رفع ثوب الكعبة المشرفة 3 أمتار استعداداً لموسم الحج

قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار ثلاثة أمتار تقريباً، وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريباً من الجهات الأربع، وذلك كما جرت عليه العادة السنوية استعداداً لموسم حج 1440هـ.
وأوضح أحمد المنصوري وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، أن هذا الإجراء يأتي من باب الاحتراز والحفاظ على نظافة وسلامة الكسوة ومنع العبث بها، حيث يشهد المطاف أعداداً كبيرة من الحجاج تحرص على لمس ثوب الكعبة، والتعلق بأطرافه؛ وذلك يعرّض الثوب لبعض الضرر.
وأكد المنصوري أن ما يقدم عليه بعض الحجاج من قطع بعض أجزاء من ثوب الكعبة، أو التبرك بالكسوة يستند إلى اعتقادات خاطئة، ولأجل ذلك ترفع الكسوة إلى مسافة ثلاثة أمتار، وتحاط بقطع من القماش الأبيض، لافتاً إلى أنه سيعاد الوضع إلى طبيعته بعد انتهاء موسم الحج.
وأفاد المنصوري بأن الرئاسة ممثلة في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة «تولي كسوة الكعبة المشرفة عناية واهتماماً بالغين على مدار العام؛ وذلك امتداداً لاهتمام ورعاية ولاة الأمر بالحرمين الشريفين ومرافقهما عامة، وبالكعبة المشرفة خاصة».
كما يتم يوم عرفة تبديل ثوب الكعبة كما جرت العادة السنوية، حيث تراقب أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عبر قناة القرآن الكريم، وداخل المسجد الحرام عملية استبدال كسوة جديدة بكسوة الكعبة المشرفة الحالية، جرياً على العادة السنوية في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، وذلك بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبدال ثوب جديد به تم صناعته من الحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وتقدر تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة بأكثر من 22 مليون ريال «5.86 مليون دولار» وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا والمكون من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتشتمل الكسوة التي يقوم مصنع الكسوة المشرفة بمكة المكرمة بتجهيزها أيضا على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، وهي معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع بعضها ببعض.
وبدأت عادة رفع كسوة الكعبة منذ صدر الإسلام، وقبل انتشار وسائل الاتصالات والإعلام. حيث يتم رفع أستار الكعبة الجانبية مع دخول وقت الحج كإشهار يعلم الناس بدخول وقت تأدية ركن الإسلام الخامس.