وزير الخارجية الإيراني ينتقد «عدم وفاء» أوروبا في الاتفاق النووي

ظريف أشار إلى سوء فهم تصريحاته عن الصواريخ الإيرانية في واشنطن

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
TT

وزير الخارجية الإيراني ينتقد «عدم وفاء» أوروبا في الاتفاق النووي

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، انتقاداته الدول الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق النووي، وأشار في الوقت ذاته إلى «سوء فهم» حول تصريحاته بشأن شروط إيران للتفاوض حول برنامجها الصاروخي.
وشكك ظريف في مقابلة مع قناة «بلومبرغ»، أول من أمس (الأربعاء)، في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال إن الولايات المتحدة «أطلقت النار على قدمها حينما انسحبت من الاتفاق النووي». وقال في المقابلة التي استمرت عشرين دقيقة، إن ترمب لديه فرصة أكثر من 50% للفوز بإعادة انتخابه في عام 2020، مما يجعل التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب أقل احتمالاً.
وانتقد ظريف، خلال المقابلة، الدول الأوروبية واتهمها بعدم الوفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن «إيران لديها القدرة على صنع أسلحة نووية». وتابع: «إذا أردنا صنع أسلحة نووية لكان بإمكاننا صنعها منذ وقت طويل وفي ظل العقوبات السابقة، لكننا لن نفعل ذلك لأن المرشد علي خامنئي تعهّد بالتزام ديني بعدم التصنيع ونهى عن ذلك واعتبره أمراً حراماً».
وحول برامج الصواريخ الإيرانية، قال ظريف: «لقد قبلنا حدود ومدى حول الصواريخ وهي واضحة، وقاموا بإساءة فهم ما صرحت به، فما قلته إن الولايات المتحدة عليها القيام بالكثير من الخطوات». وأضاف: «لم نترك مائدة المفاوضات، وتقابلنا مع برايان هوك حتى أواخر 2018».
في الوقت نفسه، أكد ظريف أن بإمكان إيران والحرس الثوري الإيراني إغلاق مضيق هرمز. وقال: «بالتأكيد لدينا القدرة على القيام بذلك لكننا بالتأكيد لا نريد أن نفعل ذلك لأن مضيق هرمز والخليج هما شريان حياتنا ويجب تأمينه، ونحن نلعب دوراً كبيراً في تأمين المضيق، ولكن يجب أن تكون أمناً للجميع».
وأضاف ظريف أن إيران ستواصل العمل والالتزام ببنود الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وحقوق إيران في ظل الاتفاق رغم انسحاب الولايات المتحدة وفشل جهود الدول الأوروبية في تحقيق ما تم الوعد به لدفع الاقتصاد الإيراني، وطالب الأوروبيين بالقيام بالخطوات اللازمة بعد أن التزموا بتطبيع العلاقات مع إيران في ظل الاتفاق النووي. وقال: «خضنا نقاشات هذا الاتفاق بأعين مفتوحة، كان لدينا ميكانيزم في هذا الاتفاق حيث نخفض البرنامج النووي ما داموا التزموا وإذا لم يلتزموا سنتخذ خطوات، وهي خطوات قانونية».
وفي إجابته عن سؤال حول الخطوات القادمة التي ترغب إيران في اتخاذها وكيفية الحد من التوتر مع الولايات المتحدة، قال ظريف إن الأمر متروك لترمب، معرباً عن شكوكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد. وقال: «لا يمكن أن تشتري حصاناً مرتين».
وحول نهج الصبر الاستراتيجي وانتظار إيران إلى ما بعد الانتخابات في 2020 على أمل أن يأتي رئيس من الحزب الديمقراطي قال وزير الخارجية الإيراني: «لا توجد دولة تفكر بشيء صحيح يمكن أن تجعل سياساتها الخارجية مستندة إلى نتائج ليست لها سيطرة عليها».
ورفض ظريف التصريح بوجهة شاحنة النفط التي أوقفتها بريطانيا وكانت متجهة إلى سوريا، وقال: «لا يمكنني قول وجهة السفينة، لأنه لا توجد عقوبات من الاتحاد الأوروبي وعارضت العقوبات الأميركية لذا بريطانيا لم يكن من حقها إيقاف السفينة، ومن حقنا بيع النفط لأنه لا توجد عقوبات أوروبية ضدنا».



أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.