هجوم انقلابي بصواريخ على مأرب واكتشاف حقل ألغام في الحديدة

TT

هجوم انقلابي بصواريخ على مأرب واكتشاف حقل ألغام في الحديدة

شنَّت ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، صباح أمس (الخميس)، هجوماً واسعاً على مواقع القوات المشتركة في منطقة كيلو 16 بمديرية الحالي، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بحسب ما أكده مصدر عسكري قال لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة تصدت لهجوم ميليشيات الانقلاب، ما أسفر عن اندلاع مواجهات وقصف متبادل بين الطرفين، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين الذين يسعون لإحراز أي تقدم يُذكر، واستعادة مواقع تم دحرهم منها في الحديدة».
وأضاف أن «ميليشيات الانقلاب تواصل تصعيدها العسكري من خلال استهداف القوات المشتركة والقرى والأحياء السكنية في الحديدة، بينما تتمسك القوات بالهدنة الأممية».
تزامن ذلك مع إعلان الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة اكتشافها، أول من أمس (الأربعاء) «أكبر حقل ألغام منتظم زرعته الميليشيات الحوثية قبل دحرها بالقرب من مطاحن البحر الأحمر في الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة».
وقال مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام ألوية العمالقة الحكومية، إن «فرق الهندسة باشرت تفكيك حقل الألغام المزروع على مساحة أكثر من كيلومترين مربعين يمتد من الأطراف الشمالية الغربية لحي المسنا وصولاً إلى الخط الإسفلتي أمام مطاحن البحر الأحمر»، وإن «هذا الحقل يحوي ألغاماً مضادة للدروع وألغاماً فردية، ويُعدّ من أنواع الحقول المنتظمة حيث تمت زراعته في خطوط مستقيمة، وعلى صفين بحيث تضمن الميليشيات المدعومة إيرانياً تغطية الثغرات في كامل المساحة المستهدفة».
وقدر خبير عسكري في هندسة القوات المشتركة أن «هذا الحقل يحتوي على أكثر من 2000 لغم»، مشيراً إلى أنه «تم تفكيك ونزع 132 لغماً خلال الساعات الماضية، وأن تطهير هذا الحقل بشكل كامل يحتاج إلى كثير من الجهد والوقت».
ويأتي اكتشاف وتفكيك هذا الحقل ضمن الجهود المتواصلة والحثيثة من قبل القوات المشتركة كواجب إنساني تجاه أبناء الحديدة للحد من سقوط الضحايا في صفوفهم، وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم ومزاولة أعمالهم بأمان.
وكانت الفرق الهندسية فجرت، الثلاثاء، في منطقة غليفقة التابعة لمديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، 600 لغم أرضي، ومن بينها عبوات ناسفة وقذائف صاروخية حوّلها الحوثيون إلى ألغام وقاموا بزرعها في الطرق العامة والفرعية والشواطئ والأحياء السكنية في مختلف مناطق مدينة الحديدة كانت تهدد حياة المواطنين.
إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في مدينة مأرب، شرق صنعاء، بـ«إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخ (كاتيوشا)، مساء أول من أمس (الأربعاء)، من مواقع تمركزها خارج المدينة وسط في شارع وسط مدينة مأرب، ما تسبب بإصابة أحد المواطنين وإلحاق الأضرار المادية بين ممتلكات المواطنين جراء التسبب بأضرار في عدد من المباني والمحلات التجارية في المنطقة التي سقط فيها الصاروخ الحوثي».
وذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك جاء بعد شن ميليشيات الانقلاب خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة هجمات مماثلة بصواريخ حوثية اعترضتها منظومة الدفاع التابعة لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وبعضها سقط على المدينة، إضافة لهجمات وقصف مدفعي من قبل الانقلابيين على مواقع الجيش في جبهة صرواح، غرب مأرب».
وكانت ميليشيات الانقلاب أقدمت، مطلع الشهر الحالي، على استهداف منزل محافظ مأرب سلطان العرادة، بصاروخ باليستي، وسط حي مكتظ بالسكان في منطقة كرى بمديرية الوادي، وهو ما تسبب في أضرار مادية بالغة، ولم يسفر عن خسائر بشرية.
تزامن ذلك مع استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء أول من أمس (الأربعاء)، على عدد من القرى في مديرية مريس، شمال محافظة الضالع بجنوب البلاد، حيث تركز القصف الحوثي على قريتي الرحاب والحنكة، بينما تشهد الجبهة ذاتها وعدد من المواقع في مديرية قعطبة، شمال الضالع، معارك متواصلة بين الجيش والانقلابيين في إطار عملية عسكرية مُعلنة لاستكمال تطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تكبدت الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في معاركها مع الجيش وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».