البرلمان اللبناني ينهي مناقشة موازنة عام 2019 ويتّجه لإقرارها بالأكثرية

أنهى البرلمان اللبناني يوم أمس مناقشة موازنة عام 2019 في جلستين لم تختلف فيهما كلمات النواب لجهة الانتقادات والملاحظات التي حملها زملاؤهم في اليومين الأول والثاني وتوزّعوا بين من أعلن تأييده للمشروع وبين من رفض التصويت لصالحه.
وبينما كان رئيس البرلمان نبيه بري قد حدّد جلسات مناقشة الموازنة بأيام الثلاثاء والأربعاء والخميس فقط، أشارت المعلومات إلى إمكانية التمديد حتى يوم الجمعة، علما بأن بري قال إن «التصويت على الموازنة التي بات مؤكدا أنها تسلك طريقها نحو الإقرار بموافقة أكثرية الكتل النيابية، سيبدأ اليوم (أمس) وحضور النواب إلزامي ابتداء في الجلسة المسائية».
وسجّل خلال الجلسة الصباحية سجال بين النائب في «الكتائب اللبنانية» نديم الجميل والنائب في «التيار الوطني الحر» سليم عون وصل إلى حد المبارزة بعدد الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات النيابية.
فقد وقف النائب سليم عون معلنا أنه لن يلقي كلمته، فسخر النائب نديم الجميل منه سائلا: «لماذا عدلت عن كلمتك وما الذي تقوم بفعله الآن؟»، فرد عليه عون قائلا: «لا تساجلني، اذهب والعب أمام بيتك»، ليحتدم السجال إلى حد قول عون للجميل: «يقولون اللي خلّف ما مات... لكن اللي خلّف مات وشبع موت»، في إشارة إلى والده الرئيس الراحل بشير الجميل. فرد الجميل: «لست هنا لأنني ابن أبي بل خمسة آلاف شخص صوتوا لي في الأشرفية»، فأجابه عون: «أنا 6000 صوتوا لي في زحلة»، فاستطرد الجميل: «بيي أقوى من بيّك».
وبينما جدّد نواب «القوات اللبنانية» اعتراضهم على الموازنة رافضين التصويت لها أعلن النائبان في «اللقاء التشاوري» فيصل كرامي وجهاد الصمد رفضهما التصويت لصالح الموازنة، وهو ما استدعى ردا من الحريري، مشيرا إلى أن «اللقاء التشاوري» ممثل في الحكومة ولم نسمع منه أي انتقاد للموازنة.
وفي كلمته وصف كرامي الحكومة بـ«الابتلاء، ولا يوجد أمامنا سوى التعامل معها كأمر واقع»، سائلا: «هل نعي فداحة وخطورة خرق الدستور عبر نشر موازنة من دون الموافقة على قطع الحساب؟.
من جهته، قال النائب في كتلة التنمية والتحرير غازي زعيتر: «إن بداية الإصلاحات تكون بحماية الدستور وليس بمخالفته»، مطالبا «بالعمل بجهد لتحديد وتسمية الفاسدين بالاسم خصوصا في الحكومتين السابقتين».
ورد نائب «القوات» عماد واكيم على الانتقادات التي وجهت لحزبه لجهة رفض التصويت على الموازنة بالقول: «غاب عن بال البعض أنها تحفظت عليها في مجلس الوزراء». من جهته، قال النائب في الكتلة نفسها ادي دمرجيان: «ما دام لا وجود لقطع الحساب فالموازنة باطلة ومخالفة للدستور».
من ناحيته، رأى النائب في «تيار المردة» اسطفان الدويهي، أن «الموازنة عشوائية وغير دستورية ولا تمت للإصلاحات البنيوية بصلة وتراهن على الخارج».
وتحدث النائب في «تيار المستقبل» عاصم عراجي عن المعابر غير الشرعية مطالبا بضبطها بينما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض: «إن لبنان أمام رباعية قاتلة: أزمة المالية العامة والفساد والطائفية والترهل الإداري». واعتبر أن هذه الموازنة تعتبر «إنجازا» مقارنة مع السابقة وهي تحتاج إلى رؤية تدمج بين البعدين الاقتصادي والمالي.
كذلك اعتبر النائب في «حزب الله» علي فياض أن الموازنة رغم الملاحظات عليها هي إنجاز مقارنة مع موازنة عام 2017، وقال: «نحن أمام أزمة المالية العامة والفساد والترهل والطائفية».