ستيف بروس يواجه مهمة صعبة في نيوكاسل... لكنه معتاد على المصاعب

المدرب الجديد يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدرته على قيادة النادي الإنجليزي خلفاً لبينيتيز

بروس يحتفل بصعود هال سيتي إلى الدوري الممتاز عام 2016
بروس يحتفل بصعود هال سيتي إلى الدوري الممتاز عام 2016
TT

ستيف بروس يواجه مهمة صعبة في نيوكاسل... لكنه معتاد على المصاعب

بروس يحتفل بصعود هال سيتي إلى الدوري الممتاز عام 2016
بروس يحتفل بصعود هال سيتي إلى الدوري الممتاز عام 2016

عرف جمهور كل من شيفيلد يونايتد وبرمنغهام سيتي وويغان أتليتيك، أن المدير الفني الإنجليزي ستيف بروس كان لديه دائماً الرغبة في الرحيل واستكمال مسيرته التدريبية في أي مكان آخر. وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، زعم بروس أن التجربة التدريبية العاشرة له، والتي كانت مع نادي شيفيلد وينزداي، قد تكون الأخيرة بالنسبة له في عالم التدريب، لكنه كان يعلم دائماً في قرارة نفسه أنه إذا تلقى مكالمة من نادي نيوكاسل يونايتد فإنه لن يستطيع مقاومتها.
وفي معظم تجاربه التدريبية السابقة، اعتاد بروس التركيز على النواحي الدفاعية والعمل على استقرار الفريق والبدء في إجراء تحسينات صغيرة، لكنها مهمة للغاية. ومن المؤكد أن نادي نيوكاسل يونايتد في حاجة إلى شخص يمكنه القيام بذلك الآن، لكن الشيء المؤكد أيضاً يتمثل في أن النادي قد خسر مديراً فنياً رائعاً في النواحي التنظيمية، وهو المدير الفني الإسباني رفائيل بينيتيز، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بروس سيتمكن من الارتقاء للمعايير التكتيكية نفسها لبينيتيز، أو لقدرته الفائقة على التعامل بصورة دبلوماسية مع أصعب وأحلك الظروف.
في الواقع، لن يهتم أنصار نيوكاسل يونايتد كثيراً بسمعة بروس فيما يتعلق برغبته الدائمة في الاعتماد على كرة القدم الدفاعية الحذرة، أو بالفترة العصيبة التي قضاها مع نادي أستون فيلا في الوقت الذي كان يعاني فيه النادي من ضائقة مالية شديدة، أو حتى العامين اللذين أمضاهما في تولي القيادة الفنية لنادي سندرلاند. ومن غير السهل أن تجد مديراً فنياً يمتلك خبرات كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز ويرغب في العمل تحت قيادة مالك نيوكاسل يونايتد، مايك آشلي، لكن الشيء المؤكد هو أن حماس بروس الشديد لكرة القدم وعشقه لنيوكاسل يونايتد سيمكنانه من التغلب على الكثير من العقبات والصعوبات.
وفي ظل رحيل أيوزي بيريز وسالومون روندون وعدم التعاقد مع بدلاء لهما حتى الآن، فلا يمكن التنبؤ بأي شيء مريح خلال الفترة المقبلة، لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن بروس كان يواجه صعوبات وعقبات خلال معظم مسيرته التدريبية. وسيكون نيوكاسل يونايتد هو أكبر نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز يتولى بروس تدريبه، وحتى توليه لقيادة أستون فيلا قد تزامن مع وجود النادي في دوري الدرجة الأولى ومعاناته من أزمة مالية طاحنة. وقد نجح أستون فيلا في الوصول إلى ملحق التصفيات المؤهلة للدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن بروس كان مطلوباً منه أن يقلص ملايين من الميزانية السنوية للنادي. ولم يتمكن أستون فيلا في النهاية من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وكان الفريق يقدم كرة قدم مملة ومتحفظة؛ وهو ما أدى إلى ابتعاد عدد كبير من الجمهور عن حضور مباريات الفريق.
وقال بروس في وقت لاحق، إن تجربته مع أستون فيلا جعلته يتساءل عما إذا كان يرغب في مواصلة العمل في مجال التدريب خلال الفترة المقبلة، وأضاف: «لم أتخيل مطلقاً أن أكون في موقف مثل الموقف الذي كنت فيه مع أستون فيلا، حيث لم يكن الناس يتقاضون أجورهم في المواعيد المحددة. لقد وصل الأمر إلى هذه الدرجة من السوء. كان الأمر يبدو رائعاً من الخارج، لكننا واجهنا مشاكل مالية ضخمة على مدار أشهر عدة».
وعندما ننظر إلى الفترات السابقة، نجد أن أسعد أوقات بروس كانت مع الأندية الصغيرة، حيث قاد برمنغهام سيتي وهال سيتي إلى الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، ونجح في إبقائهما في الدوري الإنجليزي الممتاز على عكس كل التوقعات، كما قاد ويغان أتليتك في موسمين من المواسم الثمانية التي لعبها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فترة سابقة مع النادي استمرت لثلاثة أشهر فقط.
وقد تعاقد بروس مع كريستوف دوغاري لإعادة برمنغهام سيتي للمسار الصحيح في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما اكتشف عمرو زكي في فترة وجيزة مثيرة للإعجاب للاعب المصري مع ويغان أتليتك، وقاد هال سيتي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز والوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، رغم المشاكل المالية الهائلة التي كان يعاني منها النادي في تلك الفترة.
لكن خيبة أمله الكبيرة، بصرف النظر عن اختيار الوقت غير المناسب لقيادة أستون فيلا، كانت مع نادي سندرلاند؛ فبعدما قاد بروس النادي في موسمين واعدين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأنهاهما في مركز متقدم بمنتصف جدول الترتيب، ساءت الأمور بصورة واضحة في الموسم الثالث وأقيل بروس من منصبه بعد تدهور النتائج والهزيمة على ملعبه أمام متذيل جدول الترتيب ويغان أتليتك. وبدا أن بروس يحظى بدعم ملاك النادي ولديه علاقة جيدة مع رئيس النادي آنذاك، نيال كوين، في الوقت الذي بدأ فيه في إعادة بناء الفريق، لكن الأمور ساءت بشكل ملحوظ ورحل بروس عن النادي في وقت مبكر من موسم 2011-2012.
وعندما رحل سام ألاردايس عن سندرلاند لتولي مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي في عام 2016، كان بروس من بين الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لهذا المنصب. ورغم أن بروس لم يتولَّ قيادة سندرلاند مرة أخرى، فمن المغري أن نتخيل كيف كانت ستسير الأمور لو تم اختياره لقيادة الفريق في تلك الفترة.
وقال ألاردايس، إنه تم الاتصال به أيضاً بشأن تولي القيادة الفنية لنادي نيوكاسل يونايتد، لكنه لم يشعر بأن النادي مستقر؛ لأن آشلي يحاول بيع النادي، ربما إلى كونسورتيوم استثماري في دبي. وسبق وأن رفض بروس تولي قيادة نيوكاسل يونايتد، عندما كان يسير بشكل جيد مع نادي برمنغهام سيتي، حيث رفض عرضاً لكي يحل محل بوبي روبسون احتراماً له.
وقد واجه كيفين كيغان أيضاً صعوبات كبيرة تحت قيادة آشلي، حيث دخل في نزاع قانوني انتهى باعتراف النادي بأن مزاعم المدير الفني الإنجليزي بأنه كان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في بيع وشراء اللاعبين لم تكن صحيحة على الإطلاق، وإنما كانت ببساطة جزءاً من محاولاته لتحسين صورته! ويتعين علينا الآن أن ننتظر لنرى ما إذا كان بروس سيصل إلى هذه المرحلة المأساوية أم لا، لكن لا يسعنا إلا أن نعجب بمحاولة المدير الفني البالغ من العمر 58 عاماً، ودخوله لهذه التجربة الحادية عشرة في مسيرته التدريبية وهو في كامل وتركيزه.
واعترف بروس بأنه عازم على إثبات خطأ من يشكك في قدرته على قيادة الفريق خلفاً لبينيتيز. وتولى بروس مدرب سندرلاند وهال سيتي واستون فيلا السابق المسؤولية خلفاً للإسباني صاحب الشعبية الذي رحل بعد نهاية عقده الشهر الماضي عقب الإخفاق في التوصل إلى اتفاق جديد مع مايك آشلي مالك النادي.
وقال بروس لقناة النادي في شنغهاي، حيث يستعد نيوكاسل لمواجهة وستهام في كأس آسيا الودية، اليوم (السبت)، «أنا مثل الجميع أعيش في حلم. هل يوجد ما هو أفضل من المقعد الأول هنا؟ يسرني أن هذه الفرصة أتيحت لي وسأبذل قصارى جهدي. «لست رافا وأفهم أن تولي المسؤولية خلفه مهمة كبيرة. لكني سأبذل قصارى جهدي وأتمنى أن الرد على المشككين».
وأضاف بروس «عندما تتولى المسؤولية أول شيء تنظر له هو التشكيلة، وبالطبع ندرك أننا فقدنا روندون وأيوزي. نشعر بالقصور في هذا الجانب قليلاً، ونعمل على هذا الأمر». وقال بروس لموقع النادي «أنا سعيد وفخور جداً بتعييني على رأس الجهاز التدريبي لنيوكاسل. هذا هو فريق طفولتي وكان فريق والدي؛ لذا هذه لحظة استثنائية جداً لي ولعائلتي».
وأضاف: «أواجه تحدياً كبيراً، لكن أنا جاهز مع باقي أفراد الجهاز التدريبي. سنبذل قصارى جهدنا لنضمن للمشجعين أننا سنملك فريقاً ناجحاً يجعلهم يشعرون بالفخر به». وتتعارض فرص بروس في النجاح بمالك النادي الذي يريد بيع لاعبين بمبالغ كبيرة، بينما لا تشعر الجماهير بسعادة بسبب تواضع النتائج في ظل الافتقار للدعم المادي والطموح.
وبات بروس عاشر مدرب يتولى قيادة نيوكاسل خلال 12 عاماً للنادي تحت ملكية آشلي. وكان بروس، الذي سيلتحق بجهازه التدريبي الثنائي ستيف أجنو وستيفن كليمنس، قاد شيفيلد وينزداي للمركز الـ12 في دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي بعد تعيينه في يناير.
وكان بينيتيز (59 عاماً) تولى تدريب نيوكاسل في مارس (آذار) 2016، لكنه أخفق في إنقاذه من الهبوط من الدوري الممتاز. واستمر المدرب الإسباني في منصبه وأعاده سريعاً إلى دوري الأضواء واحتل المركز العاشر في موسم 2017 - 2018. ويبدأ نيوكاسل الموسم باستضافة آرسنال في الدوري الممتاز في 11 أغسطس (آب) المقبل.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.