الشرعية تشدد على تنفيذ الاتفاقيات وفقاً لمفهوم «استوكهولم»

مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة أكد ضرورة تطبيق الآلية الثلاثية للرقابة

TT

الشرعية تشدد على تنفيذ الاتفاقيات وفقاً لمفهوم «استوكهولم»

أكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مساء أول من أمس (الخميس)، أهمية تنفيذ عملية إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، غرب البلاد، وفقاً لمفهوم العمليات المتفق عليها في مشاورات استوكهولم.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قول السفير عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمة اليمن التي ألقاها، أول من أمس، في مجلس الأمن الدولي، إنه يجب تطبيق آلية الرقابة الثلاثية والتركيز على استكمال كل مرحلة لإعادة الانتشار، قبل البدء في أي مراحل لاحقة، والتأكيد على تنفيذ المرحلة الثانية من إعادة الانتشار بعد تحديد هوية السلطة المحلية (التي من شأنها إدارة المناطق التي جرى فيها إعادة الانتشار) والأجهزة الأمنية وآلية تحصيل الموارد المالية.
وشدد السعدي على أهمية فتح المعابر والطرقات لتسهيل التنقل وتجنب تقييد حركة موظفي الأمم المتحدة داخل مدينة الحديدة، الذي أدى بدوره إلى إفشال عقد الاجتماعات المشتركة والثنائية في المدينة، ما استدعى عقد الاجتماع الأخير للجنة تنسيق إعادة الانتشار في عرض البحر على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة.
واتهم السعدي الحوثيين ومنذ التوصل إلى اتفاق ستوكهولم «بالاستمرار في التصعيد العسكري واستهداف المدن والمنشآت العامة، وارتكاب مزيد من الانتهاكات التي تتنافى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان».
كما أكد السعدي تمسك حكومته بالتنفيذ الكامل لاتفاق استوكهولم بكل مكوناته المتصلة باتفاق الحديدة.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أعرب خلال الجلسة عن أمله في أن تؤدي الاتفاقات الأخيرة بين الأطراف المعنية على تنفيذ اتفاق الحديدة إلى «التركيز على العملية السياسية قبل نهاية هذا الصيف». بينما أشار المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إلى موافقة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السماح بإعادة إيصال المساعدات الغذائية الكاملة إلى المناطق التي يسيطرون عليها من دون تعريضها للنهب، في الوقت الذي طالب فيه عدد كبير من المسؤولين الدوليين والدبلوماسيين بوقف الهجمات بالطائرات من دون طيار والصواريخ ضد الأهداف المدنية في السعودية.
وفي مستهل جلسة عقدها مجلس الأمن حول اليمن، قال غريفيث إن «جميع من تحدثت معهم كانوا واضحين في أن التقدم لتحقيق أهداف اتفاق استوكهولم أمر حاسم بالنسبة إلى فرص المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب»، مضيفاً أن «الحديدة هي نقطة محورية لتحقيق هذه الغايات». واعتبر أن الحديدة «بوابة للعملية السياسية». وأمل في أن «تسمح لنا الحديدة أخيراً بالتركيز على العملية السياسية قبل نهاية هذا الصيف»، لأنه «ليس لدى اليمن وقت يضيعه». ولاحظ حصول «تقدم محدود» في تعز من خلال «فتح معبر للحياة المدنية ووصول المساعدات الإنسانية». وعبر عن «القلق البالغ» حيال إعلان جماعة الحوثي الأسبوع الماضي في صنعاء، عن فرض أحكام بالإعدام على 30 سجيناً، مؤكداً أن الأمم المتحدة «تعارض عقوبة الإعدام في كل الظروف». وأفاد بأنه «رغم استمرار وقف النار في الحديدة على نطاق واسع، استمرت العمليات العسكرية على عدة خطوط أمامية أخرى، وكذلك على حدود اليمن مع المملكة العربية السعودية». وعبر عن «القلق بشكل خاص من الهجمات المستمرة من أنصار الله على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية»، منبهاً إلى أن اليمن يقع قرب الخطوط الأمامية «لمأساة محتملة ناشئة عن التوترات في المنطقة». وشدد على أنه «ليس من مصلحة اليمن أن يتم جره إلى حرب إقليمية». ولذلك «يجب على الأحزاب اليمنية أن تكف عن أي أعمال تأخذ اليمن في هذا الاتجاه».
وتكلم المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي عن «تقدم كبير» أحرز مؤخراً في التفاوض مع الحوثيين لإعادة المساعدات الغذائية الكاملة إلى المناطق التي يسيطرون عليها، موضحاً أنه «إذا تم توقيع الاتفاق»، فإن برنامج الأغذية العالمي مستعد لإعادة الغذاء إلى العاصمة اليمنية صنعاء «خلال أيام»، علماً أنه كان علق هذا المساعدات جزئياً بسبب العراقيل التي وضعها الحوثيون وتحويلهم الطعام عن أكثر الناس جوعاً في بلد دفع إلى حافة المجاعة. ويؤثر التعليق على 850 ألف شخص في صنعاء، حيث وقع الجزء الأكبر من عمليات النهب. وأضاف أنه «لم يمر يوم لم أفكر في بالأثر الذي قد يحدثه تعليق المساعدات الغذائية»، مقدماً اعتذاراً للناس في صنعاء وفي كل أنحاء اليمن على محنتهم. وأكد أن برنامج الأغذية العالمي زاد خلال الشهر الماضي العدد الإجمالي لليمنيين الذين ساعدهم، من 10.6 ملايين إلى 11.3 مليون. وكذلك ندد باستخدام الحوثيين الطائرات من دون طيار والصواريخ لمهاجمة المملكة العربية السعودية واستهداف السفن في البحر الأحمر.
وقال المنسق السياسي لدى البعثة الأميركية رودني هانتر إن مجلس الأمن «عاين تصعيداً إقليمياً من إيران»، معبراً عن «القلق من الارتفاع الأخير في الهجمات الحوثية، خصوصاً على المطارات المدنية السعودية». وأكد أنه «يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع هذه الهجمات من تقويض التقدم الذي جرى تحقيقه بشق الأنفس على المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في اليمن». وحض الأطراف على «اتخاذ تدابير لخفض التصعيد وإظهار الالتزام بقرار سياسي يمني». وطالب الحوثيين بـ«الكف فوراً عن إطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ وغيرها من الهجمات ضد مواطنيهم وجيرانهم»، مضيفاً أنه «يجب على إيران أن تتوقف عن تزويد الحوثيين بالأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة في تلك الهجمات».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».