الأسد يشيد بـ {البطولات الروسية} ... وبوتين يتعهد {مواصلة الدعم}

مسؤول برلماني يؤكد تعرض القوات الروسية إلى «اعتداءات» في درعا

نقطة تفتيش في مدينة درعا جنوب سوريا عام 2018 (إب)
نقطة تفتيش في مدينة درعا جنوب سوريا عام 2018 (إب)
TT

الأسد يشيد بـ {البطولات الروسية} ... وبوتين يتعهد {مواصلة الدعم}

نقطة تفتيش في مدينة درعا جنوب سوريا عام 2018 (إب)
نقطة تفتيش في مدينة درعا جنوب سوريا عام 2018 (إب)

أشاد الرئيس السوري بشار الأسد بما وصفه بـ«بسالة وجرأة الأبطال الروس» الذين ساهموا و«بكل فعالية في محاربة الإرهاب على الأراضي السورية»، وذلك خلال تبادل الأسد وبوتين، أمس، برقيات تهنئة «بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء السورية.
وعبّر الأسد عن اطمئنانه للعلاقات مع روسيا، وقال: «كنا وسنبقى دائماً مطمئنين للعلاقات مع روسيا الاتحادية لأنها تستند إلى أسس قوية»، مؤكدا في برقية تهنئة أرسلها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس بمناسبة مضي 75 عاماً على قيام العلاقات الدبلوماسية الروسية - السورية، حرص الجانب السوري على «المضي قدماً في تعزيز العلاقات بين البلدين»، وقالت الرئاسة السورية، صباح أمس (الأحد)، إن الأسد أرسل برقية لبوتين شكر فيها الدور الروسي في سوريا، وأضاف أنه «يقدّر عالياً بسالة وجرأة الأبطال الروس الذين ساهموا وبكل فعالية في محاربة الإرهاب على الأراضي السورية، ويثمن وقوف روسيا إلى جانب سوريا في المحافل الدولية».
من جانبه هنأ الرئيس الروسي الأسد مؤكداً أنه «بالجهود المشتركة سنقضي نهائياً على قوى الإرهاب في سوريا» معتبراً «تطوير» العلاقات الروسية السورية يخدم المصالح المشتركة للطرفين، ويتماشى مع «توطيد السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وأكد الرئيس بوتين في برقيته استمرار بلاده بدعم سوريا في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومساعدتها في عملية إعادة الإعمار. وقال: «لقد تم اكتساب الخبرة الواسعة خلال العقود الماضية في التعاون الثنائي في مختلف المجالات، واليوم تتحالف روسيا وسوريا في محاربة الإرهاب والتطرف الدوليين».
وتدخلت القوات الروسية الجوية في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) عام 2015 إلى جانب القوات السورية لمواجهة فصائل المعارضة في محافظة حلب، ثم خاضت تلك القوات معارك إلى جانب الجيش السوري في عموم الجبهات التي تشهدها سوريا.
في سياق آخر، كشف أمين سر مجلس الشعب السوري خالد عبود عن تعرّض القوات الروسية في درعا جنوب سوريا «لاعتداءات مسلحة»، في عمليات تفجير بعبوات ناسفة تقوم بها جهات مجهولة تستهدف قوات النظام السوري، والدوريات الروسية في محافظة درعا جنوب البلاد، وقال خالد العبود، يوم أمس، في مقابلة مع قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري، إن عمليات التفجير التي تشهدها درعا «لم تقتصر على الجنود السوريين بل طالت أيضاً الروس والمدنيين، كما عمدت إلى إحراق آلاف الهكتارات من القمح»، مشيراً إلى أن بعض الاعتداءات التي طالت القوات الروسية في درعا لم يتمّ الإعلان عنها، موضحاً أن تلك العمليات أوصلت للروس «رسائل هامة حول ما يجري اليوم، وأنهم يتعاملون بجدية مع المعطيات».
ووجه خالد عبود الاتهام إلى مجموعات وصفها بأنها «خلايا ما زالت مرتبطة بغرفة (الموك)، وتأتمر من الأردن والاستخبارات الإسرائيلية». وقال إن تلك المجموعات «تحافظ على هيكليتها المسلحة، وتعتبر أنها قامت بتسوية لحظية مع الدولة لا مصالحة، وتنظر إلى الموضوع على أنّه هدنة»، مؤكداً على تواصل تلك العمليات، ما يضع التسويات المبرمة منذ عام كامل أمام تحدّ حقيقيّ، وأن ذلك «يفرض تحرّكاً صلباً لمواجهة محاولات العبث بالاستقرار» على حد تعبيره.
كما انتقد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود الدور الروسي في درعا، وقال إن «تعامل الأصدقاء الروس، خصوصاً الموجودين على الأرض مع بعض المجموعات المسلحة التي لم ترمِ السلاح باعتبارها طرفاً أهلياً مجتمعياً، سمح لها بالقيام باعتداءاتها ودفع باتجاه حالة انعدام الاستقرار والأمن»، معتبراً أن على «الروس الانتباه إلى الخصوصية في درعا، ويجب ألا يبقى سلاح خارج سلطة الدولة».
في شأن متصل، توفي في درعا، يوم أمس، المساعد الأول في قوات النظام الملقب بـ(أبو حيدر)، متأثراً بجراحه، جراء إصابته بعبوة ناسفة استهدفت سيارته، أول من أمس (السبت)، داخل مدينة نوى بريف درعا الغربي، وذلك ضمن سلسلة تفجير عبوات ناسفة بدأت منذ أشهر وبلغت ذروتها الأسبوع الأخير، باستهداف «باص مبيت» على طريق اليادودة أدى إلى مقتل خمسة ضباط من الفرقة الرابعة في قوات النظام، ونحو أحد عشر عسكرياً، سبقه استهداف سيارة تقل ضابطاً برتبة «عقيد» شرق بصر الحرير بريف درعا.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».