صفقة سيباستيان هالر جيدة لوستهام... ولو مقابل 45 مليون إسترليني

الفريق اللندني يحدث انقلاباً حقيقياً في فترة الانتقالات الصيفية

هالر (يسار) في مواجهة تشيلسي بالدوري الأوروبي الموسم الماضي (رويترز)
هالر (يسار) في مواجهة تشيلسي بالدوري الأوروبي الموسم الماضي (رويترز)
TT

صفقة سيباستيان هالر جيدة لوستهام... ولو مقابل 45 مليون إسترليني

هالر (يسار) في مواجهة تشيلسي بالدوري الأوروبي الموسم الماضي (رويترز)
هالر (يسار) في مواجهة تشيلسي بالدوري الأوروبي الموسم الماضي (رويترز)

كسر نادي وستهام يونايتد الإنجليزي الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه للصيف الثالث على التوالي بالتعاقد مع المهاجم الفرنسي سيباستيان هالر من إينتراخت فرانكفورت الألماني. وتعاقد وستهام يونايتد مع اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً لكي يحل محل المهاجم النمساوي ماركو أرناوتوفيتش، الذي كان يوما ما أغلى صفقة في تاريخ النادي.
ويبدو أن هالر لم يكن الخيار الأول للنادي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إذ كان وستهام يونايتد يرغب في التعاقد مع ماكسي غوميز، الذي فضل الانتقال إلى فالنسيا الإسباني حتى يمكنه اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. لكن الفشل في التعاقد مع غوميز قد يعود بفائدة كبيرة على النادي الإنجليزي في حقيقة الأمر، نظرا لأن هالر يصغر غوميز بثلاث سنوات تقريبا، لكنه أكثر اكتمالا منه ولديه القدرة على إحداث تأثير فوري على الفريق.
في الواقع، يمكن القول إن وستهام يونايتد قد أحدث «انقلابا حقيقيا» في فترة الانتقالات الحالية، فبعد التعاقد مع لاعب خط الوسط المهاجم بابلو فورنالس من فياريال الإسباني، كان التعاقد مع هالر بمثابة إشارة قوية أخرى على أن النادي يسعى بقوة لتضييق الفجوة بينه وبين أصحاب المراكز الستة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ويجب الإشارة إلى أن المراكز الستة الأولى في جدول الترتيب كانت لنفس الأندية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، لكن هذا الأمر قد يكون على وشك التغيير.
ويبدو أن المعركة ستكون شرسة للغاية هذا الموسم في صراع التأهل للبطولات الأوروبية. وخلال الموسم الماضي، احتل مانشستر يونايتد المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يفصل وستهام يونايتد عن هذا المركز سوى أندية وولفرهامبتون واندررز وإيفرتون وليستر سيتي. ومع ذلك، فإن التعاقد مع هالر مقابل 45 مليون جنيه إسترليني وفورنالس مقابل 24 مليون جنيه إسترليني يدل على أن النادي بقيادة مانويل بيليغريني يسعى إلى تدعيم صفوفه بشكل كبير. ومن المتوقع أن يقدم هالر مستويات جيدة مع الفريق، فهو لاعب جيد للغاية وسبق وأن صنفناه كأفضل خامس لاعب في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي، واستندنا في ذلك إلى الكثير من الأسباب الوجيهة.
ويمتاز المهاجم الفرنسي بالطول الفارع؛ حيث يصل طوله إلى 1.9 مترا، كما يمتاز بالقوة البدنية الهائلة التي تمكنه من التفوق على المدافعين، بالشكل الذي كنا نراه في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي. وعلاوة على ذلك، يمتاز هالر بالذكاء الكروي والقدرة على اللعب كمحطة للفريق في الجزء الأمامي من الملعب، كما يمتاز بعدم الأنانية والقدرة على مساعدة زملائه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. وقد كوّن الموسم الماضي ثنائيا هجوميا رائعا مع المهاجم الصربي لوكا يوفيتش، الذي قدم موسما استثنائيا مع إينتراخت فرانكفورت وانتقل إلى ريال مدريد الإسباني في فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وقد سجل يوفيتش 17 هدفا الموسم الماضي، من بينها 14 هدفا في 15 مباراة لعبها إلى جانب هالر.
وقدم هالر أيضا مستويات رائعة الموسم الماضي؛ حيث أحرز 15 هدفا خلال 2181 دقيقة لعبها مع الفريق (بما يعادل 24 مباراة)، كما صنع تسعة أهداف، ليأتي في المركز السادس في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي. وبالتالي، لن يسجل هالر الأهداف فقط مع وستهام يونايتد، لكنه سيصنع الأهداف أيضا لأي لاعب يتقدم للقيام بأدواره الهجومية. وقد افتقد وستهام يونايتد لخدمات أندريه يارولينكو ومانويل لانزيني خلال فترات كبيرة من الموسم الماضي بداعي الإصابة، لكن وصول هالر سيساعدهما على العودة إلى مستواهما المعهود.
ويمتاز هالر بالقوة البدنية في الالتحامات الهوائية، وتشير الإحصائيات إلى أنه استخلص الكرات الهوائية بمعدل 8.3 في المائة في المباراة الواحدة في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي، ليكون الأفضل في الدوري الألماني الممتاز بفارق كبير عن أقرب منافسيه في هذا الأمر، بمعدل نجاح بلغ 59 في المائة. ويشبه كثيرون هالر بالمهاجم الفرنسي أوليفر جيرو فيما يتعلق بضربات الرأس والتحرك داخل منطقة الجزاء.
لكن الشيء الأهم بالنسبة لوستهام يونايتد هو أن هالر يمتاز بالقدرة على إنهاء الهجمات من أنصاف الفرص. وخلال الموسم الماضي، بلغت تسديدات هالر 2.2 كل 90 دقيقة (مقابل 3.5 تسديدة لجيرو، و3.9 تسديدة ليوفيتش). ويشير ذلك إلى أن معدل تحويل الفرص إلى أهداف رائع بالنسبة لهالر؛ حيث نجح في تسجيل أهداف من أكثر من ربع تسديداته (بنسبة 28 في المائة)، وأخفق في 16 محاولة فقط من محاولاته الـ54 على المرمى (بنسبة 29 في المائة). وتشير الإحصائيات إلى أنه كانت هناك محاولتان فقط من خارج منطقة الجزاء، وهو ما يشير إلى أن اللاعب يتعاون بشكل كبير مع زملائه بدلا من إهدار مجهودهم واللعب بشكل فردي.
ويعد هالر مثالا قويا للاعب الذي يقود فريقه بشكل رائع في النواحي الهجومية. ومن المتوقع ألا يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يقع جمهور وست هام يونايتد في حب هذا اللاعب، الذي يمتلك فنيات وقدرات هائلة. وتشير الإحصائيات إلى أن هالر كان أكثر لاعب في الدوري الألماني الممتاز استخلاصا للكرات الموسم الماضي، وهو ما يعني أنه أفضل بكثير من سلفه أرناوتوفيتش في هذا الصدد. ويجب الإشارة إلى أن التعاقد مع هالر لا يعني أن وست هام يونايتد قد تعاقد مع لاعب يجيد العمل الجماعي والخططي فقط، لكنه تعاقد أيضا مع مهاجم قادر على مساعدة النادي على المنافسة بقوة على حجز مقعد في البطولات الأوروبية خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».