أبدى برلمانيون ودبلوماسيون مصريون ترحيباً بدعوة زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، للرئيس رجب طيب إردوغان إلى «التصالح مع مصر»، فيما رفض مصدر مصري مسؤول تحدث إلى «الشرق الأوسط» التعليق على التصريحات.
وفي كلمة لقليجدار أمام الكتلة البرلمانية لحزبه في البرلمان، قبل يومين، نوه بضرورة «تغيير السياسة الخارجية لتركيا 180 درجة، وتخلي إردوغان أولاً عن الإخوان». فيما رأى وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المصري، اللواء صلاح عقيل، أن «تصريحات زعيم المعارضة التركية تعبر عن توجه عقلاء السياسة الخارجية في تركيا، وتنتصر لروابط ثقافية وتاريخية بين الشعبين». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، أن «توجهات إردوغان تجاه مصر ودول المنطقة تحت دعاوى متخيلة أفسدت علاقاتها بمحيطها».
ورحب عقيل بتصريحات قليجدار، منوهاً بأنها «تتلاقى مع الموقف المصري الداعي لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فضلاً عن أن السياسة الخارجية المصرية نجحت في إبراء البلاد من حكم تنظيم (الإخوان)، الذي كان سيورط القاهرة في مشكلات عدة خارجية بخلاف الداخلية، وهو الأمر الذي تحاول المعارضة التركية التنبيه من خطورته على مستقبل أنقرة».
لكن مصدراً مصرياً مسؤولاً رفض التعليق على تصريحات المعارض التركي البارز أو تقييمها، مبرراً ذلك بأن «القاهرة تتحفظ على التعامل مع دعوات غير رسمية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية».
وخفّضت القاهرة وأنقرة علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 2013 بسبب موقف إردوغان، المناهض لـ«ثورة 30 يونيو»، والتي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد استمراره في الحكم، وأطلق الرئيس التركي عدداً من التصريحات التي اعتبرتها مصر «عدائية»، وقررت على إثرها استدعاء سفيرها إلى القاهرة وطرد سفير أنقرة.
وخاطب قليجدار في كلمته إردوغان بالقول «عليك أن تتصالح مع مصر التي نتشارك معها التاريخ والثقافة. فعلى أي أساس نحن نخاصمها؟ هذه المخاصمة تنعكس سلبا على تركيا»، وزاد موضحا «يجب أن نرسل سفيرا إلى مصر، ونتصالح معها».
بدوره، اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن «دعوة قليجدار تأتي في إطار ممارسة دوره كحزب معارض، ولا يُتوقع أن تلقى صدى لدى صانع السياسة الخارجية التركية وتحديداً رئيس الدولة».
وفسّر هريدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تقييمه بأن «إردوغان يعتمد على جماعة الإخوان كأداة من أدوات سياسته الخارجية لتهديد، وردع وابتزاز القوى الإقليمية العربية المناوئة لمشروعه التوسعي للسيطرة على المحيط، وهو ما يُفسر تحالفه الحالي مع قطر، ودعمه لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا».
ومع ذلك فإن هريدي أشار إلى «وجود قطاع من المفكرين والساسة حتى في داخل الحزب الحاكم ورجال الأعمال الأتراك، لا يرون أن هناك منفعة لأنقرة من معاداة مصر».
زعيم حزب تركي معارض يدعو إردوغان إلى «التصالح مع مصر»
برلمانيون مصريون يرحبون بدعوة قليجدار للتخلي عن «الإخوان»
زعيم حزب تركي معارض يدعو إردوغان إلى «التصالح مع مصر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة