وزير المالية اللبناني: تحويلات الخارج تراجعت لكن الالتزام الدولي قائم

علي خليل أكد إمكانية التوصل إلى تفاهم بشأن أحداث الجبل

TT

وزير المالية اللبناني: تحويلات الخارج تراجعت لكن الالتزام الدولي قائم

قال وزير المالية علي حسن خليل بأن إمكانية الوصول إلى تفاهم حول أحداث الجبل قائمة في موازاة العمل على تحقيق المصالحة ضمن البيت الواحد، مؤكداً في الوقت عينه أن ما جرى في موضوع الموازنة مهم وأن الالتزام الدولي بلبنان لا يزال قائما. وجاء كلام خليل خلال استقباله وفدا من رؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير منطقة حاصبيا، في الجنوب.
وحول حادثة الجبل، أوضح خليل أن «الاتصالات استؤنفت بالطريقة التي يجب أن توصلنا إلى حل، والأهم هو القدرة على إقرار مصالحة بالتوازي مع المتابعة القضائية والأمنية». وأكد ضرورة «أن تكون هناك متابعة بالسياسة لاستيعاب هذه المشكلة خاصة أنها في البيت الواحد وإذا افترض أي شخص أنه يستطيع أن يستفيد من الخلافات، يكون واهما». وأضاف: «الأولوية التي عمل عليها رئيس البرلمان نبيه بري منذ اليوم الأول ارتكزت على ثلاثة خطوط، بالقضاء والأمن والسياسة، وإذا تكاملت مع بعضها البعض نصل إلى معرفة من تقع عليه المسؤولية»، مشيرا إلى أنه «وبنفس الوقت نعمل على فتح أبواب للتفاهم والمصالحة وإلى تنظيم خلافاتها إذا كانت موجودة أو إذا استمرت، من دون أن يكون هناك انعكاسات وارتدادات على وضع البلد».
وشدّد خليل على أهمية «المحافظة على وحدتنا وساحتنا الداخلية... فإذا بقي الاختلاف في السياسة قائما، هذا أمر مشروع، لكن المخيف وغير المشروع هو أن نحوّل هذا الاختلاف إلى مشاكل تهدد استقرار الناس وحياتها».
وحول إقرار الموازنة، قال الوزير خليل «ما جرى بموضوع الموازنة مهم كثيرا في سياق الانتظام الضروري للدولة، والأهم منه هو كيف نتمكن وبسرعة أن نحضر موازنة للعام المقبل وعندها يتعاطى العالم معنا بطريقة جدية أكثر، فالدول والمؤسسات المانحة تصبح تتعاطى معنا بنظرة مختلفة واليوم إذا حصلنا على ثقة أكبر من المجتمع الدولي ودخلنا حقيقة في عمل إصلاحي نستطيع أن نعمل فرقا كبيرا بحياة الناس وبمستقبل البلد». وفيما لفت إلى أن لبنان مرّ بمحطات صعبة بالموضوع الأمني والسياسي، أكد أنه ورغم كل شيء «تمكن البلد من تجاوز هذه المحطات». ومن الناحية الاقتصادية، لفت خليل إلى تراجع التحويلات المالية التي كانت تأتي من الخارج إلى حد كبير «نتيجة الأزمات التي تعاني منها هذه البلدان وتراجع الوضع الاقتصادي فيها، وهناك أشياء متعلقة بواقعنا الداخلي»، مشيرا إلى أنه رغم ذلك «فإن الالتزام الدولي تجاه لبنان ما زال قائما، فليس من السهل اليوم بمستوى تصنيفنا، أن نجد جهات خارجية عندها التوجه والنية لتمويل مشاريع، وهذا الأمر يفرض علينا أن نشعر أكثر بالمسؤولية، وأن ننجز قضايانا بأقل كلفة ممكنة على البلد واستقراره بالأمن والسياسة وأمور أخرى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.