتراب من الشهر الثالث على بداية الحملة العسكرية دون أن تحقق روسيا أي مكسب، بل الجيش الحر قام بما عليه من مسؤولية ولقن الروس والنظام دروسا قاسية، وحجم الخسائر العسكرية والبشرية للنظام والروس والجغرافية كبيرة تترجمها التطورات على الأرض.
وحول ما يتعرض له اللاجئون في تركيا، كشف الحريري، عن سعي الهيئة مع الجانب التركي، لصيغة من أجل حلّ هذه المعضلة، سيتم إطلاقها في الأيام المقبلة، لمعالجة أوضاع اللاجئين هناك، منوها أن هؤلاء اللاجئين لم يغادروا بلادهم عن طيب خاطر، وإنما بالقهر والتعذيب والقتل.
وتابع: «من حق كل دولة أن تنفذ قانونها، واحترامه، وقلنا لهم إننا مستعدون للتعاون معهم، لإيجاد آلية تحفظ حقوق اللاجئين، في تركيا وتراعي القانون التركي، ويمكن للجميع الحصول على الهوية أو البطاقة الخاصة باللاجئين سواء أكانت إقامة مؤقتة، أو كانت إقامة سياحية». أضاف: «لا نرضى أن تمارس أي انتهاكات أو خروقات لا تحترم حقوق وكرامة اللاجئ، ونحن في تواصل مستمر في هذا الشأن، وخلال وقت قريب ستكون هناك صيغة من أجل حلّ هذه المعضلة».
وعن أسباب السلوك التركي تجاه اللاجئين السوريين، قال الحريري: «عدد اللاجئين تجاوز الـ4 ملايين لاجئ، ولا نشكك في أن اللاجئين في بعض الدول يعتبرون عبئا عليها ولا نجحد المساهمات الكبيرة التي قام بها اللاجئون على كل المستويات، الاجتماعية والاقتصادية...».
وأضاف: «كذلك لا ننكر أن هناك خطابا متصاعدا، ليس فقط في تركيا، وإنما في الكثير من الدول ضدهم، حيث البعض استثمرها في تحقيق مكاسب سياسية، سواء ما يحدث في لبنان أو البلدان التي تطغى عليها الخطابات القومية أو الشعبوية». وشدد على تركيا كطرف في اتفاق «سوتشي»، أن تستمر في جهودها وتضاعفها، بالتحرك في الأمم المتحدة خارج إطار مجلس الأمن الدولي المختطف بالفيتو الروسي، أو عبر إنشاء تحالف من الدول الصديقة للشعب السوري تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية الإنسانية والقانونية والتاريخية، في الدفاع عن المدنيين وحمايتهم. وتابع الحريري: «أتمنى من جامعة الدول العربية، أن تتذكر أن هناك دولة عربية اسمها سوريا، ولو من المنطلق الإنساني، لحماية شعبها من الهجوم الروسي والإيراني وحلفائهما». ولفت إلى أن لجنة الغوطة في تحقيق مجلس الأمن، أثبتت استخدام النظام للسلاح الكيماوي في عام 2017، وحدث أيضا بعد هذا التاريخ، منوها أن الهيئة تسعى خلال الأيام المقبلة، لإقامة ورش عمل تصطحب فيها الشهود وتطلع العالم على حقيقة ما حدث بالفعل وتزييف النظام للحقائق وإجبارهم تحت الترهيب والتعذيب للإدلاء بشهادة كاذبة في مجلس الأمن عن ذلك.
وعلى الصعيد السياسي، قال الحريري: «أجد نفسي أشعر بالخجل والعار عن الحديث عن اللجنة الدستورية، والحديث عن أي استحقاق سياسي في ظل ما يحدث الآن على الأرض، والتصعيد العسكري الكبير على الأرض، إلا أنه قامت الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، بمحاولة إحياء العملية السياسية، في جنيف من خلال تشكيل اللجنة الدستورية بالمعايير الأممية».
وقال: «ربما تخلص الأمم المتحدة من تشكيل اللجنة الدستورية خلال الأيام المقبلة، ولكن لا يمكن عقد اجتماع والمضي في هذا المسار، في ظل ما يحدث في إدلب حاليا، ولكن أولويتنا التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل في سوريا يحترم الاتفاق المحدد الموقع في سبتمبر (أيلول) العام الماضي».
وعبّر الحريري عن أسفه بأن الأمم المتحدة للأسف بدأت وكأنها تحصر مهمتها في العملية السياسية في جنيف، دون أن تتذكر أنها مسؤولة عن حماية المدنيين وعن حماية السلم والأمن الدوليين.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.