سجال تغريدات بين خامنئي والخارجية الأميركية

ساكي تحذر طهران من تهديدات «داعش»

الصفحة الرسمية لخامنئي على «تويتر» تظهر بعض التغريدات حول واشنطن وبغداد
الصفحة الرسمية لخامنئي على «تويتر» تظهر بعض التغريدات حول واشنطن وبغداد
TT

سجال تغريدات بين خامنئي والخارجية الأميركية

الصفحة الرسمية لخامنئي على «تويتر» تظهر بعض التغريدات حول واشنطن وبغداد
الصفحة الرسمية لخامنئي على «تويتر» تظهر بعض التغريدات حول واشنطن وبغداد

عاد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي من سرير المرض إلى واجهة رسم سياسات بلاده الخارجية بتصريحات لاذعة ضد الولايات المتحدة ومساعيها لمواجهة تنظيم «داعش»، أدت إلى رد فوري من واشنطن. وكان من اللافت أن التراشق الكلامي بين واشنطن وطهران حول مواجهة «داعش» جاء عبر موقع «تويتر»، ليصبح الموقع الإلكتروني المسرح الرئيس للتصريحات الرسمية، قبل أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مباشرة حول الموضوع خلال وجوده في باريس.
وفي تغريدة من الصفحة التي يديرها فريق خامنئي على موقع تويتر في الساعة الثانية بعد ظهر أمس بتوقيت طهران، أي الساعة التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش، جاءت التغريدة الأولى من موقع خامنئي لتقول: «بعد أن عاد المرشد من المستشفى (قال): تصريحات المسؤولين الأميركيين حول تشكيل ائتلاف باسم مواجهة داعش تصريحات فارغة وسطحية ومنحازة». وجاءت التغريدة الثانية مباشرة بعد ذلك لتقول: «هناك الكثير من الأدلة التي تظهر الادعاءات والتصرفات المتناقضة والخاطئة للولايات المتحدة حول داعش ودعوتها لإيران للانضمام إلى هذا التحالف».
وكان من الواضح الغضب الإيراني لعدم دعوة طهران إلى مؤتمر باريس الذي عقد أمس لبحث التطورات في العراق وسبل مواجهة «داعش»، فقرر خامنئي إعلان عدم قبول بلاده «دعوة» الانضمام إلى التحالف الدولي بدلا من أن يظهر أن بلاده لم تُدع أساسا. وأضاف خامنئي: «إنني رفضت العرض الأميركي لإيران حول داعش لأن الولايات المتحدة أفسدت يدها في هذه القضية، والسيد ظريف رفض عرض وزير الخارجية الأميركي» في إشارة إلى رفض وزير الخارجية محمد جواد ظريف دعوة من كيري للانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش».
ورفض وزير الخارجية الأميركي كيري الزج به إلى مرحلة من «الشد والجذب» مع إيران، قائلا في رد على سؤال أحد الصحافيين في باريس حول التصريحات الإيرانية: «لن أخوض في الشد والجذب. لا أريد أن أفعل ذلك. بصراحة لا أعتقد أنه أمر بناء». وعندما سئل حول تصريحات إيران بأن واشنطن طلبت مساعدتها في مواجهة داعش، رد كيري قائلا: «ليست لدي فكرة عن أي عملية مشتركة استخلصوها من أي مناقشة ربما تكون حدثت أم لا. لا ننسق مع إيران وهذا أمر نهائي».
إلا أن التغريدات الإيرانية كانت واضحة حول استياء طهران من تصرفات واشنطن في العراق، إذ قال خامنئي: «الأفعال التي كسرت ظهر داعش في العراق لم تكن من قبل الولايات المتحدة بل من الجيش والقوات الشعبية العراقية»، والأخيرة تدعمها طهران. وأضاف خامنئي: «خلافنا حول مساعدة إيران للولايات المتحدة حول داعش يأتي بناء على أن الولايات المتحدة نفسها انخرطت في خلق ونشر الإرهاب»، في ادعاء رفضته فورا واشنطن.
وردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركي جين ساكي على خامنئي بمجموعة من التغريدات بعد ساعتين، أولاها: «داعش يشكل تهديدا جديا على إيران مثلما يشكل تهديدا على كل دولة أخرى في المنطقة». وبعد أشهر من نفي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرسمي حول التعاون مع طهران في العراق، «غردت» ساكي: «ليس سرا أننا تناقشنا مع إيران حول جهود مواجهة داعش في العراق على هامش محادثات مجموعة 5+1 حول القضية النووية». وأضافت بجزم: «نحن لم ولن ننسق عسكريا مع إيران»، في وقت تبقى فيه التساؤلات حول المشاورات الأميركية - الإيرانية في هذا السياق. وكانت التغريدة الأخيرة لساكي مثيرة، إذ سعت لإبقاء الباب مفتوحا للتعاون مع إيران في العراق، قائلة: «قد تكون هناك فرصة أخرى على هامش المستقبل لبحث العراق مع إيران». ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه الدول الست الكبرى لجولة جديدة من المحادثات مع إيران في نيويورك، قد تصبح فرصة لبحث الملف العراقي.
ورد خامنئي بعد أقل من ساعتين على تغريدات ساكي بتحذير أشد، قائلا: «إذا دخلت الولايات المتحدة العراق وسوريا من دون إذن، سيواجهون نفس المشكلات التي واجهوها خلال السنوات العشر الماضية». ومع قصر التغريدة، لم يوضح خامنئي إذا كان الإذن المطلوب من الحكومتين العراقية والسورية، أم حكومته في طهران.
وبينما لم تشر ساكي إلى خامنئي، وخامنئي أيضا لم يشر إليها مباشرة في تصريحاتهما، إلا أن توارد التغريدات خلال ساعات من كل تغريدة، أثار انتباه المتابعين السياسيين على الموقع الإلكتروني. وقال خامنئي: «عندما كنت في المستشفى كانت لدي هواية وهي الاستماع إلى مسؤولين أميركيين يعلقون على الهجمات على داعش»، مضيفا أن «هدف الولايات المتحدة في التخطيط لحرب على داعش هو للهيمنة على المنطقة وتحويل العراق وسوريا إلى باكستان حيث تقوم بجرائم متى ما شاءت».



موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».