غريفيث ضغط على الانقلابيين وغادر صنعاء صامتاً

يدلي بإحاطة اليوم عقب جولة مكوكية بدأت بعلي محسن وانتهت بالحوثيين

سيارة أممية مصفحة وحارسان تابعان للأمم المتحدة لدى زيارة غريفيث لصنعاء (إ.ب.أ)
سيارة أممية مصفحة وحارسان تابعان للأمم المتحدة لدى زيارة غريفيث لصنعاء (إ.ب.أ)
TT

غريفيث ضغط على الانقلابيين وغادر صنعاء صامتاً

سيارة أممية مصفحة وحارسان تابعان للأمم المتحدة لدى زيارة غريفيث لصنعاء (إ.ب.أ)
سيارة أممية مصفحة وحارسان تابعان للأمم المتحدة لدى زيارة غريفيث لصنعاء (إ.ب.أ)

أفادت مصادر سياسية يمنية مطلعة في صنعاء بأن قيادة الجماعة الحوثية الموالية لإيران أصرت خلال لقائها مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، يومي الثلاثاء والأربعاء، على انسحاباتها الأحادية الصورية في الحديدة ورفضت أي مساع أممية لتصحيح مسار اتفاق استوكهولم وفق ما تطالب به الحكومة الشرعية.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة تطرقت في جل اللقاءات لفتح مطار صنعاء ووقف التدابير الحكومية التي اتخذتها لحصار الجماعة وميليشياتها اقتصاديا.
أمام ذلك، كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط كبيرة تمارسها الأمم المتحدة على الجانب الحوثي لتنفيذ المرحلة الأولى لخطة الانتشار وفق مفهوم العمليات المتفق عليه في الحديدة، بمعزل عن المرحلة الثانية. وأكدت المصادر أن الميليشيا الحوثية وعدت مبعوث الأمم المتحدة ببدء التنفيذ في غضون يومين (أمس الأربعاء، واليوم الخميس)، وذلك قبيل إفادة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لمجلس الأمن.
وأكد وضاح الدبيش المتحدث باسم عمليات التحرير في الساحل الغربي لـ«الشرق الأوسط»، أن المبعوث الأممي لليمن استطاع أن يضغط على الحوثي لتنفيذ المرحلة الأولى بمعزل عن المرحلة الثانية من خطة الانتشار، لإدراكه صعوبة ربط المرحلتين بعضهما ببعض في ظل التعنت الحوثي، ومن ثم ربط المرحلة الأولى بالثانية بعد ما يقارب سبعة أشهر من تنفيذها.
وذهب إلى أن الجانب الحكومي أبدى مرونته وتجاوبه في تنفيذ المرحلة الأولى، فيما أشعلت الميليشيا الحوثية جبهة حيس، أمس، التي كان من المقرر أن يتم في هذا اليوم تنفيذ تثبيت وقف إطلاق النار وفق الآلية الجديدة المتفق عليها، إلا أن الجانب الحكومي ملتزم وينتظر ما يحمله اليوم من صدق وعود الجانب الحوثي.
وأكدت مصادر ملاحية في مطار صنعاء أن غريفيث غادر أمس العاصمة اليمنية المختطفة إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث مكتبه الدائم هناك استعدادا للإدلاء بإحاطته أمام مجلس الأمن الدولي بشأن جهوده الأخيرة وجولته المكوكية وتطورات الأوضاع فيما يخص تنفيذ اتفاق استوكهولم.
وأوضح مكتب المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» أن غريفيث سيدلي بإحاطته اليوم في تمام الساعة العاشرة بتوقيت نيويورك، في الوقت الذي يتوقع أن يقدم رئيس البعثة الأممية وكبير المراقبين مايكل لوليسغارد تقريره هو الآخر عما قامت به البعثة على صعيد تثبيت وقف إطلاق النار والمساعي الأخرى المتعلقة بعملية إعادة الانتشار.
وذكرت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أن غريفيث التقى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ورئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابي مهدي المشاط ووزير خارجية الانقلاب هشام شرف إلى جانب لقائه عددا من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين للجماعة في صنعاء.
وزعم الحوثي وفق مصادر الجماعة الرسمية أن جماعته مستعدة للسلام شريطة وقف العمليات العسكرية من قبل تحالف دعم الشرعية وفك الحصار عن جماعته وفتح مطار صنعاء، في الوقت الذي رفض فيه إطلاق الأسرى والمعتقلين على قاعدة «الكل مقابل الكل» كما تصر على ذلك الحكومة الشرعية.
كما أبدى زعيم الجماعة الحوثية استياءه من التدابير الحكومية التي اتخذتها الشرعية في عدن على صعيد تجفيف موارد الجماعة من النفط الإيراني بموجب القرار 75، ووصف ذلك بأنه بمثابة «استخدام للاقتصاد بوصفه ورقة عسكرية وقسرية».
وزعم الحوثي أن جماعته أقدمت على تصرفاتها الأحادية في الحديدة بما ينسجم مع ما حدث في مشاورات السويد، متهما الحكومة الشرعية بالتلكؤ في التقدم في اتفاق الحديدة.
من جهته، زعم المشاط وهو رئيس مجلس حكم الجماعة، أن الميليشيات «نفذت ما يعادل نصف التزاماتها في اتفاق الحديدة من جانب واحد، من منطلق القوة وليس الضعف، فيما لم ينفذ الطرف الآخر (الحكومة) أي خطوة في المقابل».
وكرر المشاط ما ردده زعيم الجماعة خلال لقاء غريفيث عن وقف التدابير الحكومية الاقتصادية وضرورة فتح مطار صنعاء أمام الطيران المدني.
وفي إشارة إلى الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والغرب مع إيران وتصعيد الأخيرة لتهديد الملاحة الدولية، زعم المشاط أنه يأمل بأن يتم استغلال الأجواء في المنطقة لتحقيق السلام في اليمن مع توعده باستمرار الهجمات الإرهابية لجماعته ضد الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
ونسبت المصادر الرسمية الحوثية للمبعوث الأممي أنه «عبر عن تقديره للخطوات الأحادية التي تم تنفيذها بالحديدة من قبل الميليشيات». وقال إنها ستساهم بشكل كبير في التقدم نحو الأمام في عملية السلام. كما أشار وفق المصادر نفسها إلى «أن هناك إجماعا في مجلس الأمن على ضرورة التقدم بخطوات إيجابية في تنفيذ اتفاق السويد والتمهيد لمشاورات الحل السياسي الشامل».
ولم تختلف التصريحات الحوثية الأخرى التي أدلى بها رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور وهشام شرف، ولا القيادي الموالي للجماعة في حزب المؤتمر يحيى الراعي، إذ دارت كلها في فلك تصريح زعيم الجماعة حول أهمية تحييد الملف الاقتصادي وفتح مطار صنعاء ورفض النقاش عن ملفات الأمن والموارد والسلطة المحلية في الحديدة.
وبينما غادر المبعوث الأممي مطار صنعاء دون الإدلاء بأي حديث لوسائل الإعلام، ذكرت المصادر الرسمية التابعة لجناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء الخاضع للحوثيين أن غريفيث التقى خلال زيارته هذه قيادات الحزب في صنعاء برئاسة صادق أمين أبو راس.
وذكرت المصادر أن أبو راس أبلغ غريفيث أن «قيادات المؤتمر انتخبت قيادة جديدة ونصبته زعيما للحزب خلال الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية المنعقدة في الثاني من مايو (أيار) الماضي».
ونقلت المصادر المؤتمرية أن قيادات الجناح الخاضع للحوثيين أكدوا «تنفيذ اتفاق استوكهولم الخاص بملف الحديدة وموانئها الثلاثة وجهود المبعوث الدولي في تنفيذ باقي بنود الاتفاق بجميع ملفاته سواء المتعلقة بموضوع الإفراج عن الأسرى والمختطفين والمعتقلين بشكل كامل ودون استثناء، وكذا فتح مطار صنعاء الدولي، وحل مشكلة محافظة تعز».
وأوردت المصادر أن القيادي أبو راس دعا «لتنفيذ اتفاق السويد من جهة والبدء بالذهاب نحو مناقشة مسار الحل السياسي الشامل مبدأ الشراكة الوطنية القائمة على استيعاب ومشاركة جميع القوى الوطنية في رسم وصنع مستقبل البلاد وعبر عملية مصالحة وطنية لا تستثني أحدا».
واستبعد مراقبون يمنيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن يكون غريفيث تمكن من انتزاع أي موافقة حوثية من شأنها أن تسهل عملية تنفيذ اتفاق الحديدة، مشيرين إلى أن الجماعة تتهرب وتراوغ لكسب المزيد من الوقت لكنها ليست في وارد إنهاء الانقلاب أو الاعتراف بالحكومة الشرعية أو القرار الأممي 2216.
وكان غريفيث التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لأول مرة بعد قطيعة دامت نحو 3 أشهر في الرياض الاثنين الماضي، في سياق مساعيه لاستئناف جهوده الأممية، بعد أن وافقت الشرعية على ذلك شريطة تصحيح مسار تنفيذ الاتفاق في الحديدة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت على لسان نائب المتحدث باسمها، فرحان حق، أن أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة عقدوا على مدى اليومين الماضين 14 و15 من يوليو (تموز) اجتماعهم المشترك الخامس على متن سفينة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة وأن ممثلين عن الطرفين تناولوا في اجتماعهم المشترك المنعقد وجها لوجه للمرة الأولى منذ شهر فبراير (شباط) 2019، الاتفاقيات السابقة حول إعادة انتشار القوات، وفقا لما نص عليه اتفاق الحديدة.
وقال إنه «وبعد تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار في الفترة الأخيرة، حرص الطرفان على إيجاد سبل للحد من التصعيد واتفقا على تفعيل آلية وتدابير جديدة من أجل تعزيز وقف إطلاق النار والتهدئة في أقرب وقت ممكن وبدعم من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة»، وأضاف: «وبذلك تكون لجنة تنسيق إعادة الانتشار قد أنهت أعمالها التقنية وهي بانتظار قرار القيادات السياسية المعنية للمباشرة بالتنفيذ»، مؤكدا «أن التفاهم على قوات الأمن المحلية والسلطة المحلية والموارد المالية من المسائل المعلقة والتي تجب معالجتها على المستوى السياسي».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.