انسحاب مفاجئ للأميركيين وفوج عراقي من الرطبة غرب الأنبار

تنظيم «داعش» بدأ توزيع منشورات بين الأهالي

قوات الرد السريع تعتقل مشتبهاً بانتمائه إلى «داعش» خلال عملية في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
قوات الرد السريع تعتقل مشتبهاً بانتمائه إلى «داعش» خلال عملية في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

انسحاب مفاجئ للأميركيين وفوج عراقي من الرطبة غرب الأنبار

قوات الرد السريع تعتقل مشتبهاً بانتمائه إلى «داعش» خلال عملية في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)
قوات الرد السريع تعتقل مشتبهاً بانتمائه إلى «داعش» خلال عملية في الطارمية شمال بغداد أمس (أ.ف.ب)

أعلن كريم هلال الكربولي، عضو مجلس محافظة الأنبار عن «منطقة القائم والرطبة» غرب العراق، أن «القوات الأميركية الموجودة في منطقة الرطبة انسحبت بشكل مفاجئ ومعها الفوج التكتيكي العائد إلى قيادة شرطة الأنبار والذي يتولى حماية قضاء الرطبة».
وقال الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الانسحاب بدا مفاجئاً تماماً ولا نعرف أسبابه في وقت لا يزال فيه قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي محتجزاً في بغداد على ذمة التحقيق في قضية مكالمة هاتفية (زعم أنها مع عميل للاستخبارات الأميركية لتسهيل استهداف الحشد الشعبي)؛ الأمر الذي أثر كثيراً على طبيعة الجهد العسكري في تلك المنطقة الحساسة والمتاخمة للحدود العراقية - السورية - الأردنية»، لافتاً إلى أنه «لم تحدث ومنذ نحو أسبوعين أي عملية عسكرية نوعية في تلك المنطقة بسبب الإرباك الحاصل؛ الأمر الذي يمكن أن يرفع معنويات الدواعش الذين يوجدون في مناطق قريبة من خط التماس مع القوات العراقية، ويقتنصوا الفرص للانقضاض متى ما سمحت لهم الظروف بذلك».
وكشف الكربولي عن أن «الدواعش، وعقب هذا الانسحاب المفاجئ للأميركيين والفوج التكتيكي، بدأوا بالفعل في توزيع منشورات على أهالي الرطبة يهددونهم فيها في حال لم يتعاونوا معهم إذا ما دخلوا القضاء». وأوضح أن «هذا الانسحاب سوف تكون له تداعياته السلبية على حركة القطعات، وهو ما يجعلنا نتخوف كثيراً من التداعيات المحتملة لذلك»، داعياً القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى «اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز القطعات العسكرية هناك، لأنه بخلاف ذلك؛ فإن كل الاحتمالات موجودة باتجاه حدوث انهيار أمني».
ورداً على سؤال عن أسباب انسحاب الفوج التكتيكي؛ الذي هو قوة عراقية، بالتزامن مع انسحاب الأميركيين، أكد هلال أن «الأميركيين الموجودين هناك سواء على شكل قوات أو مستشارين هم الذين يتولون تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباري والطيران... وسواه من أنواع الدعم التي تجعل هذا الفوج قادراً على حماية المنطقة، وبعكسه فإنه لن يستطيع دون ذلك الصمود في تلك المناطق الصحراوية الواسعة والوعرة».
من جهته؛ أكد عذال الفهداوي عضو مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط» أن «الفوج التكتيكي الذي انسحب ومعه القوة الفنية الأميركية من منطقة الرطبة إنما هو فوج متنقل ولا يستقر في مكان، لكن الأمر يتطلب تعزيز المنطقة بقطعات عسكرية محترفة، لأنها مناطق صحراوية شاسعة وتحتاج إلى تعامل عسكري من نوع خاص»، مشيراً إلى أن «فوجاً من الطوارئ حل مكان هذا الفوج والقوة الأميركية الذين انسحبوا، وفي الوقت الذي نرى فيه أن هذا الفوج سوف يتولى حماية المنطقة؛ يبقى القلق مشروعاً من قبل الأهالي الذين يأملون في ألا تحدث انتكاسة أمنية جديدة في تلك المناطق»، مستبعداً في الوقت نفسه «إمكانية أن يقوم (داعش) بهجمات يمكن أن تغير المعادلة هناك».
ويتزامن انسحاب القوة الأميركية والفوج التكتيكي من الرطبة مع استمرار المرحلة الثانية من عملية «إرادة النصر» في مناطق حزام بغداد. وفي هذا السياق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس أن «الهدف من انطلاق عمليات (إرادة النصر) في حزام بغداد هو إرسال رسالة اطمئنان إلى أهالي تلك المناطق»، مشيرة إلى أن «عملية تطهير حزام بغداد جاءت بالتزامن مع عمليات لملاحقة (داعش) في الصحراء». وأضاف البيان أن «انطلاق العمليات جاء بعد جمع معلومات استخبارية دقيقة من الاستخبارات في الجيش و(الحشد)».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.